تحمل الحياة جانبًا آخر غير الذي اعدتِ عليه يا عزيزتي، ومهما واجهتِ من أحداث مؤلمة، يبقى شعور الخذلان هو الأقسى على الإطلاق، يضرب بأحلامك وتوقعاتك وثقتك عرض الحائط، بالتحديد في العلاقة العاطفية، يكون الأمر بمثابة خيبة أمل من الصعب تجاوزها الأمر الذي يؤثر على حياتهم بأكلمها بشكل سلبي، لذلك في السطور التالية تخبركِ منصة “كلمتنا” كيف تتخلصين من شعور الخذلان في العلاقة العاطفية.
تعلق ثم خذلان:
في أي علاقة في الحياة تظل الثقة هي أساس نجاح العلاقات، بالتحديد في علاقتكِ العاطفية، فعندما يدق قلبكِ يا عزيزتي تضعين كل آمالك وأحلامك في شخص واحد تشعرين أنه الحياة، لا تتوقعين منه يومًا الخيانة أو الخذلان أو كسر ثقتك أبدًا، لذلك عندما يحدث ذلك الأمر تشعرين أن قلبكِ يدمي من شدة الألم النفسي، الأمر الذي للأسف الشديد يجعلك تفقدين ثقتك في كل شيء حولك وثقتك في نفسك على رأس القائمة.
قد عبر الكاتب أنطون تشيخوف عن شعور الخذلان الحقيقي حينما قال: “لم أعلم يومًا أن الخذلان قاسٍ جدًا لدرجة أن تشعر بالشفقة على نفسك”، فالأمر لا يتوقف فقط عند الشعور اللحظي للأمر أو ما تعانيه من ألم عقب تعرضكِ للخذلان يا عزيزتي، بل الأقسى هو الشخص الذي ستتحولين إليه بعد الشفاء من تلك الحادثة النفسية.
اقرأ أيضًا: هل أنتِ في علاقة سامة؟.. إليكِ الإجابة
كيف يؤثر الخذلان على حياتكِ؟
قد تشعرين أحيانًا أنكِ لا تستحقين الحب أبدًا لذلك تعرضتِ للخذلان أو أنكِ شخص سيء في الأساس، لذلك من المحتمل أن تفقدين ثقتك بنفسك مع مرور الوقت، وكذلك ثقتك في الرجال بشكل عام لأنكِ ستشعرين أن أحدهم سيخذلك مجددًا، فتعانين من رهبة الارتباط من جديد الأمر الذي من شأنه عن يؤثر على اختيار شريك حياتك مستقبلًا.
كما أن التعرض للخذلان لن يؤثر على حياتكِ العاطفية فقط وإنما حياتكِ المهنية والشخصية أيضًا، فقد تفقدين شغفك تجاه ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي، لا ترغبين في الذهاب إلى العمل أو مراعاة البيت والأعمال المنزلية، كما أنكِ من المحتمل أن تهملين في نفسك إلى أقصى درجة، فلا هناك شهية لتناول الطعام أو الاعتناء بنفسك، لذلك فإن أغلب الفتيات قد تلجأ إلى النوم للهروب من ذلك الشعور القاسي بحثًا عن الراحة، لكنكِ بهذه الطريقة يا عزيزتي لا تتخطين الأمر وإنما يزداد سوءًا.
الأمر الذي قد يتطرق إلى علاقتكِ بعائلتك وأصدقائك، لأنكِ في الغالب ستفضلين الوحدة عن الاختلاط بمن هم حولكِ، كما أنكِ ستشعرين بخوف شديد من فكرة التعرض للخذلان مجددًا، لذلك قد يحاول عقلك إقناعك أن تلك هي الطريقة الأفضل لتجنب ذلك الحزن والألم، لكنكِ في الواقع يا عزيزتي أخطأتِ هذه المرة، فالعالم ليس شخصًا واحدًا، فهناك أناس حولكِ تُكن لكِ حب حقيقي وستحاول جاهدة رسم الابتسامة على شفتيكِ من جديد، لذلك كيف يمكنكِ أن تتخلصي من شعور الخذلان في العلاقة العاطفية؟
اقرأ أيضًا: شريك حياتكِ لا يبالي؟.. إليك كيفية التعامل معه
التعافي من ألم شعور الخذلان:
الخطوة الأولى للتعافي من أي حزن أو أمر مؤلم أو أزمة ما، هو الاعتراف به حتى تتمكني من تجاوزه، لذلك يا عزيزتي عليكِ أولًا الاعتراف أن هذه العلاقة لم تسِر كما توقعتِ أو كنتِ تحلمين دائمًا، وليس لأنكِ سيئة على الإطلاق بل لأنكِ وثقتِ في الشخص الخطأ وهو ببساطة لم يقدر هذه الثقة وذاك الحب الذي قدمتيه له، لذلك كان لابد أن ينتهي الأمر.
الخطوة الثانية يا عزيزتي هي التعامل مع روحك بموضوعية شديدة دون عتاب أو قسوة أو جلد ذات، فانتهاء هذه العلاقة لا تقع مسؤوليتها عليكِ أبدًا بل إن الأمر مشترك بينكما باختلاف الأسباب، لذلك حاولي التخلص من الشعور بالذنب الذي يجتاح كيانكِ، وانظري إلى الصورة بشكل كامل كأنك خارج تلك التجربة من أجل أن تكون الرؤية واقعية بعض الشيء.
الخطوة الثالثة هي أنكِ في الحقيقة يا عزيزتي تعلمتي من تلك التجربة القاسية، فعليكِ ألا تكوني مفرطة المشاعر حتى لا تحزنين على نفسك فيما بعد، كما عليكِ التفكير بشكل عقلاني ولا تجعلي قلبكِ يتحكم في كل الأمور، وتأكدي أن تلك التجربة جعلتكِ شخصًا أنضج قادر على التعامل مع الأمور بشكل أفضل، لأن هذا هو الجانب الآخر من الحياة يا عزيزتي، لابد وأن تحرضي تلك التجارب من أجل أن تكون اختياراتك مدروسة أكثر تناسبك وتناسب شخصيتك.
أما عن الخطوة الرابعة وهي الأهم، فهي العمل أو تعلم هواية جديدة أو تجربة أشياء جديدة من شأنها أن تجذب تركيزك إلى حد كبير، فأهم مفاتيح الخروج من أي أزمة هي شغل نفسك طوال اليوم بأمور إيجابية تدفعك نحو الابتسام والسعادة، حتى لا تكون هناك فرص كثيرة تجعلك تحزنين على ما حدث وتبكين طويلًا، وتمضي أيامًا ليالٍ طويلة تهلكين فيها مشاعركِ.
لكن عليّ أن أخبرك أيضًا أن بإمكانك أن تحزني بقدر ما تشائين افرغي كل الألم والحزن الذي يحمله قلبك حتى لا يصاب فؤادك بالقهر، ولكن رُغم ذلك حاولي ألا يطول كثيرًا يا عزيزتي، فذلك الرجل لا يستحق حزنك أبدًا، ولا يستحق أن تتوقف حياتكِ من أجله لأنه ببساطة خذلكِ دون أن يلتفت ورائه، لذلك حاولي ترميم قلبكِ لأن نفسكِ لا تستحق هذا الألم أبدًا.
اقرأ أيضًا: هل ينتابكِ الشعور بالملل في علاقتكِ العاطفية؟.. إليكِ الحلول