محمود مختار وحكايته إلى طريق العالمية
همسة السيد:
كان محمود مختار منذ نعومة أظفاره يشكل من الطين كل ماتراه عينه أمامه في القرية، نشأ محمود في المحلة الكبرى تحديدًا في “طنبارة”.
كيف كانت البداية؟
افتتحت مدرسة الفنون الجميلة عام 1902 وهو نفس العام الذي انتقل فيه محمود للعيش في القاهرة، وتعتبر درب الجماميز البداية الحقيقية له، فهو من أوائل الطلبة في مدرسة الفنون الجميلة.
ظهرت موهبته الحقيقية في السابعة عشر من عمره، وأعجب به عدد من الفنانين الأجانب، مما دفعهم إلى تخصيص مرسم خاص به في مبنى المدرسة.
ونظرًا لتفوقه في مجال النحت، أمر مدير المدرسة آنذاك بأن يبعث محمود لبعثة إلى لندن، وتلقى محمود هناك أول الدروس المتعلقة بالفن في المدرسة الملحقة بقصر الأمير يوسف كمال بك.
دعوته للإعتراف بفن النحت:
اجتهد محمود ليجعل فن النحت من الفنون المعترف بها في المجتمع المصري، بسبب اعتبار البعض أنه دعوة لعبادة الأصنام من جديد.
استغل محمود بعض اللحظات السياسية والإجتماعية في مصرليبرز من خلالها أعماله في فن النحت، منها مرحلة النهضة عقب ثورة 1919.
طريقه نحو الشهرة العالمية:
تلقن دروسه على يد الفنان الفرنسي”لابلانتي” ورغم ذلك لم ينسى التماثيل الشعبية التى كانت تختطف أنظاره في حي الأزبكية، وهذا ما انعكس على تماثيله الكاريكاتورية أثناء فترة دراسته، قبل أن يرحل إلى باريس.
تمثال نهضة مصر:
كان هو عامل الجذب الذي لفت انتباه الفنانين الأوربيين لأعمال محمود، فكانت التماثيل في ذلك الوقت مخصصة فقط للملوك والأمراء، عَبّر محمود عن الفلاحين بتجسيده لسيدة فلاحة مصرية، تقف ممشوقة إلى جانب “أبو الهول”.
عَبّر “أبو الهول” عن القوى الوطنية، ليحث محمود المصريين على القيام والنهوض من جديد لمستقبل مشرق.
جسد محمود في تماثيله آراءه الفكرية والقضايا الهامة وأحلامه ورغباته المكنونة،ويظهر ذلك حين شكل تماثيله الصغيرة “الفلاحات” اتسمت بالقوة المفعمة والمستقبل المشرق.
كما كان لجهود طه حسين في وزارة المعارف دور بناء، في مساعدة راغب عياد وكمال الملاح صديقا محمود في افتتاح وتأسيس ملحق خاص بمحمود في متحف الفن، وعُرض فيه 59 تمثالاً له.
أبرز إنجازاته خلال مشواره الفني:
-ساهم في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا.
-أول فنان مصري يكسب جائزة من صالون باريس ونال الميدالية الذهبية.
-كون جماعة الخيال بهدف إحياء فن التراث، وشجعه على ذلك العقاد والمازني.
توفي محمود مختار 1934، ونظرًا لقيمته الفنية نادى الصحفيون ورواد الثقافة في مصر منهم هدى شعراوي، بجمع أعماله والمحافظة عليها من الاندثار.