تلعب الصحة النفسية دورًا كبيراً في حياتنا اليومية، كما أنها تؤثر على صحتنا الجسدية، وفي الآونة الاخيرة أصبحت الضغوطات النفسية جزءًا أساسياً في حياة الكثيرين، مما يثير التساؤل حول تأثير هذه الضغوطات على صحتنا الجسدية. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الحالة النفسية والجسدية يرتبطان ارتباطاً كبيراً ببعضهما البعض.
وأن الضغوطات النفسية المستمرة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الجهاز الهضمي، وفي هذا التقرير نستعرض العلاقة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية، وكيف يمكن للضغوطات النفسية أن تؤثر بشكل سلبي على صحة الجسم.
أهمية الصحة النفسية
عندما تكون صحتك النفسية جيدة سوف تساعدك على الاستمتاع بحياتك كما أنها تقلل من احتمالية إصابتك بالأمراض النفسية والعضوية، وسوف نستعرض أهم النقاط التي توضح أهمية الحالة النفسية الجيدة وتأثير الضغوطات النفسية في حياة الفرد:-
• إذا كنت تعاني من حالة نفسية سيئة طوال الوقت سوف تعزز من إصابتك بعدة أمراض كالضغط والسكر، وعلى النقيض من يتمتع بصحة نفسية جيدة تقل فرصه إصابته بهذه الأمراض.
• حالات كثيرة من المصابين بأمراض عضوية خطيرة مثل السرطانات مثلا يتم شفاؤهم بشكل أسرع إذا كانت صحتهم النفسية جيدة والعكس صحيح.
• صحتك النفسية الجيدة تساهم في تعزيز جودة النوم وتقلل من حالات الأرق.
• الحالة النفسية السيئة بشكل مستمر تؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب واستنزاف الطاقة طوال الوقت مما يعرقل الأنشطة اليومية الخاصة بك.
• عندما تكون صحتك النفسية جيدة تساعدك على تجنب العادات السلبية، فمثلا قد يلجأ الفرد بسبب الضغوطات النفسية إلى التدخين أو الكحول أو استخدام أدوية مهدئة دون استشارة الطبيب.
العلاقة بين الصحة النفسية والأمراض العضوية
كما ذكرنا سابقا أن الإصابة بمرض نفسي أو التعرض لضغوطات نفسية عديدة تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض الجسدية، والعكس صحيح، فمن الممكن الإصابة بمرض عضوي خطير يؤثر على الحالة النفسية، فالعلاقة بينهم متبادلة ومشتركة، وأثبتت الدراسات أن كلما زادت احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية للفرد في المقابل تزيد من احتمالية تعرضه للأمراض العضوية.
ما الأعراض الجسدية التي تسببها الأمراض النفسية؟
• الشعور بالصداع والإرهاق.
• وجود مشكلات في الجهاز الهضمي.
• ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
• الإصابة باضطرابات في الوزن سواء زيادته أو انخفاضه.
• ضعف الجهاز المناعي.
• اضطرابات في الجهاز التنفسي كالربو أو الانسداد الرئوي.
كيفية الحفاظ على الصحة النفسية
• يجب أن تحيط نفسك بدائرة معارف جيدة وتقدم لك الدعم النفسي المستمر.
• ممارسة الرياضة فهي تقوم بتعزيز صحتك النفسية بشكل كبير.
• تعلم مهارات جديدة فهذا يزيد من ثقتك بنفسك.
• احرص على مساعدة الآخرين، فالعطاء يعزز من شعور السعادة لدى الفرد.
وفي النهاية يجب أن ندرك أن الصحة النفسية بالتأكيد تؤثر على صحتنا الجسدية، ولكن هذا لا يعني أن كل مرض عضوي هو بسبب حالتنا النفسية السيئة، فهناك عوامل أخرى تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالأمراض العضوية مثل الوراثة ونمط الحياة، والحفاظ على حالتنا النفسية يساهم في تقليل المخاطر وتعزيز جودة الحياة بشكل العام، ولكن ليس العامل الوحيد المؤثر في ذلك.