كلمتها

اكتشفوا أنه امرأة بعد وفاته.. ما السر وراء إخفاء كبير جراحين بريطانيا “جيمس باري” حقيقته؟!

كتبت: أمنية أحمد

جيمس باري هو أحد كبار الجراحين في المستشفى الملكي البريطاني، كما يعد من أفضل وأهم العسكريين التي شهدتهم المملكة، ولكن اكتشف بعد وفاته أنه امرأة تدعىمارجريت آن بكلي“.

تقدم لكمكلمتنافي هذه المقالة السر وراء إخفاء جيمس باري لهويته الحقيقية طوال تلك السنوات:

السر وراء مارجريت:

ولدت مارجريت عام 1789، في ايرلندا وسط عائلة من الطبقة المتوسطة، وفي تلك الحقبة كان تمنع نساء البلدة من تلقي التعليم، وهو الشرارة التي بدأت منها مارجريت طريقها نحو الاختباء.

تعرضت مارجريت في مرحلة المراهقة إلى أقصى ما قد تتعرض له أية امرأة على الإطلاق، فقد تم اغتصابها على يد عمها، الأمر الذي أدى إلى إنجابها لطفلة اطلقت عليهاجوليان“.

وفي آواخر سنوات المراهقة غادرت مارجريت برفقة والدتها إلى لندن، حيث يمكث خالهاجيمس باري، الفنان الايرلندي الشهير كما يعد أستاذ الرسم في الأكاديمية الملكية في العاصمة لندن.

حتى توفى جيمس باري تاركًا إرثًا كبيرًا لشقيقته وابنتها، فانطلقت أفكار مارجريت حول الاستيلاء على اسم خالها، لتتمكن من تحقيق أحلامها.

الطبيب جيمس باري:

تمكنت مارجريت من الاختباء بكونها امرأة، خلف معطف ثقيل من أجل إخفاء ملامح جسدها الأنثوية، كما حاولت تغيير صوتها بعض الشيء ليتماشى مع كونهاجيمس باري، الذي اشتهر بأنه شخصية غامضة مزاجية ونمطية.

في عام 1809 بدأ باري أولى خطواته نحو تحقيق مراده وهو أن يصبح طبيبًا، ففي مدينة أدنبرة التحق باري بكلية الطب، ولكن لم يستطع إخفاء ملامحه وجهه الأنثوية فكان يبدو أصغر بكثير مما تثبت أوراقه.

كما كان ذو بشرة أطفال ناعمة تتناقض مع مواصفات الرجال تمامًا، لينتهي من دراسته عندما بلغ 22 عامًا، ليلتحق بالجيش من أجل الخدمة العسكرية حيث عمل كجراح مساعد في مستشفى الجيش البريطاني عام 1813.

حتى غادر إلى كيب تاون عاصمة جنوب أفريقيا من أجل استكمال خدمته العسكرية، حيث مكث فيها 10 سنوات، ليشتهر بنجاحه الساحق كطبيب، حيث يعتبر جيمس باري أول من أجرى عملية ولادة قيصرية ناجحة مذهلة، كما كان يناشد من أجل حياة اجتماعية أفضل، معارضًا إدارة السجون القاسية، ومتمرد على النظام الصحي المتهالك.

بسبب الخدمة العسكرية كان يجوب جيمس باري العالم، وتتوالى نجاحاته الباهرة، حتى احتل منصب المفتش العام المسؤول عن المستشفيات العسكرية، ليغتنم تلك الفرصة العظيمة نحو تطوير النظام الصحي بالإضافة إلى توفير الرعاية الطيبة المناسبة للسجناء.

اكتشاف سر جيمس باري:

في 25 يوليو 1865 رحل جيمس باري أو مارجريت آن عن عالمنا، ليخبرهم بوصيته قبل وفاته وهي ألا يُغسل جسده ويدفن بملابسه تحت التراب، ولكن لم يُنصاع لأمره وتم بالفعل تغسيله.

الأمر الذي حل على الممرضة كالصاعقة عندما اكتشفت حقيقته، بالإضافة إلى وجود آثار للحمل والولادة، ليدفن جيمس باري في مقبرة كنسال الخضراء في شمال غرب لندن.

ليترك أثرًا طيبًا عن جراح عظيم ماهر ساعد المرضى والمصابين حول العالم، كما طور النظام الصحي وناشد من أجل حياة اجتماعية آدمية، فبغض النظر عن جنسه احتل أعلى مراتب الانسانية.

اقرأ أيضًا: “أمينة ذهني”.. أكلتها الذئاب واعتنق نجيب الريحاني الإسلام من أجلها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى