عبد الرزاق غورنا من لاجئ تنزاني إلى الفوز بجائزة نوبل في الآداب
فاز الروائي عبد الرزاق غورنا، المولود في تنزانيا والمقيم في بريطانيا، بجائزة نوبل للآداب، على ما أعلنت الأكاديمية السويدية وهو أول كاتب أسود البشرة منذ عام 1993 يحصل على هذه الجائزة التي تُعتبر الأرقى بين المكافآت الأدبية، ويكتب غورنا رواياته باللغة الانجليزية، ومن بين أعماله “بارادايس” (الفردوس) و”ديزيرشن” (هجران).
وأوضحت لجنة التحكيم أن المؤلف الذي نشر حوالى عشرة كتب منذ عام 1987 وتشكل رواية «باراديس» (الجنة) أشهر مؤلفاته، مُنح الجائزة نظراً إلى سرده «المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات».
ولاحظت لجنة التحكيم أن غورنا الذي ولد عام 1948 في جزيرة زنجبار التابعة لتنزانيا، لكنّه فرّ منها سنة 1968 عندما كانت الأقلية المسلمة تتعرض للاضطهاد، يبتعد في مؤلفاته عن «الأوصاف النمطية»، ويفتح عيون القراء «على شرق إفريقيا المتنوع ثقافياً وغير المعروف جيداً في أجزاء كثيرة من العالم».
بعد التحرر السلمي من الحكم الاستعماري البريطاني في ديسمبر 1963 شهدت زنجبار ثورة، في ظل نظام الرئيس عبيد كروم، أدت إلى قمع واضطهاد المواطنين من اصل عربي، وتسبب هذا الأمر في وقوع الكثير من المجازر، مما اضطر غورنا إلى مغادرة البلاد والهرب، حتى وصل إنجلترا كلاجئ، حيث عمل أستاذاُ للغة الإنجليزية بجامعة كينت في كنتربيري.
وتبلغ قيمة الجائزة عشرة ملايين كرونة سويدي (1.14 مليون دولار)، وتولد الجائزة بخلاف قيمتها المالية والمكانة الأدبية اهتماماَ كبيراً بالفائز بها يحفز مبيعات الكتب ويفتح المجال للفائزين غير المعروفين أمام جمهور واسع على المستوى الدولي.
وسبق أن فاز بالجائزة روائيون مثل إرنست همنجواي، وجابرييل جارسيا ماركيز، وتوني موريسون، ونجيب محفوظ، وشعراء مثل بابلو نيرودا، وجوزيف برودسكي، ورابيندرانات طاغور، ومؤلفون مسرحيون مثل هارولد بينتر، ويوجين أونيل.
غير أن كتابا آخرين فازوا بالجائزة عن مجمل أعمالهم التي تتضمن قصصا قصيرة أو كتابات في التاريخ والمقالات والسير أو الصحافة، وفاز وينستون تشرشل عن مذكراته، وبرتراند راسل عن فلسفته، وبوب ديلان عن مؤلفاته من الأغاني.
ومُنحت معظم جوائز نوبل للآداب حتى الآن لكتّاب من الغرب، ومنذ فوز الصيني مو يان عام 2012، لم يُتوَج سوى كتّاب من أوروبا أو أمريكا الشمالية، وكانت الشاعرة الأمريكية لويز غلوك حصلت العام الفائت على الجائزة الأدبية الأكثر شهرة عن «صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله المجرد طابعا عالميا على الوجود الفردي».
ومن بين الفائزين الـ 117 في فئة الآداب منذ بدء منح جوائز نوبل عام 1901، بلغ عدد الأوروبيين أو الأمريكيين الشماليين 95 فائزاً، أي أكثر من 80%، أما عدد الرجال من هذه اللائحة فبلغ بفوز غورنا 102 رجلاً، في مقابل 16 امرأة.
ومن بين نحو 200 إلى 300 ترشيح يقدم سنوياً إلى الأكاديمية، يتم اختيار خمسة منها قبل الصيف، ويتولى أعضاء لجنة التحكيم قراءتها بعناية وسرية تمهيداً للاختيار النهائي قبل وقت قصير من الإعلان، وتبقى المداولات سرية.
وتأسست جوائز نوبل لأصحاب الإنجازات في العلوم والأدب والسلام من خلال وصية مخترع الديناميت السويدي ألفريد نوبل، الذي كان من أثرياء رجال الأعمال، وتمنح الجوائز منذ العام 1901 وقد أضيفت إليها فيما بعد جائزة نوبل للاقتصاد.