كاتب ومقال

دار في خاطري| كيف يفكر الشيطان؟!

هل تحدثت يوما إلى الشيطان؟! هل تعلم فيما يفكر؟! هل تعلم كيف يفكر؟! هل يعجبك تفكيره؟! هل يبغضك هذا التفكير؟! هل تتمنى أن تفكر مثله؟! هل تخشى هذا التفكير؟! لماذا يوصف إنسان بأنه شيطان؟! أم لماذا يقال أن تفكيره شيطاني؟! كيف يفكر الشيطان؟!

طالما سمعنا عبارة “إنه شيطان” أو “تفكير شيطاني” أو “حيل شيطانية” فلماذا يوصف دائما الخبيث المحتال الذي يفكر بمكر وخبث بأنه شيطان؟ ألأن الشيطان بإستطاعته غواية الإنسان حتى ينساق إلى طريقه فيحيد عن طريق الصواب؟! أم لأن الشيطان باستطاعته ابتكار الحيل التي لا ثغرات فيها؟!

” قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ”

هكذا أقسم الشيطان بما يفعله في الإنسان حتى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكنه أتبع قسمه بــ ” إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ” إذن فإن حيل الشيطان لها حدود وهناك من لا تؤثر به ولا يتأثر بها وهم عباد الله المخلصين، الذين يعلمون مكائد الشيطان وهدفه الذي يسعى من أجله.

نعم! إن الشيطان تتوقف حيله الخبيثة عند من يعلمها، بل تتوقف عند ما هو أقوى منها، فقد قال الله تعالى: “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا” وهذا يعني أن كيد الشيطان ليس بالقول المحكم الخالي من الثغرات، بل هو ضعيف يسهل على الإنسان التغلب عليه بالإيمان.

فلماذا إذن نشبه الأفعال الخبيثة لبعض البشر بأنها شيطانية؟! في البداية عندما يفكر أي إنسان في أمر أو هدف يريد تحقيقه، فهو يسعى من أجله، فيسلك الطريق إليه، وعندما يجد ذلك الطريق مغلقا، يلجأ إلى طريق آخر، وهكذا .. حتى يحقق مبتغاه، فهذا ما يحدث في جميع أهداف البشر، خيرا كانت أم شرا.

فإذا نظرنا إلى الأهداف الطيبة النبيلة، فعلى الرغم من أنها الأقوى، إلا أن الإنسان يسلك من أجلها السبل الوعرة، وذلك لكي يتمسك بها صاحبها حتى النهاية، فيبذل من أجلها الغالي والنفيس حتى لا يتركها تضيع منه أبدا، أما الأهداف الشريرة الخبيثة، فعلى الرغم من أنها الأضعف، إلا أن السبل إليها سهلة ويسيرة إلا في وجه الأقوياء، وهذا بالفعل ما يحدث مع الشيطان، فإنه يسلك جميع الطرق ليصل إلى هدفه وهو أن ينساق المرء لوساوسه.

وبالتأكيد فإن الخير والشر متناقضين لابد من وجودهما معا، وعلى الإنسان الإختيار، وأنه من رابع المستحيلات أن يبتلي الله إنسانا ثم تغلق بوجهه جميع السبل إلا سبيل الشر، لأن الله يبتلي الإنسان ليكافئه لا ليعاقبه، فعندما يلجأ من يحتاج إلى المال إلى السرقة، فإنه انساق إلى الطريق الأسهل وليس الطريق الوحيد، وكذلك القاتل، وغيرهم الكثير.

إن التفكير السليم هو التفكير الذي يدعمه الذكاء ويحتاج إلى الصبر والتمسك بالغاية وانتقاء الوسيلة الشريفة، وهنا يتحقق الخير، وإن الشر لابد أن يهزم ولا يحقق أهدافه، وذلك لأنك إذا لاحظت التفكير الخبيث لابد أن تجده يفتقر إلى الذكاء وذلك من رحمة الله بالإنسان، ولأنه لا يحب الفساد.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| الطريق المعاكس

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى