حكايات دكتور ميمي| كنا في جرة وطلعنا لبره
كان قديماً عادات وتقاليد معظمها مستمدة من تاريخ وحضارة شعب عاش في ظروف صعبة.. تربوا علي الدين وتعاليمه وعلى الأثر والقصص والحكايات التي وصلت إليهم تارة عند طريق الأجداد في الحكاوي وتارة أخرى عن طريق الأغاني التراثية والسيرة الذاتية لشخصيات أثرت في معظمنا، بل وكونت شخصيات تمنت أن تصبح “أبو زيد الهلالي”.
وكلمة “عيب” تقال لمجرد الشروع في الخطأ أو محاولة ارتداء بنطال مختلف أو حلقه شعر غريبة أو اي شئ قد يكون “شاذاً” عن عادتنا وتقاليدنا وكان من يخرج عن النص ينتقد بشدة حتي أطلقوا عليه لفظ “هيبز” وكانت الأمثال تُطلق وتُقال في جميع المجالس، وكانت الجلسات العرفية الأقرب لحل النزاعات لوجود كبير يحترمه القاصي والدانى.
لم تكن هناك أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي الحالية، التي اخترقت مجتمعنا ونشرت خيوطها كالعنكبوت ونشرت داخل بيوتنا كل “عيب”، واستطاع الغرب ومن يريدون النيل من مجتمعنا الشرقي القضاء علي عاداتنا وتقاليدنا وهُويتنا العربية، بل وصلوا داخل بيوتنا واقتحموا حرمتنا ودمروا معظم قيمنا حتى نالوا من صِغارنا الذين ضاعت فيهم تلك العادات الموروثة والقيم والدين وأصبحت هباء في مواجهة هذا الغزو اللعين!
اخترقوا الأسرة المصرية؛ فقضوا على تماسكها وترابطها بل زاد الأمر لحد أن تجرأ الصغير على الكبير، بل وصل الأمر إلى ضرب الأبن لأمه وتفاقم الوضع سوءا حتى القتل؛ فتفكك المجتمع ما بين التيك توك وأفلام الرخص واستباحة الأعراض وقذف المحصنات وهتك الأعراض.
نشروا بيننا كل ما هو فاجر وكل ما هو قبيح؛ اقتحموا بتواصلهم الاجتماعي الوهمي كل ما كان يميزنا ويعفنا، حتى نالوا من مجتمعاتنا الشرقية الأصيلة.
هل سنجد مفراً؟.. هل سنجد ملاذاً؟.. أم سنتركهم يعبثون ويمرحون بهويتنا حتي نصبح نسياً منسياً؟!
عودوا إلى ماضيكم.. عودوا إلى تاريخكم.. عودوا قبل فوات الأوان
لابد أن نقف جميعاً ونقول “عيب”
عيب لكل غريب.. عيب لكل شاذ.. عيب لكل عيب
راقبوا تلك المواقع واحذروا تلك الفتنة كالنار في الهشيم تأكل كل شئ
احكوا لصغاركم القصص اغرسوا فيهم نبتة الإصلاح والإيمان.. حَبّبوهم في هُويتنا وقوميتنا.. انشروا فيهم الخير.. ازرعوا بداخلهم القيم وحسن الخلق
وذكروهم بأجدادنا وماقاموا به وما كانوا عليه
أخبروهم أن هذا الواقع لا يمت لنا بِصِّلة؛ بل “كنا في جَرة وطلعنا لبرة” لمجتمع أغلبه شواذّ الفكر والمبدأ والهوية!
الخلاصة: ألحقونا أثابكم الله .. رُفعت الأقلام وجفت الصحف
الدكتور ميمي
اقرأ أيضًا: حكايات دكتور ميمي| ضَيّ القمر