كلمة ورد غطاها| أنت مالك
أنت مالك… خليك في حالك
هل شبكات التواصل الاجتماعي مفيدة أم ضارة؟ سؤال لا توجد له إجابة دقيقة، ولمقصود بدقيقة أن تكون مبنية على إحصائيات علمية سليمة وواضحة. فعلى سبيل المثال، بعض الإحصائيات تشير إلى وجود حوالي 3 مليار مستخدم لهذا التطبيق الذي يحتوي على 10 مليون صفحة أو مجموعة Group يدخل إليها 1.8 مليار مستخدم شهريًا، فيما يرى 400 مليون مستخدم منهم أن تلك الصفحات مفيدة أو ذات معنى.
وهم بذلك يشكلون خمس مرتادي تلك الصفحات، وذلك ببساطة يعني أن أربعة أخماس المستخدمين يرون أن تلك الصفحات غير مفيدة. أضف إلى ذلك قائمة الأصدقاء التي تحتوي على أطياف واهتمامات وعقليات متعددة تختلف حقيقتهم عما يحاولون الإصرار على ترسيخه عبر منشوراتهم الهستيرية. أضف إلى ذلك الرسائل الخاصة التي تكون أكثر تحررًا من المنشورات العامة.
هل تعرف ما معنى هذا؟ معناه ببساطة أن الإجابة عن السؤال تعتمد بدرجة كبيرة على المستخدم نفسه، على من يضيفهم إلى قائمة الأصدقاء وعلى ما ينضم إليه من مجموعات. وأقول بدرجة كبيرة وليست تامة لأن الفيسبوك يقترح لك أصدقاء ومجموعات ويعرضك لسيل متواصل من الإعلانات المزعجة أيضًا، ولذلك فإن محاولات المستخدم للارتقاء وتحصيل الفائدة الخالصة ستبوء بالفشل.
ستتعرض لآراء وأخبار مستفزة وخاطئة ومغلوطة، وكم من الشائعات والأمور التافهة لا حصر لها. يجب عليك تجاهل ذلك تمامًا، فأي تفاعل معها سواء بالقبول أو بالرفض والاستهجان ستجعلك هدفًا سهلًا للخوارزميات لتصيبك بالمزيد والمزيد من التفاهة والإزعاج.
ولذلك فإن التقنين ووضع ساعات محددة للتصفح تعتبر من الأمور الهامة والأساسية مثلما يجب عليك التقليل من تناول السكر والملح والدقيق والنشويات والمياه الغازية للحفاظ على صحتك.
الأمر هنا يحيل ذهن المستخدم إلى حالة مستعصية من التشوش وعدم التركيز، بالإضافة إلى القلق والاكتئاب والإحساس بعدم الرضا. وذلك فإن التركيز والاستمرار لساعات طويلة سيقودك إلى الجحيم.
فعلى سبيل المثال، لماذا يركز البعض على الحياة الرغدة وحفلات الساحل والهواتف باهظة الثمن ويتصور أن على الجميع أن يعيشوا تلك الحياة ويمتلكوا تلك الأدوات، بينما لا ينظر أو يتجاهل أو لا يكترث كثيرًا بمشاهد المرضى والفقراء والمشردين بنفس التركيز والاهتمام؟ فالحياة بها كل الأطياف، هذا وذاك، وعليك أن تتوازن وترتب أولوياتك. لا أريد أن أقول إنه يجب عليك أن تضئ شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام، فهذه النصيحة بالرغم من صحتها إلا أنها نظرية نوعًا ما، ولكن عليك على الأقل أن تضئ شمعة روحك ووجدانك أولاً، ثم ينتقل ذلك إلى سلوكياتك وتصرفاتك، وأن تراقب الكون وتنتبه للرسائل الربانية التي يبعثها الله لجميع البشر كل يوم، لكنها تضيع مثلما تضيع فوائد كثيرة أمام الاهتمام المحموم بالتوافه وبما يعكر الصفو ويسمم الحياة.