شاعر وأغنية| ما القصة وراء “أنا وليلى”؟
من منا لا يعرف أغنية كاظم الساهر الشهيرة (أنا وليلى) التي أثرت في جيل كامل، والتي أثارت جدلًا ونقاشًا كبيرًا حول قصة القصيدة ومن الشاعر الذي كتبها؟، وتبدأ قصة الأغنية عن طريق جريدة شبابية تُصدر بالعراق كانت الأكثر انتشارًا في الوسط الشبابي، وكانت متميزة في كل شئ، وكان من ضمن صفحات الجريدة صفحة للمساهمات الشعرية وفي يومِ ما نشرت الجريدة كلمات هذه القصيدة فقرأها كاظم وتعلق بها وحاول أن يكملها بسبب كثرة من ادعى أنه هو كاتبها وظل سنوات على هذا الحال حتى التقى كاظم بالشاعر الذي كتب الكلمات الرائعة فثبت كاظم الساهر على اللحن الذي ظهر بأغنيته الشهيرة( أنا وليلى).
حقيقة قصيدة (أنا وليلى):
القصيدة للشاعر حسن المرواني، وهو شاب من أهالي الزعفرانية، وهي منطقة من مناطق بغداد، والتحق بكلية الآداب جامعة بغداد، وتعلق قلبه بفتاة من “كركوك” اسمها “سندس”.
سبب تسمية القصيدة باسم (أنا وليلى):
اسم ليلى بالقصيدة هو كنية عن الحبيبة في الشعر العربي، بعد التحاق الشاعر بالجامعة تعرف على فتاة تدعي”سندس” وأعجب بها وبعد عامين صارحها بحبه لها ولكنها صدته وما كان منه الإ أن يعود ويواصل السكوت حتى مضى وقت طويل وصارحها مرة ثانية ورفضت فحزن وتفجر بالبكاء قائلا لها:
“يا ليلى كثيراً ما يسألوني ما دامت قد رفضتك لماذا لا تبحث عن فتاة أخرى؟
أتدرين ماذا كنت أقول لهم؟ .. لا بأس أن أشنق مرتين، لا بأس أن أموت مرتين.
خطبة ليلى:
بعد عام من مصارحته لها ورفضها المستمر، خُطبت الفتاة لشخص منتسب لنفس الكلية، وفي سنة التخرج له دخل قاعة الحفلة بعدما كَتب قصيدته ولم يكن ينوي على إلقائها ولكن بعد وقت قليل فوجئ بزميل له يقدمه ويقول تسمعون اليوم قصيدة من حسن، فقام وألقى قصيدته أمام كل الحاضرون وهو مكسر القلب فائض الشاعرية ويناظر محبوبته قائلا:
ماتت بمحراب عينيكٍ إبتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى وما أثمرت شيئًا نداءاتي
عندما سمعت الفتاة الكلمات بكت من شدتها ثم نظر إليها الشاعر قائلا:
عامان ما رفّ لي لحن على وتر
ولا استفاقت على نور سماواتي
طلبت منه التوقف عن إلقاء القصيدة فضعف الشاعر وسكت، وطلب صديقه أن يكمل القصيدة فنزلت أول دمعة من الشاعر وبدأت عيناه ترغرغ من الدموع قائلا:
ممزق أنا لا جاه ولا ترف
يغريك في فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر بأكملها
لسال منها نزيف من جراحاتي.
بعدها خرجت الفتاة من القاعة وهي تبكي بشدة، توقف الشاعر عن الإلقاء فطلبوا منه أن يكمل، وافق بشرط أن تحضر حبيبته مرة أخرى للقاعة فنظر لها قائلا:
معذورة أنتِ أن أجهضت لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
بكى جميع الحاضرون وهم ينظرون له ولحبيبته، فنظر لهم قائلا:
واغربتاه مضاع هاجرت مدني عني
وما أبحرت منها شراعاتي
نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيبات.
حوار بين الشاعر وحبيبته:
ذات يوم تقابلا الشاعر وحبيبته، فنظرت له قائلة “يا حسن أهلي هم من أغصبوني على ذلك” فالتفت لها قائلا:
خانتك عيناكِ في زيف وفي كذب
أم غرك البهرج الخداع مولاتي.
فنظرت له مرة أخرى وكررت جملتها “أهلي هم من أغصبوني على ذلك” فرد عليها قائلا:
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي
والغدر حطم آمالي العريضات
هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟
وهل ستشرف عن الصبح وجناتي.
وذهبت بعدها الفتاة وتركته، وغادر الشاعر بغداد حتى التقى به كاظم بعد 8 سنوات، وكان يعمل في مجال التدريس بليبيا.