فيروس ماربورغ.. هل يصبح أشد فتكًا من فيروس كورونا؟
يبدو أن الطبيعة على كوكب الأرض عزمت على إيذاء البشر لفترة لا علم إلى أي مدى تمتد وكم ستهلك أرواح يعيشوا معنا، وفي غضون لحظات يودعون العالم الخارجي لينتقلوا إلى مرحلة المرض “الفيروس الفتاك”.
انتشر في الآونة الأخيرة فيروس جديد، بعد أن استولت كورونا covid-19 على عرش الأوبئة في الفترة السابقة، تناوب معها فيروس “ماربورغ” اللعين، ليكمل ما سهى فيروس كورونا عن اختطافه من بيننا.
الضحية الأولى
أعلنت منظمة الصحة العالمية في11/8/2021 عن ظهور أول حالة مصابة بفيروس ماربورغ، في غينيا غربي أفريقيا، لتبدأ حالة من الهلع تسيطر على العالم مرة أخرى.
كما صرحت المنظمة عن حالة المريض الذي تلقى العلاج في مستشفى محلي قبل أن تتدهور حالته الصحية ويلقى حتفه، وتابعت المنظمة أن البلاد مؤخرًا قد عُفيت من فيروس”إيبولا” الذي أودت بحياة 12 شخصًا خلال العام الجاري.
ومن خلال التقارير والأرشيف تبين أنها ليست المرة الأولى لتفشي الفيروس في البلاد، ففي عام 1967، أودى بحياة 12 شخص آخر في جنوب وشرق أفريقيا، ليعود ماربورغ اقتحام العالم من جديد في يوليو 2022.
الفيروس من ملفات علوم الطبيعة
بالعودة إلى تقارير الصحة العالمية، يعد فيروس “ماربورغ” من فصيلة فيروسات “فيلوفيريداي” التي تضم فيروسات آخرى منها: فيروسي “كويفا” و”إيبولا”.
وهو من أكثر الفيروسات فتكًا وثالث فيروس قاتل في العالم، كما أشارت المصادر التاريخية إلى أن الفيروس قد سبق له الانتشار ما بين عامي 2003 و2004، بدأ في أكتوبر 2004، وتم الكشف فيه عن آخر حالة مؤكّدة مختبرياً في يوليو 2005، ونقلاً عن وزارة الصحة أكد أنه تبين وجود علاقة مباشرة ومشابهة بين جميع حالات المصابين في مختلف المقاطعات.
ويزيد خطر “ماربورغ” في الدول التي تعاني من فقر الرعاية الصحية، ويعاني نظامها الصحي من قلة التجهيزات والمعدات الطبية والإسعافات الأولية، علاوة على عدم امتلاكها خطةً للتطعيمات.
أعراض الإصابة
تقول منظمة الصحة العالمية أن فيروس”ماربورغ” يؤدي إلى “حمى ماربورغ النزفية” الفتاكة بالإنسان، حيث يحتضن الفيروس جسم المصاب من مدة تتراوح ما بين 3 إلى 9 أيام.
وتكون الأعراض واضحة تبدأ بالصداع الشديد، ووعكة شديدة، ثم يبدأ المصاب بتقيؤ الدم وآلام العضلات، وارتفاع الحرارة، وفي مرحلة متأخرة من الإصابة بالفيروس ينزف بعض المرضى من خلال فتحات الجسم مثل العينين والأذنين.
ونقلت المنظمة أن بعض مراحل الإصابة يظهر المريض في ملامح تشبه “الشبح” حيث يكون بعينين عميقتين ووجهاً غير معبّر وخمولاً شديداً.
التصدي للفيروس
بحسب منظمة الصحة العالمية تراوحت مابين 24 إلى 80 فالمئة من موجات التفشي السابقة، وأضافت أن السلالة اعتمدت على مدى مناعة الجسم المقاوم للفيروس وكذلك سلاسة الفيروس.
حتى الآن لم يتوفر أي لقاح معتمد ضد فيروس ماربورغ، واعتبر الأطباء أن معالجة الجفاف والرعاية الداعمة الأخرى يمكن أن تحسن فرص المريض في البقاء على قيد الحياة، لذلك يحتاج التعامل مع الفيروس إلى إمكانيات طبية خاصة لمواجهته، والقضاء عليه.
ومن الضرورة أن يتم عزل المصاب بالفيروس، ومن غير المناسب تمامًا استعمال وحدات الرعاية المُركَّزة في المستشفيات العامة لعزل هؤلاء المرضي.
ويجب أن يتم التعامل الطبي معهم بعد ارتداء ملابس واقية بشكلٍ كامل، بما في ذلك “مِترسة الرَّأس” المُجهَّزة بجهاز تنفس، رغم عدم الاعتقاد بأنَّ حالات العدوى تنتشر عن طريق الهواء.
انتقال العدوى
يرتبط فيروس ماربورغ بالكهوف والمناجم التي تأوي خفافيش الفاكهة “روزيتوس”، وما أن يصاب به الإنسان حتى تنتشر العدوى من شخص إلى آخر عن طريق ملامسة سوائل الجسم أو الأغراض غير النظيفة مثل الإبر الملوثة.
كذلك عن طريق الحيوانات مثل القرد أو خفاش الفاكهة، الذي ينقله بدوره إلى إنسان آخر عن طريق ملامسة سوائل جسم الشخص المصاب.
والرابط بين فيروسا إيبولا وماربورغ، الحمى النزفية، وأعراضها: النزف الشديد وفشل الأعضاء بما يؤدي الى الوفاة في كثير من الحالات.
اقرأ أيضًا: “كوفيد 19” ليس الأول.. تعرف على أكثر الأوبئة فتكًا حول العالم