يرى البعض في مجتمعاتنا العربية أنه لا يوجد ما يعرف بـ الصداقة بين الرجل والمرأة، وأن مهما طالت هذه العلاقة لا بد وأن تنقلب ذات يوم لعلاقة حب، غير أنه محرم شرعًا، هذا ما يجعل الكثيرين ينفون فكرة وجود صداقة بين الرجل والمرأة.
فهل من الممكن أن تجتمع علاقة صداقة بين الرجل والمرأة ولا تأخذ شكلاً آخر؟ تجيب منصة «كلمتنا» عن هذا السؤال في السطور التالية.
صداقة الرجل والمرأة
وفقًا لتوقعات الأخصائية النفسية “ليندا سابادين” أن فكرة استحالة الصداقة بين الرجل والمرأة هي فكرة تعود للعصور التي كانت فيها المرأة حبيسة المنزل، لا تتم أي تعاملات بينها وبين الرجل، في حال أن الوضع تغير هذه الأيام وأصبح الرجل والمرأة يتشاركون نفس الاهتمامات ونفس الأعمال إلى حد كبير، ومع ذلك لا يوجد أن مبرر ينفي أن تتكون علاقة صداقة بين الرجل والمرأة دون أن تأخذ أي منحنى آخر.
لكن هناك حقائق ودراسات أخرى أثبتت العكس تمامًا، وفقًا لما أجرته من تجارب حية بين مجموعة من الرجال والنساء الذين تجمعهم علاقة صداقة قوية منذ فترة طويلة، وتم فصل كلاً منهم على حدا، وسؤاله عن المشاعر المتبادلة فيما بينهم، وعن ما يشعر به تجاه الطرف الآخر.
وكانت الحقيقة مؤلمة حينما أثبتت إجابات الأسئلة أن الرجل يشعر بإنجذاب عاطفي تجاه صديقته، بل واعتقاده أنها الآخرى تكن له نفس المشاعر، على عكس السيدات اللواتي أثبتن أنه لا يوجد أي انجذاب عاطفي تجاه صديقها الرجل، وأنه لا تكن له أي مشاعر حميمية بل بالعكس هي علاقة صداقة صافية تمامًا من أي مشاعر حب.
كما كشفت تلك التجربة عن أن الرجل يكن الكثير من مشاعر الرومانسية والانجذاب العاطفي تجاه المرأة بصرف النظر عن نظرتها له، فهو مؤمن أن أي مشاعر رومانسية يحملها لصديقته لا بد و أن تكون متبادلة معه، حتى لو لم تفصح بها، بل ويتصرف معها حسب اعتقاده فقط.
كما أشارت الدراسة أن الرجل لا يستطيع أن يتأقلم مع فكرة “الصداقة فقط” بينما المرأة تستطيع أن تتأقلم مع هذا الوضع ولمدة زمنية طويلة أيضًا، وإن دخول العولمة لأغلب مجتمعات العالم أنشأ فوضى اجتماعية في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة، تحت ذريعة الحاجة إلى الانفتاح الاجتماعي.
كما أن هناك رأي آخر يقول أنه لابد الابتعاد عن هذه الصداقات لأنها لا تجلب سوى الدمار لصاحبها، هو الرأي الأصح في نظر الأغلبية من المجتمعات العربية، ولأن طبيعة الرجل على هذا الحال تختلف عن المرأة خاصة فيما يتعلق بالحب والارتباط وعلاقات الصداقة وكذلك الانفصال، نجد أن الرجل حتى في انفصاله العاطفي عن المرأة يختلف كثيرًا عنها بدليل:
اختلاف الرجل والمرأة
تقضي الكثير من النساء أسابيع وشهورا في استعادة ذكريات علاقة حب فاشلة، في حين يتجاوز الرجل الأمر سريعا رغم أن الألم يستمر لفترة أطول، وهي ظاهرة أثارت انتباه العلماء فحاولوا إيجاد تفسير علمي لها.
كما رصدت الدراسة التي نشرتها صحيفة “دي فيلت” الألمانية، اختلافات في المشاعر التي تعتري المرأة والرجل بعد فشل العلاقة، فمشاعر الغضب والقلق والخوف هي التي كانت سائدة بين النساء، في حين يسيطر الإحساس بالضياع على الرجل بعد فشله في الحب.
وأخيرا مثلما قال أوسكار وايلد: “بين الرجال والنساء لا توجد صداقة ممكنة، فقط: هناك العاطفة والعداوة والحب”.
اقرأ أيضًا: هل النساء أكثر ثرثرة من الرجال؟.. الدراسات العلمية تجيب
