التعليم عند كبار السن .. حاجة أساسية أم رفاهية؟
يعد التعليم وسيلة سامية لرقى الأشخاص وكذلك المجتمعات على مدار الزمان، ولأن التعليم والتطور التكنولوچي متحدث بشكل دائم، فإن الإنسان يسعى في مواكبة التطور والحداثة باستمرار، لذلك تتكون الرغبة لدى الكثير من كبار السن في إعادةالمرحلةالتعليمية، رحلة قد تستغرق الكثير من السنوات ولكنها تساعد الفرد دائما على التطلع والوصول لما هو أفضل، وفي الأونة الأخيرة خرج لدينا العديد من كبار السن الذين تجاوزوا ال 60 وال70 وال 80 من عمرهم ويرغبون في الالتحاق بالجامعة والحصول على الشهادات المتميزة والمرموقة، وتتعدد الأسباب حول الرغبة في التعليم أو الالتحاق بتخصص جديد، وبشكل خاص في مرحلة الشيخوخة، فالكثيرون يدفعهم التطلع لاكتساب مهارات جديدة أو تطوير الذات للسير في هذا الطريق، وهناك بالطبع أسباب أخرى من بينها الوحدة والتعرض للأزمات والانتحار.
وتعرض لكم منصة “كلمتنا” في التقرير التالي، أسباب التعليم أو الألتحاق بالجامعة في سن مبكر:
الأسباب النفسية حول الرغبة في التعليم عند كبار السن؟
يعد التعليم والمعرفة بشكل عام هو حاجة عند الكثير من الأفراد، حب التطلع وإتقان المزيد من الأشياء ومواكبة الزمن هو رغبة وبالتحديد عند كبار السن، وقد تتعدد الأسباب حول الرغبة في التعليم أو الالتحاق بتخصص جديد بعد مرحلة الهرم و الشيوخية:
1- الوحدة:
تعتبر الوحدة من الفترات النفسية التي تمر على الفرد سواء في مرحلة الشباب أو الشيخوخة وتجعله يواجه الكثير من الأزمات، خصوصا الوحدة عند كبار السن بعد زواج الأبناء وانشغالهم عن الحياة، لذلك هؤلاء الأفراد يختارون التعليم ملجأ للخروج من الوحدة والشعور بالفراغ أو التعرض إلى الأزمات النفسية في سن مبكر والتي قد تصل إلى الأنتحار، ومن ثم يحقق هؤلاء العديد من النجاحات أثناء الدراسة.
اقرأ أيضا: في أول سنة جامعة اعرف 10 أنواع طلاب ستقابلهم
2-الارتقاء بالنفس:
دائما ما يوجد مجموعة من الأشخاص ممن يحبون الأرتقاء بالذات أو النفس، يسعون إلى الرقي والتعلم والحصول على المعرفة المستمرة وقد يتمثل هؤلاء الأشخاص في الموظفون في الشركات والمؤسسات الحكومية وأساتذة الجامعة الذين يقدمون الأبحاث والمجلات العلمية بشكل دوري ومستمر وبعض الأفراد المحبون للتعليم والتعلم فإن ذلك يجعلهم سعداء وراضون عن أنفسهم.
3-التقدم التكنولوچي:
يعد التقدم التكنولوچي من الأشياء التي جعلت كبار السن في الآونة الأخيرة يمتلكون رغبة كبيرة في التعلم والمعرفة سواء عن طريق التعليم عن بعد أو الذهاب إلى الجامعات والتسجيل في الكليات، ويكون ذلك من خلال رغباتهم المستمرة في التماشي مع الأجيال والقدرةعلى فهم وإدراك عقولهم.
اقرأ أيضا: “قلعة السفراء”.. لماذا تلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟
4-الحصول على الشهادة:
قديما كان يمكنك الالتحاق بالأعمال والوظائف الشاغرة بشهادة الثانوية العامة وذلك لفراغ العديد من الوظائف في ذلك الوقت، وبعد مرور السنوات وتطور الأجيال ودخول أفراد جدد إلى سوق العمل أو مجال الأعمال، جعل الكثير من كبار السن الذين التحقوا في الوظائف بشهادة الثانوية العامة جعلهم يرغبون في الحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراة ويرجع السبب في ذلك الرغبة في مواكبة عقول الأجيال الجديدة بل وتطوير الذات المستمر.
5- الأهداف الجديدة:
دائما ما تكون الأهداف هي الدافع والمحرك لعجلة التطوير والتنمية بشكل عام، الهدف في الحصول على المال أو العلم أو الترقي في الوظائف أو السفر خارج البلاد، جميعها أهداف تروض فكر الإنسان بشكل مستمر، كذلك كبار السن لديهم الكثير من الأهداف الحياتية والتي من ضمنها التعليم والحصول على الشهادات حيث إن التطوير في التعليم والحصول على شهادة جديدة قد يفتح لديهم الفرص في الدخول في سوق العمل مرة أخرى، التعرف على مجالات حديثة يساهم في تزويدهم بالمعرفة والثقافة.
ولم يحدد سن معين للتوقف عن التعليم، قد يظل الإنسان يتعلم حتي يرحل عن الحياة، حيث إن العالم يحتوي على الكثير من العلوم والتي لا تتطلب شهادات جامعية، لذلك عزيزي القارئ لا تخجل عند الانخراط في التعليم والمرحلة الجامعية من جديد ربما تحترف مجالاً جديداً، وتصبح مميزا به أيضا، لذلك يعتبر التعليم في سن كبير أمرا طبيعيا لكونك تطور من ذاتك وخبراتك بل وتعاصر أفكار الأجيال الجديدة ويجعلك تري الحياة بأشكالها الجديدة.
اقرأ أيضا: وظهرت نتيجة الثانوية العامة.. هل يستحق أبناؤنا التعنيف؟