بوجي وطمطم.. «نوستالجيا» رمضانية أثرت في وعي الشباب العربي
تراث رمضاني يثبت الهوية المصرية، ثقافة مأخوذة من كل بيت مصري، فبدلًا من اهتمام الأطفال بالأعمال الغربية أصبح يوجد تراثًا رمضانيًا ما زال يتذكره الكبير قبل الصغير حتى الآن وله تأثير كبير، إنه مسلسل العرائس الأول في مصر بوجي وطمطم، الذي ظلت شخصياته أيقونة رمضانية وساهم بشكل كبير في تشكيل الوعي والوجدان العديد من الأجيال.
وكانت انطلاقة تلك الشخصيات لأول مرة رمضان عام 1983 في حكايات بوجي وطمطم من إخراج وتأليف الراحل الشهير محمود رحمي وأصوات هالة فاخر “طمطم” ويونس شلبي “بوجي” وشخصيات آخرى وأغاني صلاح جاهين.
وكانت تلك الحكايات تحتوي على العديد من الأحداث الاجتماعية والإنسانية التي كانت سبب في غرس السلوكيات الطيبة والقيم الأصيلة في مختلف الأجيال على مدار سنوات تخطت الـ 35 عامًا وتعريفهم بالعادات والتقاليد والأخلاق الكريمة والتسامح وتقوية ثقافة المودة والمحبة لديهم، ولم يكن المسلسل مؤثرًا في المجتمع المصري فقط بل أثر على وعي الشباب والمجتمع العربي كله.
حكايات وتأثير
كانت شخصيات بوجي وطمطم مثال للأخوة في كل بيت فجمع محمود رحمي بين الشقاوة والاندفاع في شخصية بوجي من ناحية، وبين الرقة والهدوء في شخصية طمطم من ناحية أخرى، وضم المسلسل العديد من الحكايات والقصص على مدار 18 جزء أشهرها “الفيل الجميل، الفانوس السحري، محطة فلافيلو، أولاد القمر، أسرار جحا، حبيبتي اسمها مصر”، وغيرها من الحكايات التي كانت سبب في تشكيل وعي ووجدان العديد من الأطفال الناشئين.
وكان لحكايات بوجي وطمطم تأثيرًا في ارتباط الطفل العربي بعروسة شرقية نابعة من البيئة العربية الأصيلة، ذلك الأمر الذي ساهم بشكل كبير وقتها في مواجهة التغريب الثقافي وبرامج الأطفال الغربية التي كانت تبث قيم غربية وعادات وسلوكيات خاطئة لا تتناسب مع القيم الأصيلة للمجتمع العربي.
تراث لا يُنسى
ظل تراث بوجي وطمطم أيقونة تعيش في عقل الأطفال والكبار للعديد من السنوات وحتى الآن، وساعد على تربية الكثير من الأجيال بشكل واعي، لتظل نوستالجيا بوجي وطمطم ماضي لا ينسى وتؤكد إبداع مؤلفها رحمي، الذي جعل مسلسل عرائس يتحول إلى أيقونة رمضانية مع مرور الوقت تنتشر في كل مكان حتى الآن في شهر رمضان كل عام، ليس كمسلسل فقط بل زخارف وفوانيس ومفارش وعرائس وغيرها من التصاميم التي تذكرنا بتلك الشخصيات المشهورة والمؤثرة في حياتنا.