كلمة ورد غطاها| الحل في نظرية الألعاب
تعتبر نظرية الألعاب Game Theory أحد فروع علم الرياضيات الهامة والتى تستخدم كثيرا في بحوث العمليات Operational Research وفى العلوم الاقتصادية والسياسية وفى غيرها من العلوم.
أبسط صورة لتطبيق نظرية الألعاب هو لعبة الشطرنج حيث كل القطع مكشوفة ومعروف إمكانيات كل منها وعلى أساس حركة الخصم يقوم الشخص الآخر بوضع خطة للتحرك وتتغير الخطة كلما حرك الخصم قطعة من القطع المتاحة لديه، بالطبع الفوز هو الهدف النهائي من تلك اللعبة.
تطبيقات نظرية الألعاب تتم في العلوم السياسية والعسكرية والتوقعات الاقتصادية وفي العلاقات الإنسانية أيضا ولكنها لا تنجح دائما نظرا لأنها تفترض قدرا كبيرا من العقلانية في تصرفات الخصم وهو ما لا يكون متوافرا في أحيان كثيرة، ولكن يمكن التغلب على ذلك بعدم إغفال أي خطوة من الخطوات أة أي لاعب من اللاعبيين الرئيسيين أو الفرعيين المشاركين في الحدث و يتم ذلك حاليا من خلال استخدام الذكاء الاصطناعى و تحليل البيانات و ذلك للوصول إلى كل الاحتمالات المعقولة وغير المعقولة أيضا حيث يتم ترتيب تلك التوقعات ووضع سيناريوهات للتعامل معها.
بدأ علم نظرية الألعاب فى الظهور في عام 1946 من خلال قيام اثنين من العلماء بتأليف كتاب عن استخدام تلك النظرية في علم الاقتصاد تحت عنوان The Theory of Games and Economic Behavior.
يتم تقسيم الألعاب إلى عدة أقسام منها التقسيم إلى ألعاب ساكنة وألعاب ديناميكية ويقصد بالألعاب الساكنة أن يقوم كل اللاعبين بعمل استراتيجياتهم واتخاذ قراراتهم فى نفس الوقت أو بترتيب غير محدد ويتم فيها أيضا اتخاذ القرارات بدون علم باقي اللاعبين بهذه القرارات، أما الألعاب الديناميكية فالمقصود منها تلك التي يتخذ فيها اللاعبون قراراتهم الواحد تلو الآخر بترتيب معروف مثل ما يتم فى المثال الشهير الخاص بلعبة الشطرنج السابق الإشارة إليه.
تقسيم ثاني مرتبط بحجم و نوعية المعلومات وتقسيمها إلى معلومات كاملة أو معلومات غير كاملة حيث يتم فى الطريقة الأولى اتخاذ القرارات بعد الحصول على كافة المعلومات التي تساعد فى اتخاذ القرار، أما الطريقة الثانية فيتم اتخاذ القرارات فى غياب بعض المعلومات المطلوبة لذلك وهو ما يطلق عليه “عدم اليقين”.
التقسيم الثالث للألعاب مرتبط بدرجة تعاون اللاعبين معا و تقسم إلى ألعاب تعاونية وألعاب غير تعاونية، مثال لذلك الحروب المنفردة أو التي تتم مع جيوش من دول أخرى.
ربما يكون أحد أكبر التطبيقات الضرورية لنظرية الألعاب هو تطبيقها على ما اجتاح العالم من تقلبات واختلافات في أنماط الحياة والعمل والتعليم والعلاج وخلافه وهو التغيير الذي فرضته جائحة كورونا بصورة غير مسبوقة من قبل لا في نطاق التأثير ولا في حجمه أيضا، كما يمكن استخدامها في دراسة التأثيرات المختلفة جراء الحرب الروسية الأوكرانية أو أي من التغيرات المناخية أو الكوارث أو الأزمات أو حتى في الحدث الأخير الذى زلزل الشرق الأوسط كله والمعروف بطوفان الأقصى.