لماذا يزيد السكري من مخاطر الإصابة بـ«ألزهايمر»؟.. دراسة تكشف عوامل الخطر
أظهرت دراسة حديثة أن الارتفاع المزمن في نسبة السكر في الدم يمكن أن يضعف الذاكرة، ويؤدي إلى الإصابة بمرض «ألزهايمر»، حيث أكدت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين بجامعة نيفادا، في الولايات المتحدة، إلى أن مرض السكري من النوع الثاني قد يزيد من خطر الإصابة بالمرض، من خلال تغيير بعض وظائف المخ.
وكشفت الدراسة، التي نُشرت نتائجها على موقع «يو بي آي» الأمريكي، بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري الذي يوافق 14 نوفمبر من كل عام، أن الارتفاع المزمن في مستويات السكر في الدم يمكن أن يضعف الذاكرة، ويغير من وظائف الدماغ المسؤولة عنها.
ارتفاع السكري يسبب ضعف النشاط العصبي
مؤلف الدراسة، الدكتور جيمس هايمان، أكد أن «مرض السكري يُعد عاملاً رئيسياً لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، ولكن السبب وراء ذلك لم يكن واضحاً، إلا أننا أظهرنا في دراستنا أن السمة الرئيسية لمرض السكري، وهي ارتفاع مستويات السكر في الدم، تؤدي إلى ضعف النشاط العصبي بطرق تشبه ما لوحظ في نماذج مرض ألزهايمر».
وأضاف «هايمان»، الذي قاد فريق الباحثين من جامعة نيفادا، أن «هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر دليلاً على وجود تغيرات في النشاط العصبي بسبب التشابه بين النتائج، التي يتسبب فيها ارتفاع مستويات السكر في الدم مع ما لوحظ لدى نماذج مرض ألزهايمر».
اقرأ أيضاً: “القدم السكري” .. تعرف على أعراضها وطرق الوقاية منها
وفي تجارب الدراسة، التي أجريت على عدد من الفئران، وجد فريق البحث حدوث اتصال مفرط بين جزئين من الدماغ أساسيين لتكوين الذكريات واستعادتها، وهما الحصين والقشرة الحزامية الأمامية، مع مرض السكري من النوع الثاني.
ويؤكد الباحثون أنه عندما تحتاج هاتان المنطقتان من الدماغ، اللتان عادةً ما تتأثرا مبكراً بمرض ألزهايمر، إلى الوصول إلى المعلومات الصحيحة وإكمال مهمة ما، فإنهما تتواصلان بشكل مفرط مع بعضهما البعض، ما يتسبب في حدوث أخطاء.
اتصالات مفرطة بين أجزاء الدماغ
ويوضح «هايمان» قائلاً: «نعلم أن وجود تزامن عصبي يُعد أمراً مهماً لأجزاء مختلفة من الدماغ حتى تستطيع العمل معاً، ولكننا نجد المزيد من عمليات التزامن هذه الأيام، ولكن الشيء الأهم بالنسبة لهذا التزامن العصبي هو أنه يجب أن يحدث في الوقت المناسب، إلا أنه في بعض الأحيان تكون هناك الكثير من الاتصالات بشكل مفرط بين مناطق معينة من الدماغ، وهو ما نعتقد أنه يؤدي إلى حدوث صعوبات في الذاكرة، من بين أمور أخرى».
ويرى فريق الدراسة أنه من المحتمل أن يكون لدى مرضى ألزهايمر اتصالاً مفرطاً في بعض مناطق الدماغ التي تطلب وجود بعض المرونة، ويشير «هايمان» إلى أن الدراسة التي أجراها مع زملائه، والتي نُشرت نتائجها في المجلة الطبية «Communications Biology»، قد وجدت أدلة على ذلك أيضاً.
ويوفر اليوم العالمي للسكري، الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام، فرصة لزيادة الوعي بالمرض كقضية عالمية تتعلق بالصحة العامة، وما يجب القيام به بشكل جماعي أو فردي، لتحسين الوقاية والتشخيص وإدارة الحالة، ويصادف اليوم العالمي للسكري 2021 الذكرى المئوية لاكتشاف الأنسولين، ما يسهم في تسليط الضوء على الفجوة الهائلة بين الأشخاص الذين يحتاجون إلى هذا العلاج الفعال للتحكم في المرض.
اقرأ أيضاً: طالبات بنها يبتكرن “ملابس ذكية” للمكفوفين ومرضى الزهايمر