“المسلات الفرعونية”.. بصمة مصرية حول العالم
مصر معروفة بتاريخها الأثري العظيم والفريد، ومن ضمن تلك الآثار الفريدة من نوعها التي شيدها “المسلات” وتعد ابتكارا فرعونيا مميزا، الذي عرفها المصريون القدماء كذكرى انتصارهم في معاركهم الحربية، والتي يوجد العديد منها خارج مصر، وسنتعرف خلال موضوعنا اليوم على المسلات ووصفها.
المسلة الفرعونية
أطلق عليها المصريين قديما اسم “إبر الفراعين”، كان الاسم الفرعوني لها “تخن”، وتم صنعها من رخام الجرانيت، وتكوين البناء المسلة عبار عن برج أو عمود حجري رفيع وله أربع جوانب وينتهي برأس هرم صغير، اشتهرت به الحضارة المصرية الفرعونية القديمة، حيث كانت تنحت على أضلاعه كتابات هيروغليفية ورسومات ملكية ودينية.
عمليات نقلها إلى الخارج
بدأت عملية نقلها إلى الخارج أيام وجود الآشوريين في مصر، عندما أمر الملك “أشور بانيبال” نقل المسلتين الناقصتين إلى رومانيا ومن ضمن البلدان التي تم توريد المسلات إليها هي كالآتي:
مسلات في إيطاليا
يوجد بها 8 مسلات مصرية، تم نقل تلك المسلات أيام الاحتلال الروماني لمصر، وذلك بسبب انبهارهم بالآثار المصرية، باعتبارها إضافة فنية مميزة بقصور الأباطرة.
وكل مسله لها الرواية الخاصة بها، مثل التي أخذها الإمبراطور الروماني كاليجولا من عاصمة روما، ثم انتقلت إلى ميدان سان بيتر، وذلك بأمر من البابا سيكستوس الخامس، ويذكر أن تلك المسلة لها كرة من الذهب تحمل بقايا رفات يوليوس قيصر كتخليد له، ثم تم إزالتها من الإيطالي دومينجو فونتانا.
مسلات في إنجلترا
كان محمد علي باشا حريصا على إهداء الآثار المصرية لحكام البلاد الأوربية، كمصلحة له لتقوية العلاقات بهم، وبناء صداقة جديدة تساندهم في بناء مصر.
أمر محمد علي بإهداء المسلة التي كانت توجد في الإسكندرية إلى حكومة إنجلترا تخليدا لانتصار القائد “نيلسون” على الفرنسيين بمعركة أبو قير البحرية، ولكن كل ذلك كان مجرد كلاما وليس أكثر حتى أمر السفير الإنجليزي بنقلها إلى لندن أمام نهر تايمز.
مسلات في فرنسا
كانت فرنسا لها جانب من تلك الهدايا، فأخذت العديد من الآثار مثل مسلة ” كونكورد” التي كانت من المفترض أن تنصب من أجل أن تضع بجانب تمثال رمسيس الثاني في الأقصر، وتم نقل المزيد من المسلات إلى فرنسا واحدة منها توجد في ساحة الونتابلو.
المسلات في أمريكا
رغب الخديوي إسماعيل أن يستخدم حقه في إرسال آثار مصر للأجانب مثل محمد علي باشا، فأرسل مسلة كليوباترا الشهيرة الموجودة في ميدان محطة الرمل الحالي وتم نقلها سنة 1879م واستغرقت رحلة النقل أربعة أشهر، ومكانها الحالي في مدينة نيويورك في حديقة سنترال بارك.
المسلات في تركيا
توجد مسلة في اسطنبول تم نقلها في عهد الإمبراطور الروماني “ثيودوسيوس الاولانى” عام 390م، تنتسب للملك “تحتمس الثالث” وكانت توجد في معبد الكرنك في الأقصر.
تعد المسلات من أكثر الأعمال الفرعونية المميزة التي ابتكرها المصريون القدماء، والذي لا يستطيع أحد تشييده أو محاكتها في وقتنا الحالي.