كلمتها

“نور طلعت” تركت مهنتها التي دامت 7 سنوات لتبدع في الأعمال اليدوية

كم منا يعمل في وظيفة لا تلائمه أبدًا؟ لا يشعر بذاته وكيانه بين أروقتها، ربما القدر هو من وضعها في طريقه وأحيانًا أخرى يجبرك العالم على الخضوع لظروف خارجة عن إرادتك تمامًا، وإذا قرر أحدكم الهروب من تلك الأغلال إلى حيث يهوي قلبه، ولكن من هنا تبدأ مشكلة التغيير التي يخشاها البعض خوفًا من الفشل.

نور طلعتتلك الشابة التي عشقت الفن منذ نعومة أظافرها، شعرت في لحظة ما أنها لا تنتمي للوظيفة التي تقضي فيها ساعات طويلة من حياتها، فجزءًا ما داخل قلبها كان يخبرها أنها تركض نحو سراب يعاكس أحلامها ويأخذ من سنوات حياتها دون جدوى، لذا قررت نور بعد 7 سنوات الهروب من حياتها العملية إلى الفن حيث تتلاقى الأرواح.

في السطور التالية تقدم لك منصةكلمتنا” حوارًا حول الأحلام والفن والاختلاف معنور طلعت“:

في البداية.. هل التحقتِ بكلية الفنون الجميلة؟

كان حلمي أن أدرس في كلية الفنون الجميلة، لكن شاء القدر أن التحق بكلية التجارة وكان ذلك مجال عملي لمدة 7 سنوات، فقد عملت في الإدارة والمحاسبة حتى قررت أخيرًا التوقف عن الاستمرار في مجال لا انتمي إليه ولاحقت شغفي، ومن هنا انطلقت نحو الخطوة الفارقة في حياتي.

نور طلعت

اقرأ أيضًا: مائدة طعام بحجم الجنيه ولوحات ريفية.. “هبة عتمان” تحول الصلصال إلى لوحات فنية

كيف واجهتِ خطوة التغيير المصيرية؟

في الحقيقة أنا لم أحب يومًا مجال عمل دراستي، لكنني اضطررت إلى استكمال تلك المهمة، لكن في لحظة ما ستشعر أنك فقدت كل شيء، فقدت الاهتمام بالحياة والعمل حتى أصبح الأمر يشكل ثقلًا كبيرًا على قلبك، حتى قررت ترك تلك الوظيفة والبحث عن شغفي بعيدًا عن هذا المجال.

من هنا عدتُ إلى طفولتي وهواياتي نحو الفنون، كعلاج نفسي لمرحلة الإحباط التي كنت أشعر بها آنذاك، ويومًا تلو الآخر شعرت أنني أشفى مما كان يحمله قلبي وبدأت اتعلق بالفن حتى وجدت نفسي الحق ذلك الشغف وأسعى لأن اتطور فيه.

كيف كان الفن علاج لروحكِ؟

أنا أومن أن الفن هو غذاء الروح، وبالأخص الأعمال اليدوية التي عشقتها، فعندما تعمل بيديك بشكل خاص في شيء تحبه، ستشعر بالاسترخاء والسلام وقد تنسى آلامك وهمومك لبعض الوقت، لأن ببساطة تركيزك يتمحور حول كيفية الإبداع فيما تشكله، الأمر الذي سيشغلك تمامًا عما يدور بعقلك حتى تنتهي وقد احتل الحب والراحة النفسية قلبك.

نور طلعت

اقرأ أيضًا: “كلمتنا” تحاور أول مخرجة نوبية تحصل على جائزة من مهرجان دولي

إذا عدنا للوراء قليلًا ما هي الفنون التي عشقتيها منذ طفولتكِ؟

أحببت الخياطة والابتكار في الملابس كثيرًا منذ طفولتي، ثم اهتممت بالرسم بعد ذلك عندما بلغت 10 سنوات، وصولًا إلى أنني عشقت الكروشيه وكان هو النقطة الفاصلة في حياتي، كما أنني تعلمت الرسم بالصلصال والنحت والتطريز، أي تجولت في أنواع كثيرة من الفنون حتى أتقنت أغلبها، لكنني في الواقع كنت أهوى تعلمها لأدمجها سويًا لأبتكر فكرة جديدة وقطعة مميزة لم يفعلها أحدًا من قبل.

مع مرور الوقت طورت موهبتي بالممارسة والتعليم الذاتي، كما أن اليوتيوب ساعدني كثيرًا في تنمية تلك الفنون، لكنني عشقت الكروشيه والرسم أكثر من أي شيء آخر حتى قررت دمج الأثنين سويًا، وأصبحت انفذ الكروشيه ثم أقوم بالرسم عليه في النهاية.

نور طلعت

بعدما قررتِ تغيير مجالك.. كيف بدأتِ رحلتك نحو الأعمال اليدوية؟

في أول الأمر كنت أشعر بإحباط وحزن شديد، لكني فوجئت أن زوجي قام بشراءماكنة خياطةلي من أجل ملء وقت فراغي وحتى أبدأ في تجربة ما تعلمته قديمًا وابتكر قطعة فريدة من أنواع الفنون، حتى شجعني كثيرًا هو وعائلتي على المضي قدمًا.

نور طلعت

وذات يوم كانت ابنة شقيقتي تريد فستان مثل أميرات ديزني فقررت أن اخوض تلك التجربة، وبالفعل صممت فستان كان نصفه العلوي من الكروشيه والسفلي من التل، حتى لاق إعجاب كل من شاهده وبدأ الطلب يزداد عليه حتى قررت تنفيذه لكل من أراده، ومن هنا أسست صفحتي على الفيسبوك التي حملت اسمفستانيلتبقى بدايتي ذكرى ترافقني دومًا.

ثم تطور الأمر إلى تصميم الحقائب ووجدت نفسي في ذلك الفن حتى طغى على الفساتين، فبدأت ارسم على الحقائب الجلد ثم التطريز عليها حتى نفذت أنواع كثيرة من الفنون على الحقائب.

نور طلعت

اقرأ أيضًا: “دنيا جمال” تناشد من أجل تقبل الآخر بعدسة إنسانية حملت عنوان “مختلف”

ما هي أنواع الحقائب التي تصميمنها؟

يومًا بعد الآخر بدأت اتطور في تصميم الحقائب فبعد التطريز قمت بعمل حقائب بالابيسون والجوبلان، وحقائب بالخوص وأخرى خيوط وخيش، كما أنني أقوم بالرسم على القماش، حيث أسعى لابتكار شكل جديد من الحقائب لم يراه الناس من قبل فيجذب أنظارهم بشدة.

هل تحول شغفك من موهبة إلى مشروع تجاري؟

منذ 2018 قررت أن أحول الأمر إلى مشروع تجاري، فبدأت ذلك من خلال الإنترنت حتى أصبح لي عددًا من المتابعين حتى هذه اللحظة، فالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي هي أهم أداة للتسويق في الوقت الحالي.

كما أن الأمر ليس سهلًا أبدًا، فأصعب ما أقوم به هو الرسم على الخوص كما أنه يحتاج وقت طويل جدًا، وكذلك واجهت مشكلة المواد التي أريد العمل بها، فكنت لا أجدها في مصر، الأمر الذي كان يضطرني إلى ابتكار وتأليف مواد خاصة حتى أصل إلى الشكل المطلوب، لكنني سعيدة أنني حققت نجاحًا فيه.

نور طلعت

اقرأ أيضًا: “كلمتنا” تحاور صاحبة أول براند مصري لتصنيع ملابس خاصة لأصحاب الكسور والحروق

كيف توازنين بين العمل وبيتك وطفلك؟

في البداية كنت أواجه صعوبة كبيرة في تنظيم الوقت، لكنني مع مرور الأيام والسنوات أصبحت أجيد فعل ذلك، فالتنظيم هو أساس كل شيء، فعليّ معرفة كيفية تنظيم الوقت بين البيت والشغل وطفلي، وإذا تمكنت من فعل ذلك فستنجح بالتأكيد، كما أن المشاركة الزوجية والدعم الذي اتلاقه من زوجي يشكل فارقًا كبيرًا في حياتي.

نور طلعت

كيف تواجهين لحظات الإحباط وعدم القدرة على الاستمرار والعمل؟

أنا أومن أن لحظات الفشل والإحباط لابد من حدوثها، فعلى الإنسان دومًا تجربة كل ما هو جديد ولا مانع من السقوط والنجاح مرة أخرى، فعندما يحتل قلبي هذه اللحظات، ألجأ إلى راحة قصيرة أجدد بها حياتي وشغفي واتذكر كل نجاح حققته ومن ثم استأنف رحلتي من جديد.

نور طلعت

ولابد من فعل ذلك الأمر للمضي قدمًا نحو أحلامي وأهدافي، فأنا احلم بعمل جاليري صغير يحمل منتجاتي، بالإضافة إلى ورشة عمل وفريق صغير، كما أنني أحلم باطلاق ماركة عالمية خاصة بي يعرفها العالم أجمع.

في النهاية أود أن أخبر الجميع أن ليس هناك ما يدعىلقد فات الآوان، حيث يمكنك البداية نحو تحقيق أحلامك في أي وقت وأي سن حتى إذا وصلت إلى الـ 50 من عمرك، فلا عليك أبدًا أن تستمر في طريق لم تحبه يومًا فقط لأنك مضيت فيه سنوات طويلة أو لأنك تهاب التغيير، فكل وقت هو الوقت المناسب مهما اعتقدت عكس ذلك.

نور طلعت

اقرأ أيضًا: “يارا شلبي” متسابقة رالي تحول الاتوبيس لسكن مريح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى