كاتب ومقال

دار في خاطري| لماذا تفضل الغذاء المسموم؟!

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

هل تستطيع العيش بدون الغذاء؟! هل تعلم أنواع الغذاء الذي تحتاجه؟! هل الغذاء هو ما يدخل عن طريق الفم ليمد الجسد بالطاقة فقط؟ هل تستطيع معرفة إن كان غذاؤك مسموما أم لا؟ هل تعلم أن هناك من يفضلون الغذاء المسموم؟!

إن الغذاء هو كل ما يمد الجسم ليساعده على النمو، والغذاء لا يقتصر على الطعام والشراب وحسب، بل هناك غذاء العقل الذي يساعده على إتساع مداركه، وزيادة وعيه، وثقافته، وغذاء الروح وهو الذي يساعد المرء على تنمية مواهبه.

فعندما تتناول طعامك فلابد أن تنتقى الأطعمة التى تفضلها وتستسيغ مذاقها، وفي الوقت نفسه تمد جسدك بالفيتامينات، والبروتينات، والكربوهيدرات، وكل ما هو نافع لصحتك، وبالتأكيد لابد لذلك الطعام أن يكون سليما ونظيفا، فعلى سبيل المثال عندما تجد أمامك برتقالة سليمة ونظيفة، وأخرى أصابها العطب، فبالتأكيد لابد أن تختار البرتقالة السليمة، وماذا إذا كانت تلك البرتقالة مسمومة؟!.

بالطبع إذا علمت بلأمر ستتخلص منها، فالإنسان السوي يأبى أن ينهي حياته بيده، وماذا إذا كان ذلك السم لا يميت في نفس اللحظة بل على المدى البعيد؟! أتتناوله؟! إن الإجابة المنطقية على هذا السؤال هي لا! ولكن هناك بالفعل من يتناولون الغذاء الفاسد والمسموم، نعم! يأخذونه ويتركون الغذاء الصحي السليم.

لقد ذكرت سابقا أن هناك غذاء للعقل والروح، فغذاء العقل هو القراءة، بينما الفن هو غذاء الروح، فهناك من يقرأ الكتابات الفاسدة التي تسمم عقله، فتؤثر بالسلب على تفكيره، فتهدم مبادئه وتلوث أفكاره، فتبدل ثقافته فتجعل منه إنسانا يهوى التدمير لا البناء.

هناك من يفضل سماع الأغاني الهابطة التي لا كلمة راقية فيها، ولا لحن جميل، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات المليئة بالشر، والعنف، والأفكار المدمرة التى تدمر الشباب، وتظهر مجتمعاتنا بصورة سيئة ومقززة، ويقال على كل هذا أنه الفن الشعبي، أهكذا هو الشعب؟! إن ذلك هو السم الحقيقي الذي يقتل وببطء، يقتل عقولا وأرواحا، فيدمر أجيالا ويهدم ثقافات، يصور للناس صورا مزيفة يرونها ويتأثرون بها فتصبح نمط حياتهم.

فلابد أن تعي أيها الإنسان أن ليس كل ما كتب يصلح للقراءة بإمعان، وليس كل أغنية تصلح للاستماع، وليس كل فيلم يصلح للمشاهدة، فلابد أن تنتقي غذاء عقلك وروحك كما تنتقي غذاء بدنك، فلابد أن ترى العطب وتعرف أين السم وتتخلص منه، ولابد من زيادة الوعي لدى المجتمع وخاصة الشباب لكي يستطيع الاختيار، ولابد من إثراء الفن والأدب بكل ما هو نافع، وكل ما له مذاق حلو يستسيغه العقل وتقبله الروح لينساق إليه بشكل تلقائي، بوعي ويقين بأن هذا هو الأفضل والأصلح.

 

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى