تاريخ الأوبئة واللقاحات الأكثر فتكًا بالبشرية.. تعرف عليها
تزامنًا مع ظهور لقاحات وتطعيمات ضد فيروس كورونا، لعلك فكرت بينك وبين نفسك حول تاريخ اللقاحات ومتى بدأت؟ ومن أول من اكتشفها؟ وما الداء الذي كشف للعلماء فكرة اللقاح؟ تعرفك “كلمتنا” عن تاريخ اللقاحات.
لم يبدأ تاريخ اللقاح مع اكتشاف أول لقاح، بل بدأ مع أول مرض معدٍ يعيش مع الإنسان لفترة طويلة، حينها فكر الطبيب الإنجليزي إدوارد جانر، في ابتكار لقاح خاصةً بعد ظهور مرض الجدري المائي، لتوفير المناعة ضد هذا.
واجتهد أدوارد جانر في تطوير اللقاح، وبالفعل بدأ استعماله الناجح في 1796 لمادة الجذري البقري ولتحصين المرضى من أي مضاعفات في حالتهم الصحية.
البداية من الجدري المائي” المرض الفتاك”
كما وصفه رينيه ناجيرا، عالم الوبائيات”تشعر بآلام مبرحة في جسمك مصحوبة بالحمى والتهاب الحلق وصداع وصعوبة في التنفس”
كان الجدري فتاك حتى أنه قتل ثلث المصابين به من البالغين وثمانية من بين كل عشر أطفال، ومع بداية القرن الرابع عشر وصل عدد الضحايا إلى 400 ألف مصاب سنويًا في أوروبا فقط.
وعندما ظهر علاج للجدري عرف ب”التجدير” أي اللقاح ضد الجدري، وتم ابتكاره باستخراج الصديد من بثور الشخص المصاب بالجدري، وإدخاله في جروح سطحية على جلد شخص آخر سليم، أو طحن قشور البثور من الشخص المريض وإدخالها في أنف شخص سليم.
تمارست هذه الطرق في البداية في أفريقيا وآسيا، ثم حملها أحد العبيد يدعى أونيسيموس، إلى أوروبا وأمريكا الشمالية في القرن الثامن عشر، وكان التلقيح ضد الجدري عادة يخفف حدة الإصابة بالمرض، فقد أصيب البعض بجميع أعراض الجدري الشديدة، أما عن الأشخاص الذين خضعوا لهذا النوع من التلقيح كانوا هم أيضًا حاملين للمرض، وكانوا ينقلونه للآخرين دون قصد.
أصيب الملك تشارلز وأفراد أسرته بالجدري، كان ظهر في نفس الوقت لقاح جينير الذي شجعه الملك تشارلز، لتذاع الأنباء في أسبانيا عن توزيع لقاح للحماية من الإصابة بالجدري المائي، واعتبر انه عمل إنساني.
وكان الأطفال مأخوذين على محمل فئران التجارب، ففي عام 1803 أبحرت سفينة إلى أمريكا الجنوبية وعلى متنها 22 طفلاً، يتيمًا ليقوموا بدور حاملي اللقاح، حيث أنه لم تكن هناك طرق واسعة لصناعة اللقاح، ولهذا كانوا يعطون اللقاح للأطفال حتى تظهر عليهم أعراض الإصابة الخفيفة، ثم يستخلصون الصديد من التقرحات والجروح على جلده بعد يومين، ويعطونه لطفل آخر وهكذا.
اللقاح ضد مرض الكلب:
لويس باستر، الذي عكف حتى استطاع التوصل إلى لقاح ضد مرض الكلب، ففي عام 1884 جرب لويس نقل هذا المرض إلى الأرنب من خلال لعاب الكلب أو دمه، وفي 6 يوليو ١٨٨٥ قام بمعالجة صبى صغير عضه كلب فحقنه باستير باللقاح الذى نجح فى اختباره على الأرنب ثم كرر الحقن إلي أن شفى الصبي ليثبت نجاح اللقاح فى معالجة الإنسان، وبعد أشهر على هذه الحادثة قام باستير مجددا بعلاج رجل عضه كلب باستخدام اللقاح ذاته الذى تأكدت فاعليته فى علاج المصابين بمرض الكَلَب.
واعتبر مرض الكلب من أقوى الأمراض الذي أثر على البشرية، وكان سببًا في ظهور لقاح ضد مرض الكلب، وعند نشوء علم البكتريولوجيا، حدثت تطورات سريعة اخرى، منها مضادات السم واللقاح ضد الدفتيريا، الكزاز، الجمرة الخبيثة (أنثراكس)، الكوليرا، الطاعون، التيفوئيد والسل.
الكوليرا “مرض الفقراء”
ففي عام 1817 كانت الكوليرا متوطنة في جميع أنحاء العالم وتحديدًا في البنغال والهند، وانتقلت من مومباي إلى أفريقيا، حاول الأطباء منعها من الانتشار وذلك من خلال وقف عمليات التجارة والترحال بين البلاد، لكن سرعان ما انتشرت ووصلت إلى العراق، عمان ومسقط، وانتقلت عبر القوافل في روسيا، واتجهت نحو الجنوب إلى مكة المكرمة.
في ربيع عام 1894، سافر فلاديمير خافكين إلى كلكتا في مقاطعة البنغال الهندية بحثًا عن الكوليرا، كان فصل الربيع هو موسم الكوليرا في المدينة، وكان خافكين متفائلا في أن يصل للقاح يحد من انتشارها، ووصل إلى الهند وقد لقى التشكيك
من قبل بعض المؤسسات الطبية البريطانية والجمهور الهندي،واجتهد خافكين وطور من اللقاح بالفعل قام خافكين بتلقيح حوالي 23,000 شخص في ذلك العام في شمال الهند ، وفقًا لسجلاته الخاصة.
قام خافكين بإلقاء نظرة على بعض من الأبحاث التي أجراها الباحثان باستور وجينير، اكتشف خافكين أنه من خلال تمرير عُصيَّات الكوليرا عبر التجويف البريتوني للخنازير، يمكنه استنبات كوليرا معززة أوعالية، وبعد ذلك تخفيفها باستخدام الحرارة، كما أن حقنة من البكتيريا الضعيفة، متبوعةً بحقنة من البكتيريا المعززة، تعمل على تحصين خنازير غينيا ضد أي هجوم قاتل للمرض.
اقرأ أيضًا: “محلو قسم الطوارئ”.. ما السر وراء ذلك المصل الذي أنقذ الملايين؟https://kelmetna.org/12670/