كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| على قدر أهل العزم تأتي العزائم

بيمر الإنسان في الحياة بالكتير من المواقف اللي ممكن توصل له الشعور باليأس الشديد، وتكون النتيجة الحتمية هي اليأس والارتباك، وقتها يبقى مش شايف غير سواد وكأن سحابة اتحطت على عينيه فلا هو شايف حاجة ولا عارف يحط رجليه على سكة جديدة يقدر يمشي فيها لعل وعسى تقدر تغير وضعه دا.

المواقف دي ممكن أوي أنها تشوه الإنسان من جواه وتمحي كل مشاعر التفاؤل اللي كانت ثابتة في روحه، يا جماعة لازم نعرف أن بين النجاح والفشل خط فاصل رفيع جدا ما يقدرش يلاحظه غير اللي استقرت الإرادة جوا في روحه، وقتها بس بيقدر يتقدم ناحية النجاح، لكن اللي اختفت إرادته من روحه هيكون مصيره الفشل في النهاية.

فقدرة الإنسان على تجاوز الأزمات اللي بيمر بيها في حياته عشان يقدر يوصل للنجاح وتحقيق الطموحات والأحلام اللي بيسعى لتحقيقها بتتوقف عليه هو نفسه، ولازم نعرف أن كل انسان في حياته بيحتاج ل إرادة في حياته، ودا لأن الإرادة ركيزة أساسية لازم تقوم عليها الروح البشرية فهي السبب والدافع للأمل والتفاؤل في الروح.

فالإرادة لها أهميتها ودورها الفعال في الحياة، كمان هي بتقوي ثقة الفرد بنفسه ودا لأنها بتساهم في أنها تديه قوة كبيرة عشان يقف على الطريق الصح اللي يقدر منه يوصل لبر الأمان و يحصد ثمار رحلته، ودا ناتج من كونها بتديه دفعة إيجابية يقدر بيها يتغلب على كل الصفات اللي ممكن أنها تشوه قلبه أو تحزن روحه،  فهنا بقي بيكون دور الإرادة عشان يقدر يتجاوز كل الصعوبات مهما كانت.

والله ياجماعة دا مش مجرد كلام مرسل، أقولكم تعالوا اوريكم مثال على الكلام اللي قلناه.. خليل رافاتي ودا أمريكي من أصل فلسطيني تعالوا شوفوا ازاي قدر بإرادته أنه يتحول من مدمن كوكايين لرجل أعمال ناجح، من متشرد بوزن 49 كيلو وجسم مليان بالقرح ومرات اعتقال مالهاش عدد ونزيل سابق بسجن مقاطعة لوس آنچلوس تم إنقاذه من الموت 8 مرات بسبب زيادة جرعة هروين وفي المرة التاسعة عرف أنه إذا استمر على حاله دا فأكيد هيفقد حياته..

ومن هنا اخد قراره أنه يبدأ في محاولة لتغيير نفسه، وكانت البداية ناحية النجاح، فدخل مركز إعادة التأهيل لمدمني المخدرات وقضى في المركز حوالي 5 أشهر تقريبا، واللي خلته يفكر في تغيير حياته للأفضل، مين يصدق أنه بإرادته نجح، واتحول لمليونير ورياضي ومؤلف كتاب سماه نسيت أن أموت، الكتاب دا لاقى رواج كبير في الولايات المتحدة وخارجها..

كمان دا غير أنه افتتح مركز للعلاج من آثار المخدرات لإنقاذ أرواح المدمنين، وهو دلوقتي صاحب براند معروف صن لايف اورجنيك للعصائر والأطعمة الصحية، وقدر أن مبيعات فروعه تتخطى حاجز عشرات ملايين الدولارت سنويا.

الخلاصة بقى أننا لازم نكون عارفين ومقتنعين بأن مافيش حد غيرنا بيملك كل مفاتيح حظِّه، أيوه احنا نفسنا مافيش حد تاني، عشان كدا لازم نكون حريصين على كل منفعة لينا ودا مش هيتم غير لما نستعين بالله.

القرآن الكريم بيحثنا على الإرادة
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ)

والكتاب المقدس بيقول﴿كل من يُجاهد يضبط نفسه في كل شيءٍ﴾

أظن كدا بقى واضح أن مفتاح سعادتنا أو شقاءنا بإيدينا احنا لوحدنا، وأن بإرادتنا هنقدر نجتاز كل أزمة، ف أنت اللي تقدر ترفع نفسك من سابع أرض عشان توصل لسابع سما.

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى