كلمتها

لماذا تقتصر إعلانات التنظيف في الوطن العربي على المرأة؟

على الرغم من أننا في القرن الـ 21 إلا أن ما زال هناك أناس لا يعترفون بدور المرأة إلا في المنزل وحتى وإن لم ترزق بأطفال، فعلى مدار عصور طويلة أكثر جملة شهيرة كانت تتعلق بهذا الأمر هيإذهبي إلى المطبخ فهو مكانك، بكل ما تحمله هذه الكلمات من إهانة للمرأة، ترجمت بالفعل إلى صورة ما زالت قائمة حتى هذه اللحظة.

فإعلانات التلفاز التي تتعلق بأدوات التنظيف ومساحيق الغسيل على وجه التحديد بطلتها هي المرأة في الوطن العربي، لكن إذا نظرنا إلى الخارج قليلًا لدول العالم، فسوف نجد أن هذه النوعية من الإعلانات أيضًا أبطالها رجال، فلماذا يحتكر الأمر في الوطن العربي على المرأة؟

المرأة في الشرق الأوسط:

لا يمكننا أن ننكر دور المرأة العظيم في المنزل ومهمتها الأسمى وهي تربية أجيال تعني المستقبل والحياة، لكن في الحقيقة الأمر لا يقتصرعلى هذا الحد فقط، حيث ببساطة يمكنها تنظيم حياتها بين العمل وأولادها لتحقيق كيانها أيضًا، فهي إنسان ذي أحلام وطموحات لابد وأن تسعى من أجلها كغيرها حول العالم مدامت قادرة على التوازن بين الأمرين معًا.

لكننا للأسف الشديد كبرنا على فكرة أن الرجل لا يمكن يساند المرأة في الأعمال المنزلية على الإطلاق، فالمجتمع الشرقي يعتبر أن هذه إهانة للرجل أن يقوم بتنظيف الأطباق والملابس والبيت، متناسين أن جزءًا من مؤسسة الزواج هي المشاركة وليس الاعتماد على طرف واحد، فمثل الرجل الذي يعمل هناك زوجة أيضًا تعمل.

لكنها رُغم ذلك تهتهم بالأطفال ودراستهم واحتياجاتهم، فلماذا أيها الرجل لا تساندها في الأعمال المنزلية التي تتعلق بكم سويًا، فالطعام يعد لكم، الغسيل لكم، تنظيف البيت أيضًا لكم، أي أنت شريك مثلها تمامًا في تلك الأمور حتى ولو عارض المجتمع العقيم ذلك الأمر باسم العادات والتقاليد التي تقودنا ألف خطوة إلى الوراء نحو الرجعية وتهميش المرأة.

المرأة

اقرأ أيضًا: “صوابع زينب” و”أم علي”.. ما السر وراء الأكلات ذات المسمى الأنثوي؟

الإعلانات تمثل الواقع:

أحيانًا عندما نعترض على السينما والدراما لأنها أحيانًا تنقل صورة مسيئة لمواضيع محددة، إن أول إجابة قد تسمعها أننا ننقل الواقع لا نزيف، حتى اعتدنا على تلك الجملة الوهمية، الأمر شأنه شأن الإعلانات تمامًا، يعتقد مقدميه أنهم ينقلون الواقع باعتبار المرأة هي المسئول عن الأعمال المنزلية من وجهة نظرهم التي لا تتغير حتى بعد مرور سنوات وعصور طويلة على تلك الاعتقادات المميتة، وتمكين المرأة الذي يشهده العالم في حدث غير مسبوق.

فمكننا أن نقول أن الإعلانات تحمل الحقيقة والصورة الذهنية التي ارتبطت في أذهان العالم العربي عن المرأة، بمعنى أن المرأة في الآونة الأخيرة لم تصبح هي المسئول الأول والأخير عن المنزل بسبب خوضها في سوق العمل، ولكن رُغم ذلك لم تتغير الصورة التي رسمها الشرق الأوسط عن المرأة، حيث تجذرت في عقولهم مهما حاولت إثبات عكس ذلك.

فإذا نظرنا إلى العالم الخارجي قليلًا فليس هناك ما يعني أن المرأة فقط هي من يقوم بذلك الدور، لذلك فإن إعلانات مساحيق الغسيل والتنظيف يترأسها رجال أيضًا، لأنه كغيره من أمور الحياة لا يستوجب شخص واحدًا القيام به على الإطلاق وإنما المشاركة هي أساس العلاقات الصحية.

المرأة

فأيها الرجل إذا كنت تعيش في منزل وحدك تمامًا أو في سكن آخر برفقة أصدقائك من الرجال، فمن البديهي أن هناك من سيقوم بتنظيف المنزل وآخر الملابس وآخر تحضير الطعام، أي كل تلك الأمور التي تخص المرأة حسب اعتقاداتكم، هل تجد إهانة لذاتك في تنفيذ أي منها؟ هل نقصت رجولتك قليلًا عندما اعتدت الطعام أو قمت بشراء طلبات البيت؟

الأمر ينطبق عليك تمامًا عندما تقرر الزواج يا عزيزي، ما المانع أو  أين تكمن الإهانة إذا قمت بمساعدة زوجتك في الأعمال المنزلية، أليست تلك المودة والرحمة برأيك، أن تساندها وتخفف عنها أعباء الحياة، فليس من العدل أبدًا أن تكون هي المسئولة بالكامل عن الأطفال والبيت وكذلك عملها، أليس ذلك ثقيلًا برأيك؟

فالنساء بحاجة دومًا أن تشعر أن شريك حياتها، يعاونها ويقدرها ويخفف من ثقل الأمور على قلبها، فالأمر ليس بسطحية فكرة أو معتقد أو إعلان، وإنما الأمر أكبر من ذلك بكثير، لأن المرأة بطبيعتها العاطفية تنظر إلى القيمة المعنوية خلف ذلك الأمر، لذا ستجد تتراقص من فرط السعادة عندما تعاونها، لأنها سترى بذلك لين قلبك    ومحاولاتك في مشاركتها الحياة رُغم كل شيء.

المراة

اقرأ أيضًا: هل تشعرين ببوادر اكتئاب؟ إليكِ كيفية كسر روتين يومكِ

Related Articles

Back to top button