مصر نحو تمكين المرأة بعد عقود من التهميش
رُغم أننا في القرن الـ 21 إلا أن هناك أناس ما زالوا لا يؤمنون بحرية المرأة وكيانها وأنها إنسان كغيرهم لها آرائها وأحلامها حتى لو عارضها العالم أجمع، ولذلك بالتحديد عندما قررت الأمم المتحدة إطلاق أهداف التنمية المستدامة 2030، كان أهمها هو المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اجتماعيًا واقتصاديًا، فحرصت مصر بكل جهاتها ومؤسساتها على تطبيق ذلك الهدف، بالتحديد في الريف والصعيد نظرًا لما تعانيه المرأة هناك من قمع لكيانها، لذا تصطحبكم منصة “كلمتنا” في السطور التالية نحو إنجازات مصر في تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا.
صورة المرأة في المجتمع:
على مدار سنوات طويلة تصل إلى عقود بعيدة، لم يعترف العالم بكيان المرأة، على الرغم من دورها المهم والفارق في تاريخ البلاد حول العالم، وإذا تحدثنا عن مصر بالتحديد فلا يمكننا إغفال ذكر دور المرأة المصرية بداية من الحقبة الفرعونية، بالتحديد كيلوباترا وحتشبسوت ونبت الفرعونية وهو أول قاضية امرأة في التاريخ، وصولًا إلى دور المرأة العظيم في ثورة 1919 مرورًا بنجاحها الساحق في كافة المجالات حتى هذه اللحظة، لتثبت نجاحها بجدارة شديدة تتحدى كل من يقلل منها.
لكن رغم هذا النجاح الكبير إلا أن هناك فئات من الناس ما زال عقبة للمرأة في نواحي حياتها المختلفة الشخصية والعملية، والمعاناة التي تناشد المرأة من أجلها وهي المساواة بينها وبين الرجل، لذلك استجابت الأمم المتحدة لهذه المطالب بحفاوة شديدة ووضعت الهدف رقم الذي يدعو العالم إلى المساواة بين الجنسين من أجل استرجاع المرأة لحقوقها التي سلبت منها، وبالأخص في الريف والصعيد نظرًا لما تعانيه المرأة من اضطهاد وتهميش في تلك القرى.
لأننا نتحدث عن تمكين المرأة الذي يشمل الاجتماعي والاقتصادي، فلا يمكننا غفل الأخير وإلقاء الضوء على دور الدولة بجميع جهاتها في دعم السيدات المصريات في تحقيق أحلامهن، وبدء خطوة إيجابية نحو تأسيس مشاريعهن وأعمالهن الخاصة بعيدًا عن احتكار الرجال على حياتهن باسم العادات والتقاليد الرجعية، بداية من الفتيات الصغار وصولًا إلى النساء بمختلف أعمارهن.
اقرأ أيضًا: “نبت”.. أول قاضية في التاريخ ظهرت في مصر الفرعونية
تمكين المرأة المصرية:
إذا بدأنا من الفتيات الصغار باعتبارهن مستقبل الدولة وأحلامها، فدعونا نتحدث عن مبادرة “دويّ“، وهي مبادرة وطنية لخلق مجتمع من الأشخاص والمؤسسات التى تدعم الفتيات لتحقيق إمكاناتهن الكاملة، وتغيير الطريقة التى يرى بها المجتمع الفتيات ويتحدثن عنهن، والفئات المستهدفة من سن 10- 18 عامًا.
أهم الخطوات التي تقوم بيها مبادرة “دويّ” لتمكين الفتيات، هي عن طريق خلق بيئة مساندة آمنة فيها مساحة للتعبير عن النفس بحرية، كما تدعم المبادرة الفتيات وتوفر لهن مهارات ومعارف أساسية لتطوير أنفسهن، بالإضافة إلى القصص والتجارب التي تقدمها “دوّي“، التي شارك فيها أبطال وبطلات المبادرة، كما تساعد المجتمع على تغيير نظرته للفتيات، وعلى تقبل أرائهن وحقوقهن بصورة أكبر.
أما عن المرأة والنساء ففي تعاون تام بين المجلس القومي للمرأة والأمم المتحدة للمرأة، يقدمون عدد هائل من المبادرات والحملات التي تدعم المرأة اجتماعيًا واقتصاديًا، وتقدم دعم كامل لرائدات الأعمال وأولئك النساء اللواتي تملكن فكرة جيدة لمشروع، حيث يقدمن لهن تدريب شاملبشكل مجاني حول ريادة الأعمال وكيفية إدارة المشاريع والتسىويق، وتعزيز قدراتهن على العمل لأن في الغالب قد يكون معظمهن دون خبرة مسبقة في مجال العمل، لذا من الضروري معرفة كيفية مواجهة السوق بشكل قوي.
من الناحية الاجتماعية تعمل الدولة بهيئاتها على مناهضة العنف ضد المرأة ومواجهة التحرش، وتقديم حملات ومبادرات تهدف إلى زيادة وعي المجتمع حول خطورة هذه الجرائم على المرأة والدولة، سواء من الناحية الاجتماعية أو النفسية والصحية، من أجل نجتمع خالٍ من العنف يقدر كيان المرأة ويحترمها، فلا مزيد من التهميش والاعتداءات غير الانسانية على الفتيات والنساء.
اقرأ أيضًا: لديكِ فكرة مشروع؟.. إليكِ فرصة ذهبية لتحقيقها