الإسكندرية تعني الرائحة التي تفوح منها البحر واليود، وسماع صوت الأمواج وهي من حولك على الشواطىء الرملية، وما بين تلك الأمواج يوجد قصر ساحر يدعى “المنتزه”، الذي يعتبر موقعا رائعا ومميزا، ومن الممكن أن يصبح فيما بعد مقصدا سياحيا عالميا من الطراز الأول، يشبه كثيرا قصور لندن وأوروبا في جمالها وهدوئها، حيث يشبه الجنه.
يرجع تاريخ إنشاء القصر إلى بدايات القرن العشرين، وكان مقرا صيفيا لملوك مصر بدءا من الخديوي عباس حلمي الثاني حتى الملك فاروق، وكان المكان الأخير له قبل خروجه من مصر عام 1952، شهد القصر الكثير من الأحداث الطريفة للملك فاروق وبناتة الثلاثة، والتقطوا العديد من الصور أثناء لعبهم على شاطىء الرمال.
لماذا أنشئ قصر المنتزه؟
إنشاء القصر يوجد خلفه قصة طريفة لا يصدقها أحد، يحكى أن ذات مرة الخديوي عباس حلمي الثاني أثناء مكوثه في الإسكندرية، كان يذهب في نزهة مع بعض الرجال من حاشيته، من أجل التنزه في الضواحي وكان ذلك في طريق سيدي بشر إلى شاطىء البحر، وأمر في ليلة بتجهيز 80 حمارا من أجل ركوبهم هو ورجاله أثناء الليل في الصحراء، وليس ذلك فقط إنما أيضا أمر بسير خلفهم فرقة موسيقية عدد رجالها يبلغ 45 رجلا يعزفون ورائهم، وأثناء سيره أعجب الخديوي بالمكان المجاور لسيدي بشر، حيث كانت الماء تتسرب بين الصخور، فرغب في التجول أكثر حتى وصل إلى مكانا أعجب به الخديوي أكثر ولفت انتباهه بمنظره الطبيعي الخلاب، كان يوجد بجانبه جزيرة صغيرة.
أشار الخديوي بعد ذلك بأخذ قارب للتجول في الجزيرة، ومنذ ذلك اليوم، قرر أن ينشيء القصر الخاص به هناك ويجعله مقرا رئيسيا له في الصيف، وأطلق عليه قصر المنتزه، أسسه على أحد الرابيتين العاليتين وهي مدافع تعود إلى عهد محمد على، حيث كانت مستخدمة لحماية الشواطىء في تلك المنطقة.
إضافة إلى ذلك أقام أمامها “ساعة رملية”، كتب عليها شعر الشيخ علي الليثي، أما عن مصير الرابية الأخرى، فقد اشتراها من الحكومة وأقيم عليها قصر الحرملك، وكان يوجد وراء الرابيتين منزل صغير منعزل كان مالكه رجل ثري من أصل يوناني، فاشتراه منه الخديوي بالإضافة إلى أرض واسعة من الحكومة من أجل توسيع القصر، فبلغ مساحة القصر 370 فدانا، كما اتخذ الخليج ميناء للقصر.
وحرص عباس حلمي الثاني على الإشراف بنفسه على زراعة أنواع الأشجار المختلفة في حديقة القصر، وقام بعمل منحل بها، ومعمل للألبان وحظائر للكلاب الخصوصية ومزرعة للدواجن.
أقرأ أيضا: من هي “منظمة الإيسيسكو” التي اختارت القاهرة عاصمة للثقافة لدول العالم الإسلامي؟
ما سبب تسمية قصر المنتزة؟
يرجع سبب تسمية القصر المنتزه، إن ذات مرة اجتمع الخديوي برجال الدولة واقترح عليهم إطلاق اسما مناسبا للقصر، وطرحوا عليه أكثر من اسم ولم ينال إعجاب عباس حلمي أي اسم مقترح، حتى قال محمود شكري “المنتزة” فارتاح الخديوي لهذا الاسم كثيرا وأطلق عليه من ذلك الحين.
أقرأ أيضا: دليلك المتكامل لقضاء 5 أيام ب “مرسى مطروح”
