كاتب ومقال

دار في خاطري| عامل كما تحب أن تعامل

بقلم: ريم السباعي

ماذا تفعل عند زيارة شخص لبيتك؟ كيف تستقبله؟ ماذا تفعل من أجله؟ ما الحال الذي تود أن يغادرك عليه؟ وهل تختلف تقاليد استقبال الزائر من شخص لآخر؟! أي يكون الترحاب والحفاوة أكبر عند زيارة شخص تحبه؟! بينما يظهر الجفاء في المعاملة لشخص غير مرغوب في وجوده؟! وماذا تفعل عندما تزور أصدقاءك وأقرباءك؟ وكيف تريد أن يكون استقبالهم لك؟

إن لكل منا طباعه وذوقه الخاص الذي يميزه مما يجعل كل شخص مختلف عن الآخر، لذا فلكل منا قوانينه الخاصة التي يود أن يحترمها الجميع، ولكن قبل أن تطلب احترامها ممن حولك من المقربين أو غير المقربين هل تحترم قوانين الآخرين؟!

لكي يكسب المرء احترام الآخرين عليه بأمرين أولهما: هو احترامه لنفسه، فعندما يكون الشخص ملتزما بأفعال وأقوال راقية، بعيدة كل البعد عن التدني الأخلاقي فهو بذلك يكون قد احترم نفسه بأن نزهها عن كل ما هو سيء وخبيث، وثانيهما: وهو احترام الآخرين، وذلك يكون بعدم الإساءة إليهم، واحترام حرياتهم مادامت لا تتعدى على حريته، والمحافظة على حقوقهم، وبذلك يجبر المرء من حوله على احترامه.

وماذا عندما يكسب المرء احترام من حوله؟! عندئذ سوف تحترم قوانينه وحرياته، فعندما يعامل المرء من حوله معاملة طيبة، فسوف يجد هذه المعاملة الطيبة من الناس، ومن يسعى في الأرض مساعدا هذا، ومعاونا ذاك، وينشر السعادة والخير بين الناس، لا يجد أمامه إلا من يساعده ويسعده، وذلك بالتأكيد بعيدا عن بعض أراذل البشر ممن يسعون للفساد.

فكما تريد أن يعاملك الناس بالحسنى فعليك أن تعاملهم بها أيضا، فمثلا عند زيارة أحدهم إليك بالتأكيد تود أن يحترم قوانين بيتك، إذن فعليك عند زيارة شخص ما أن تحترم قوانين بيته وذلك بألا تنتقض ذوقه في اختيار ألوان الأثاث أو طريقة ترتيبه، ألا تقدم له النصح في أماكن وضع الديكورات الخاصة به، ألا تنتقد موسيقاه المفضلة مهما كانت تزعجك، عليك باحترام مواعيد الغداء والعشاء الخاصة به وألا تعترض على أصناف الطعام المقدمة لك حتى وإن كانت لا تروق لك، وهنا يحق لك أن يعاملك زائرك بنفس المعاملة.

ولكن ماذا عن أماكن العمل والأماكن العامة؟! بالتأكيد أن حريتك لابد أن تتقلص بعض الشيء في هذه الأماكن وذلك لاقتراب غرباء منك يختلفون عنك في الطباع والأذواق، لذا فيكون الحرص على احترام خصوصية الآخرين أكبر، واحترام حرياتهم وقوانينهم يتم بشكل أدق.

فعلى سبيل المثال إذا كنت تعمل في مكتبة لا يحق لك أن ترفع من صوت القرآن الكريم لكي يطغى على صوت الترانيم التي يستمع إليها صاحب الصيدلية المجاورة لك خاصة وإن كان يستمع إليها بصوت منخفض ولا يسبب إزعاجا لمن بالجوار، وأيضا لا يحق لك أن تطلب من صاحب المحل الذي تبتاع منه أغراضك أن يغلق القرآن الكريم لأنك غير مسلم، وهكذا.

وبالفعل يعتاد المرء على احترامه للآخرين فيخرج من نطاق البيت والأفراد إلى الأماكن العامة والعمل، إلى أن تشمل الدول، فالدولة كالبيت لابد أن يحترم الزائر قوانينها، دينها، ثقافتها، عاداتها وتقاليدها مهما كانت لا تروق له وذلك إذا أراد أن تحترم قوانين دولته، فعلى المرء أن يعامل الآخرين كما يحب أن يعامل.

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى