كلام رجالة

وظهرت نتيجة الثانوية العامة.. هل يستحق أبناؤنا التعنيف؟

ترقب الآلاف في مصر نتيجة الثانوية العامة، آلاف الاسر وضعت يدها على قلبها في انتظار أن تضغط على لوحة المفاتيح حتى تأتي بتلك النتيجة التي انتظرتها طوال العام، تصريحات هنا وهناك، مؤتمر صحفي ضم كلا من وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي على غير العادة، إذ المعتاد في كل عام أن يظهر وزير التعليم وحده.

مواقع صحفية باتت تنشر روابط الحصول على نتيجة الثانوية العامة منذ الأمس وطلاب ينتظرون حصاد الأعوام وما جنوه من سهر وتعب ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. الأحلام لدى الكثيرين صارت سرابا، والمجموع صار محل السخرية في أغلب موقع التواصل الاجتماعي، ولكن تعالوا نسأل سؤالا: هل الثانوية العامة نهاية المطاف؟
لن نتحدث هنا بأمثلة التنمية البشرية، ولكن أقول لك: “ستدري بعد سنوات أن كل شيء يمكنك تداركه، المهم سلامتك النفسية”.

نماذج كثيرة في المجتمع المصري لم تحصل على مجموع كبير في الثانوية العامة ولكنها نجحت أن تغير حياتها بتوفيق وإصرار، وعلى رأسهم العالم الكبير أحمد زويل، فقد تخرج من كلية العلوم ولم تسعفه درجاته أن يلتحق بما يسمونه كليات القمة.

أديب نوبل، نجيب محفوظ، تخرج في جامعة القاهرة، كلية الآداب ولم تكن أيضا في قمة الهرم الجامعي، يل أزيدك أنه كان موظفا عاديا جدا، غير أنه اكتشف موهبته وعمل على تنميتها ليصبح حديث القاصي والداني، ليس في مصر وحدها، بل في العالم كله.

اقرأ أيضًا: جامعة مصر الرقمية.. أول جامعة إفريقية متخصصة في الاتصالات

أنت ولا أحد غيرك:

خبراء الصحة النفسية يشيرون إلى أننا بحاجة إلى استيعاب الصدمة أيضا مع أبنائنا حال إخفاقهم، وليس ما تداوله البعض من محاولات انتحار أو هروب أو غيرها، وهنا ينبغي علينا أن نسأل الطلاب أنفسهم هذا السؤال: هل توقف الكون بفشل أحدهم، هل تعلم أن عالما كبيرا مثل “إديسون” مخترع المصباح الكهربائي له مئات المخترعات التي تتخطى الألف في شتى المجالات، وأسس 14 شركة من بينها جنرال إليكتريك الشهيرة، رغم أنه كان طفلا بليدا ترفضه المدارس ووحدها من آمنت به أمه، علمته ووثقت به حتى اكتشف هذه الاكتشافات التي غيرت الدنيا كلها. العالم الكبير أينشتاين كان يصنف بالتأخر العقلي في صغره، وتأخر في النطق لسنوات، بجانب إخفاقه في مادة الرياضيات التي تصالح معها لاحقا حتى أصبح اسما لا يشق له غبار، وتعرفه الدنيا كلها.

اقرأ أيضًا: 6 مزايا تجعل كلية التربية الرياضية اختيارك الأمثل

ابدأ ثانيًا وعاشرًا:

لنهمس في آذان أنفسنا أولا وأصدقائنا وصديقاتنا ثانيا: لم ينته العالم يا صديقي، لم تحدث الحرب يا صديقتي، لكل جواد كبوة ونستطيع أن ننجح في حياتنا ونبدأ من جديد.. هل تدرك أن العالم لا يتوقف على شهادتك بأي حال من الأحوال؛ فقد نجح مؤسس الفيسبوك “مارك زوكربيرج” في أن يجعل العالم في دائرة صغيرة، ورغم ذلك لم يستكمل دراسته وتوجه لمجال البرمجة عمليا، تقدر تبدأ في هذا المجال بمتابعة دورات أسامة الزيرو مثلا، وهو يشرح من الصفر.

مخترع تليفونات Apple، ستيف جوبز، التي يتباهى بها أصحابها يذكر قصة صديقه الذي حصل على درجات عالية والذي دعاه لاحقا ليعمل معه في شركته، رغم أن جوبز نفسه لم يكمل تعليمه

“والت ديزني” مصمم الشخصيات الشهير، طردته إحدى الصحف بحجة أن “خياله فقير”، ولكن عمل على صقل موهبته حتى أبدع لنا “توم وجيري” وغيرها من أفلام المشاكسات التي جذبتنا لمشاهدتها؛ فتش عن موهبتك وابدأ من جديد، لا شيء جاء متأخرا بل كل شيء له بداية، ونهاية الأشياء بداية لأخرى غيرها.

اقرأ أيضًا: 5 مجالات توفر وظائف لخريجي كلية الفنون التطبيقية

البداية ممكنة والطموح واجب:

لو تابعت أكثر الوظائف طلبا وانتشارا ستدرك أن الأمر لا يتعلق بالشهادات وحدها، ولكن مجالات البرمجة والتصميم الجرافيكي والرسم ثلاثي الأبعاد والتسويق الرقمي، وغيرها متاحة للدراسة مجانا من أرقى جامعات العالم، مهما يكن مجموعك أو شهادتك أو خبرتك، والوظائف التي تتيحها قد لا تتاح لغيرك، ابدأ يا صديقي؛ فلم ينته العالم، ولم تقف الدنيا عند هذه المحطة، فكم من سقوط جاء بعدها نهوضا ونجاحا، ورب ضارة نافعة.

اقرأ أيضًا: “قلعة السفراء”.. لماذا تلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟

إلى الناجحين:

لا أقلل من مجهود من مر بنجاح هذا العام، ولكن توقف لحظة، لا تحمل من حولك من زملائك فوق طاقتهم، وانشر أفراحك وبهجتك بعيدا عن وباء “السوشيال ميديا”؛ لئلا تضاعف حزنهم.
انتبه أنت أيضا يا صديقي فليس نجاحك في الثانوية هو الذي يضمن لك مستقبلا مبهرا، فالحياة سلسلة تراكمات تبنيها أنت في كل محطة. اصنع قمتك؛ فلا توجد كلية قمة وقاع، وأدرك جيدا أن الطريق طويل يحتاج إلى الصبر والجهد.

اقرأ أيضًا: كيف تحترف التصميم الجرافيكي.. 10 دورات مجانية

إلى أسر طلاب الثانوية:

الكون لم ينته، والقيامة لم تقم وكل شيء يمكن تداركه، لا تحملوا أبناءكم وأنفسكم هما وغما، قدر الله وما شاء فعل، كم محطة فاشلة مرت بنا أو مررنا بها، كم موقف قد خذلنا فيه؟ .. هل توقفت الدنيا، هل أعلن العالم انتهاء الرحلة؟
لم ولن يحدث ذلك، فساعدوا أنفسكم وأبناءكم على تخطي هذه الصدمة، أنتم تستحقون أن تفرحوا.. “ح
قدمتم ما في وسعكم في وقت صعب اقتصاديًا ونفسيًا” فلا تلوموا أنفسكم ولا أبناءكم.

اقرأ أيضًا: تعلم التسويق الإلكتروني من المنزل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى