قهوة العلوم

في اليوم العالمي لكارثة تشيرنوبيل النووية.. الخطر يأتي من الأمان أيضا!

رضا الشويخي:

في مثل هذا اليوم منذ 155 عاما، كان العالم على موعد مع أكبر كارثة نووية في تاريخه، وتحديدا في محطة تشرنوبيل شمال العاصمة الأوكرانية “كييف”، والتي تعمل على إمداد الاتحاد السوفييتي بالكهرباء.

تشيرنوبيل  بداية ونهاية:
في سبتمبر 1977، بدأت محطة “تشيرنوبيل“.. في إمداد شبكة الاتحاد السوفيتي بالكهرباء، الهدوء والنظام يسودان المكان، شباب يملؤه الحماس والاجتهاد،   تنتج الطاقة الذرية الناتجة عن المفاعل  حرارة تُدير توربينات عملاقة تولِّد الكهرباء.

   الأمان قد يصبح خطرا:

في 25 أبريل 1866، في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف ليل 25 أبريل من العام 1866م، تعمد القائمون على  “تشيرنوبيل”  تقليل الطاقة في أحد المفاعلات؛ لإجراء اختبار روتيني للسلامة، تزامنا  مع الإغلاق الروتيني للصيانة، بحسب ما تشير مجلة “للعلم الأمريكية”.

الاختبار كان  هدفه تحديد إمكانية دوران  توربينات المحطة عند  انقطاع التيار الكهربي لإنتاج طاقة تكفي لتشغيل مضخات التبريد خلال تلك الفجوة الزمنية القصيرة قبل بدء تشغيل مولدات الطوارئ.

تمام  الثانية ظهرًا من اليوم نفسه، تعمد الخبراء   تعطيل نظام التبريد الأساسي للمفاعل رقم 4 لمنعه من التداخل مع الاختبار، لتبدأ سلسلة من المشكلات انتهت بانخفاض في مستويات الطاقة إلى ما دون المستوى الذي يُعتبر فيه المفاعل مستقرًّا، لتحل الكارثة قبيل منتصف الليل بدقيقتين تقريبا.

انفجر “تشيرنوبيل”: ظلام  الليل الهاديء الذي عرفته أوكرانيا طويلا؛ ليكون اختبار الأمان سببا للانفجار  ووقوع الحادثة  الذرية الأولى من نوعها في التاريخ.

نتائج كارثية وموتٌ محقَق:
تسببت كارثة تشيرنوبيل في مقتل 31 شخصًا بشكل مباشر، من ضمنهم 28 عاملًا ورجل إطفاء ماتوا من التسمم الإشعاعي الحاد في أثناء عملية التنظيف، بالإضافة إلى آلاف الوفيات المبكرة بسبب السرطان، بحسب اعتقاد الخبراء، ولا  تزال المنطقة المحيطة بالمصنع ملوثة للغاية ومغلقة رسميًّا أمام سكن البشر.

جهود الأمم المتحدة لاحتواء تداعيات الكارثة:

اعتبرت الأمم المتحدة يوم 26 أبريل اليوم الدولي لإحياء ذكرى كارثة تشيرنوبيل، التي أدت لانتشار سحابة مشعة على أ جزاء كبيرة من الاتحاد السوفياتي، هي ما يسمى الآن بـ: بيلاروس، وأوكرانيا والاتحاد الروسي. وتعرض ما يقرب من 8.4 مليون شخص في البلدان الثلاثة إلى الإشعاع، بموجب قرارها 125/71 المؤرخ 8 كانون الأول/ديسمبر 2016، سعيا منها لزيادة الوعي بالآثار الطويلة الأجل لكارثة تشيرنوبيل، على أن يبدأ الاحتفال به كل سنة اعتبارا من عام 2017.

وتشير الأمم المتحدة إلى أنها منذ وقوع كارثة مفاعل تشيرنوبيل في 26 نيسان/أبريل 1986، لم تزل تساند حكومات بيلاروس والاتحاد الروسي وأوكرانيا
لتحقيق التنمية ودعم الأقاليم المتضررة، بجانب تأمين المنطقة برمتها والحد من تعرض السكان للإشعاعات، وتقديم المتابعة الطبية اللازمة لمن تعرضوا للإشعاع ودراسة العواقب الصحية للكارثة.

في عام 1990، دعت الجمعية العامة  إلى ’’التعاون الدولي في معالجة الآثار ا لناجمة عن حادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية وتخفيفها‘‘ لإنعاش تشيرنوبيل. وفي عام 1991، أنشأت الأمم المتحدة الصندوق الاستئماني لتشيرنوبيل – يعمل حاليا تحت إدارة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. ومنذ عام 1986، دشنت المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الرئيسية ما يزيد عن 230 مشروعا من مشاريع البحوث والمساعدة في مجالات الصحة والسلامة النووية وإعادة التأهيل والبيئة وإنتاج الأغذية النظيفة والمعلومات.

خلدت العديد من الأعمال كارثة تشيرنوبيل، ومن بينها مسلسل تشيرنوبيل، الذي عرض الكارثة في محاكاة لما حدث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى