على مدار سنوات طويلة وصولًا إلى هذه اللحظة، تعلقت قلوبنا بأدباء عباقرة أثروا في قلوبنا ونقشوا فنون الأدب بحروف من ذهب، ما زالت كلماتهم تتردد في أذهاننا تخبرنا دروسًا عن الحياة وتصطحبنا في رحلة نحو مشاعر تأسر قلوبنا، لكن حياة هؤلاء الأدباء خلف أقلامهم وقصصهم ورائها اسم واحد وهي “المرأة“، فقد قرأنا حكايات تشبه الأساطير عن السيدات في حياة الأدباء، وممن قد يخطر في بالك “كافكا وميلينا” ورسائله إليها التي تملأ صحفات أدبية غلفها الحب والحزن في آن واحد.
فقد أيقنا على مدار عصور طويلة أن وراء كل رجل عظيم امرأة، سواء كانت غريبة عنه أو ممن يحملن نفس الجنسية والعقيدة ككثير من الأدباء العرب والعالميين، فقد مدح كل منه امرأته على طريقته الخاصة، عبروا عن امتنانهم لهن في كتاباتهم ليتركوا أثرًا جميلاً لا ينسى عن الحب، لذلك تصطحبك منصة “كلمتنا” في السطور التالية في رحلة قصيرة عن سيدات في حياة الأدباء خلدتهم الكلمات رُغم رحيلهم.
المرأة في حياة الأدباء
لا يمكننا بدء حديثنا عن السيدات في حياة الأدباء دون ذكر “عطية الله” زوجة الروائي العظيم نجيب محفوظ، التي ساندت الأديب العالمي في رحلته نحو الإبداع، حيث قال عنها: “لقد اخترت الزوجة المناسبة لظروفي، ولم تنشأ بيننا قصة حب سابقة على الزواج، كنت في حاجة إلى زوجة توفر لي ظروفاً مريحة تساعدني على الكتابة ولا تنغص حياتي، زوجة تفهم أنني لست كائنًا اجتماعيًا، وأنني وهبت حياتي كلها للأدب، ووجدت في “عطية الله” هذا التفهم وتلك الصفات، وإن كان لأحد فضل في المكانة التي وصلت إليها فزوجتي في المقدمة“.
اقرأ أيضًا: “نجيب محفوظ” .. كيف خلدت أعماله حواري مصر؟
أما عن المراة الأخرى فهي “سوزان” زوجة الأديب “طه حسين“، وعلى الرغم من كونها فرنسية، إلا أن الحب الذي جمعهم تخطى البلاد والعقائد ليتوج بالزواج وذكريات تخلد في صفحات الكتب حتى النهاية، فكتابها الذي حمل عنوان “معك“، كان طه حسين هو بطله، حيث تناولت الصعوبات التي واجهتها في زواجها وكيف كانت دائمة القلق عليه، ولم يتوقف طه حسين عن التعبير عن حبه وامتنانه العظيم لها حيث كتب: “بدونك أشعر فعلًا بأني ضرير، لأني معك قادر على استشعار كل شيء وعلى الاختلاط بالأشياء التي تحيط بي“.
وصولًا إلى الغرب، فيمكننا القول أن جابرييل جارسيا ماركيز، حَظي بزوجة رائعة تدعى “مرسيدس” ساندته في الظروف الصعبة ولم تتخل عنه قط بل كانت على استعداد لأن تمنحه روحها، حيث قامت برهن السخان الكهربائي، ومجفف الشعر والمفرمة الكهربائية لتسديد مستحقاته البريدية آنذاك، من أجل إرسال الجزء الأول من رواية “مائة عام من العزلة” إلى الناشر في الأرجنتين، تلك الرواية التي حققت نجاحًا عظيمًا حول العالم وترجمت للغات كثيرة تعلق بها كل من قرأها، فلم تتخل عنه في بداية الطريق بل رهنت أغراضها من أجل نجاحه وتحقيق أحلامه.
أما عن “نابوكوف” فساعدته امرأته في حياته المهنية بشكل لا يوصف، حيث كانت تكتب للناشرين نيابة عنه، وكذلك ترد على اتصالاته وتديرأعماله وتترجم مؤلفاته إلى لغات أخرى حتى تصل حكاياته إلى العالم، كما كانت تشاركه صمته وعزلته وحبه العظيم للشطرنج، وعلى الرغم من الإشاعات التي طالتهم، إلا أن حبهم كان أكبر من ذلك بكثير، تخطى كل الصعاب حتى خلد في معاني حب رحيمة افتقدناها كثيرًا في الآونة الأخيرة، حيث قال عنها نابوكوف: “من دون زوجتي، لم يكن ممكناً أن أكتب كتابًا واحدًا“.
اقرأ أيضًا: هل عاشت “أجاثا كريستي” حكايات أشبه برواياتها الغامضة البوليسية ؟