كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| هنا القاهرة

هنا القاهرة جملة مشهورة خرجت من 89 سنة من الصندوق السحري قالها أحمد سالم في افتتاح الإذاعة المصرية سنة 1934، ولغاية دلوقتي لسه بتتألق بيها إذاعة البرنامج العام خصوصا لما يقولها المذيعين والمذيعات بكل حماس من أعماق قلوبهم ودا بيكون قبل بداية البرامج وفي الفواصل.

وعشان نحكي عن تاريخ الإذاعة المصرية فلازم نرجع لبداية الحكاية في يوليو‏ 1932 وكان الاتفاق على أن شركة ماركوني التلغرافية اللاسلكية تكون وكيل عن الحكومة المصرية في إدارة الإذاعة وتشغيلها‏ وصيانتها وإعداد البرامج والمذيعين، وابتدى العمل في إقامة محطات الإرسال وكمان الاستوديوهات الإذاعية في مبني شركة ماركوني اللي كان وقتها في شارع علوي ورا البنك الأهلي المركزي كمان أقامت الشركة خمس استوديوهات والمرحلة دي كانت الإذاعة تحت إشراف وزارة المواصلات.

وابتدى بث الإذاعة الحكومية في 31 مايو 1934 الساعة خامسة ونص مساءً وكانت البداية آيات من الذكر الحكيم بصوت قيثاره السماء الشيخ محمد رفعت، وبعدها كان صوت أم كلثوم اللي اخدت أجر 25 جنيه ودا نظير إحيائها للافتتاح، وغنى يومها كمان المطرب صالح عبد الحي، وبعده مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب، وكمان شملت قصيدة شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي بصوت حسين شوقي، وكمان الشاعر علي الجارم اللي ألقى قصيدته بصوته تحية للملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان.

دا غير المونولوجست محمد عبد القدوس والموسيقي الجميل مدحت عاصم وكمان سامى الشوا، وكان بيقدم الحفلة مع أحمد سالم المذيع محمد فتحي اللي اتعرف بلقب كروان الإذاعة
اتولى وقتها سعيد باشا لطفي رئاسة الإذاعة المصرية من سنة 1934 لحد 1947.

وفي20 أغسطس1939 وافق مجلس الوزراء على إنشاء وزارة الشئون الاجتماعية فبقت الإذاعة إدارة من إداراتها، وفي 19 ابريل 1942 بقت الإذاعة تابعة لإشراف وزارة الداخلية لحد نهايةالحرب العالمية التانية وقتها رجع الإشراف على الإذاعة لوزارة الشئون الاجتماعية على أن يبقي لوزارة المواصلات اختصاصها المتمثل في الإشراف على صيانة أجهزة المحطة وإدارتها من الناحية الفنية وتحصيل رسوم الرخص والتفتيش عليها.

وفي سنة 1947 اتلغي العقد مع شركة ماركوني واتمصرت، وفي سنة 1948 اتنقلت الإذاعة لمقرها الجديد بشارع الشريفين، وفي 1971 تم إنشاء هيئة تتبع وزارة الإعلام واسمها اتحاد الإذاعة والتليفزيون مقرها ماسبيرو، ومع تطور العلم اتحول الصندوق السحري لراديو ترانزستور فزاد الإقبال على الاذاعة وأكد فكرة أن الراديو هو أكتر وسائل الاتصال انتشار في كل وقت وفي كل مكان.

ولغاية دلوقتي الناس بتسمع محطات AM وFM سواء بقى كان من أجهزة الراديو أو الموبايلات
أو حتى الستالايت أو الإنترنت، محدش ينكر أن الراديو كان ولا يزال جزء أساسي من الروتين اليومي للأسرة المصرية، وشاهد على مراحل مهمة من تاريخ مصر وكمان من أقوى الأجهزة لنشر الثقافة والفن.

كلنا فاكرين برامجه الترفيهية والإخبارية وكمان الحوارية اللي بيشترك فيها المستمعين، لحد دلوقتي برامجه جوانا وبنحس بفرحة لما نسمعها فاكرين ساعة لقلبك.. كلمتين وبس.. همسة عتاب.. مين مش عارف أبلة فضيلة ولا ربات البيوت ولا لغتنا الجميلة والصور الغنائية زي الدندرمة وعوف الأصيل وألف ليلة وليلة.. أصوات أم كلثوم وعباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والشيخ الباقورى ومحمد رفعت وغيرهم.

الإذاعة هتفضل المحور الرئيسي في عالم الإعلام، كفاية أنها بتنمي ملكة التفكير والخيال فالاستماع للإذاعة بيطلق طاقات الخيال والتصور للمستمع، وكمان للمذيع ورا ميكرفون الإذاعة لأنه بيحاول يكون الوسيط في توصيل الصورة للمستمع عشان يقدر يخليه منجذب له ويجبره على الإنصات له.

تخيلوا أن الراديو قادر علي أنه ينتج مليون صورة في مليون عقل، دا غير أنه بيخلق حالة ورابطة جميلة متبادلة مابين اللي ورا الميكرفون والمستمع بس حقيقي مش سهلة، واسالوني أنا لاني مريت بالتجربة الجميلة دي، وأخيرا كل سنة والإذاعة مرتقية بالذوق العام ومصدر للمعلومات وواصلة لجمهورها على أوسع نطاق ووسيلة إعلام قوية ومؤثرة.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى