عُرف المجلس القومي للمرأة على مدار سنوات طويلة بداية من نشأته عام 2000، بأنه ساند الطفل والمرأة في كافة القضايا المتعلقة بهم باعتباره يمثل صوتهم وآرائهم، مما أدى إلى إحداث تغييرات جذرية في المجتمع تخص قضاياهم، ومن أهم تلك القضايا تلك القضايا الشائكة هي العنف ضد الطفل المرأة.
جريمة العنف ضد الطفل والمرأة:
في أي مجتمع حول العالم نحتاج دومًا إلى من يعبر عن آرائنا ويناشد بأصواتنا إزاء المشكلات والقضايا التي تواجهنا، من أجل إحداث تغيير حقيقي يساهم في الحد من هذه المشكلات من أجل حياة آمنة تقل فيها فرص التعرض لمخاطر مؤلمة جسديًا ونفسيًا قد تودي بحياةضحاياها فكان المجلس القومي المرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة هما طوق النجاة، فوقفا بصمود أمام واحدًا من المخاطر التي تحتل المراتب الأولى ضمن الأخطار التي تهدد الطفل والمرأة هي “العنف“.
فعلى مدار سنوات طويلة انهالت على مسامعنا عدد لا نهائي من قصص العنف التي يتعرض إليها ملايين الأطفال والسيدات يوميًا، بعضها قاسٍ يفوق الوصف وآخر قد يسبب عاهة مستديمة وحالات أخرى تصاب باضطرابات نفسية تؤثر على حياتها بأكملها وتفقدها ذاتها.
فحسب تصنيفات الأمم المتحدة للمرأة، فإن العنف لم يقتصر على الجسدي فقط وإنما تتعدد أنواعه لتشمل الأذى النفسي والعاطفي أيضًا، وهو ما قد يجهله شريحة كبيرة من المجتمع، إذ إن الصور الذهنية التي رسمت في عقولهم على مدار سنوات طويلة تمثلت فقط في العنف الجسدي أي الضرب، ولكن ماذا عن الرهبة والابتزاز أليس ذلك برأيك يندرج تحت مسمى العنف أيضًا؟
اقرأ أيضًا: روايات تناقش العنف ضد المرأة.. لماذا يدفعها للانتحار والاكتئاب؟
هل العنف يقتصر على الجسدي فقط؟
يتعرض الطفل والمرأة بشكل شبه يومي لعنف جسدي أو نفسي، ولكن الأخير لم يعترف به إلا القليل من البشر لأنهم ينكرون وجود الأذى النفسي من الأساس وكذلك العلاج النفسي أيضًا وقد يتهمك البعض بالجنون أحيانًا.
ولكن ما ذنب المرأة والصغير في العيش داخل مجتمع جاهل غير مثقف يؤذي دون رحمة أو وعي؟ فالعالم في الواقع ليس بحاجة إلى ثورة رقمية وإنما ثورة ثقافية من أجل تغيير جذري وإيجابي، لذلك دعني اصطحبك في سطور قليلة نحو أنواع العنف من أجل أن تتغير الصورة الذهنية الخاطئة التي غرست داخل عقلك.
1- العنف الجسدي:
العنف الجسدي هو محاولة إيذاء الطرف الآخر بصور مختلفة تتمثل في الضرب، أو الركل، أو الحرق، أو الإمساك، أو القرص، أو الدفع، أوالصفع، أو شد الشعر، أو العض، أو الحرمان من الرعاية الطبية، أو الإجبار على تناول الكحوليات أو تعاطي المخدرات، أو استخدام القوة البدنية الأخرى للإيذاء، وقد يتعرض الطفل أو المرأة لذلك النوع من العنف في المنزل على يد الشريك أو أحد الأقرباء وكذلك في الشارع من قبل الغرباء.
2- العنف النفسي:
يتمثل العنف النفسي في إثارة خوف الطرف الآخر عن طريق الترهيب؛ مثل: “التهديد بإيذاء جسدي للذات أو المرأة والطفل، وكذلك تدميرالحيوانات الأليفة والممتلكات، أو الإجبار على الانقطاع عن المدرسة أو الأصدقاء أو العائلة أو العمل“.
3- العنف العاطفي:
العنف العاطفي هو تقليل شعور الشخص الآخر بقيمة ذاته، وذلك من خلال النقد المستمر والتقليل من قدراته من أجل الوصول لمرحلة فقدان الثقة بالنفس وكره الذات، ويتضمن أيضًا العنف العاطفي الإساءات اللفظية والإضرار بعلاقة الشريكة والأطفال، كما يتعرض الطفل والمرأة لذلك النوع من العنف في الأماكن العامة أو المدرسة أو العمل من قبل الغرباء أيضًا.
4– العنف الجنسي:
يتضمن العنف الجنسي إجبار الشريك على المشاركة في فعل جنسي عندما لا يوافق الطرف الآخر على ذلك، كما يندرج تحت ذلك النوع من العنف، الاغتصاب والتحرش الجنسي بالأطفال والمرأة من قبل العائلة أو الغرباء.
لذا فالعنف لم يقتصر على الجسدي فقط، وإنما هناك من هو أشد قسوة، وإذا نظرت عن كثب قليًلا فستجد أن الأمر متصل بشكل أو بآخر، فمثلًا إذا قمت بالاعتداء على طفل ما فستصيبه بذلك بألم جسدي وآخر نفسي بسبب ما تعرض له، ولكن أذى الروح لا ينسى مهما طال الزمن.
اقرأ أيضًا: استاذ علم نفس يجيب لـ “كلمتنا” هل التحرش مشكلة اجتماعية أم نفسية؟
دور المجلس القومي للمرأة في مناهضة العنف ضد الطفل والمرأة:
باعتبار المجلس القومي للمرأة هو درع الأمان الطفل والمرأة، ومن أجل حياة أفضل لكليهما بعيدة عن المخاطر والأزمات التي تهدد حياتهم من بينها العنف، ساهم في إطلاق عدد كبير من المبادرات والندوات التي تناقش تلك المشكلة وكيفية مواجهتها والحد منها.
حيث عمل المجلس مع عدة منظمات للوصول إلى النساء وكذلك الرجال، لزيادة الوعي حول مسألة العنف ضد المرأة والطفل، ومخاطرها على المجتمع، من هنا تم إطلاق برنامج “مناهضة العنف ضد النساء والفتيات” عام 2015، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وزارة التضامن الاجتماعي، منظمة كير الدولية في مصر، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر.
أما عن أحدث مبادرة يقدمها المجلس القومى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، هي جلسات توعوية بالتعاون مع مؤسسة سيف كيدز، فمن خلال تلك المبادرة سيتم إطلاق مجموعة كتيبات للأسرة بعنوان “لإنك مهمة .. لإنك مهم“، والتي تهدف إلى خلق مساحات آمنة بين أفراد الأسرة الواحدة وتعزيز مفاهيم المشاركة والقبول والحماية من التحرش والإيذاء الجسدى للمرأه والمراهقين والأطفال.
كما تستهدف المبادرة الأهالي والمراهقين/ات والمدرسين/ات والقائمين/ات على الرعاية لمناقشة كيفية تعامل الأم والأب مع الضغوط و حماية الأهل والقائمين على رعاية للمراهقين والأطفال من أنواع العنف المختلفة.
كما يتم تنفيذ هذا النشاط فى إطار برنامج “مناهضة العنف ضد النساء والفتيات ” الذي ذكرناه سابقًا، أما عن موعد تلك الجلسة المجانية فهي يوم 4 سبتمبر في مقر المجلس القومي للمرأة.
للتسجيل اضغط هنا.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي نفسك من التحرش؟.. إليكِ أبرز 8 طرق