كاتب ومقال

دار في خاطري| أين هاتفي؟!

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

هل تفضل التكنولوجيا الحديثة؟ وماذا تعني لك؟ هل انت ممن يرون أنها شيئا أساسيا في حياتنا؟ أم أنك ترى أن الحياة دونها أفضل؟ أتعتقد بأن التكنولوجيا سلاحا ذو حدين؟ هل تستطيع الاستغناء عن هاتفك الذكي، أو حاسبك الآلي؟ هل تستطيع إصلاح هاتفك إذا تعطل؟ هل تعلم كيف يعمل الهاتف الذكي؟

لقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فمن خلالها تستطيع معرفة ما يحدث في العالم في لمح البصر، وأيضا التواصل مع أصدقاء من شتى بقاع الأرض، فالرسائل التي كانت تستغرق عدة أيام وقد تصل إلى شهر أو يزيد فأصبحت الآن بفضل التكنولوجيا تستغرق ثوان معدودة.

ولكن ماذا يحدث إذا استيقظت من نومك يوما ولم تجد هاتفك بجوارك؟ فلابد أنك ستبحث عنه، ولكن ماذا إذا اكتشفت أن جميع الهواتف قد اختفت من العالم أجمع؟! فربما كان الحاسب الآلي يقضي الغرض، ولكن لقد اختفى الحاسب الآلي أيضا، وجميع الحواسب من العالم أجمع، وليس هذا وحسب بل اختفت جميع المعلومات الخاصة بها حتى من أذهان مبتكريها.

هنا تختلف الآراء وتتعدد ردود الأفعال بين الأشخاص، فهناك من يرى أن العيش دون التكنولوجيا هو الأفضل، فتعود الحياة على ما كانت عليه في الماضي، حيث التقارب الفعلي، والتواصل الحقيقي بين الأفراد، ويرى البعض بأن الحياة بدون التكنولوجيا صعبة وشاقة.

فلقد اعتادوا السبل السهلة والسريعة، وإن العمل، و البحث العلمي، والدراسة، والتواصل بين الأقرباء والأصدقاء، وغيرها الكثير أصبح أفضل، وأسرع، فلا غنى عن التكنولوجيا أبدا، ومن الناس من لم يجد أي مشكلة في الأمر، فقد اعتاد التأقلم مع الأوضاع، ففي وجودها وغيابها الأمور سهلة وهينة.

ولكن إذا نظرنا الى الموضوع من جانب آخر، فلقد اختفت التكنولوجيا ولابد من إعادتها من جديد فكيف يحدث هذا؟ بالنسبة إلى عالم التكنولوجيا، أي من ابتكروها، وصنعوها، وطوروها فإن الأمر ليس بالصعب العسير، فالعقل الذي استطاع ابتكار شيء ما، باستطاعته ابتكاره مره أخرى، بل تطويره أيضا لإخراجه بصورة أفضل، وبمرور الوقت يتم إعادة كل شيء إلى ما كان عليه.

ولكن ماذا عن مستخدمي التكنولوجيا؟! هل يبحثون، ويتعلمون لكي يبتكروا، ويصنعوا، ويطوروا؟! أم أنهم ينتظرون حتى تعود إليهم من جديد ثم يستخدمونها مرة أخرى؟!، إن الكثير من مستخدمي التكنولوجيا لا يفكرون في كيفية عملها، أو كيف تم تصنيعها، يجيدون فقط إستخدامها، والقليل منهم يجيدون إصلاحها، ولكن هل تستطيع مثلا تصنيع هاتف ذكي؟!

إن العلوم الحديثة الخاصة بالتكنولوجيا أصبحت تعتمد فقط على دراسة ما تم ابتكاره، فإذا حصلت على طريقة التصنيع وتعلمتها جيدا أصبح في إمكانك تصنيعها، ولكن هل بإمكانك ابتكار شيء جديد أفضل من الهاتف؟! حين نقل الأوروبيون علوم العرب لم يدرسوها بلغتنا العربية، بل ترجموها الى لغاتهم، فأصبح بإمكانهم الإستفادة منها وتطويرها، بل أضافوا إليها، وأخرجوا منها علوم أخرى تمخضت منها تلك التكنولوجيا.

أما نحن الآن فليس باستطاعتنا حتى ترجمة هذه العلوم التى ندرسها، بل نتباهى ونتفاخر بنطق تلك المصطلحات التي لا يفهمها الكثير إلا المتخصصون، والحقيقة أننا مجرد منفذين لما يبتكره الغرب لا نمتلك القدرة على الابتكار، فلماذا لا نعود إلى الماضي حيث كان يشع العلم من العالم العربي الإسلامي؟! لماذا لا تخرج علوما جديدة مبتكرة، تنير العالم أجمع كما كان في الماضي؟! ولا مانع من أن تخرج تلك العلوم بشتى اللغات والتي أهمها اللغة العربية، هذه اللغة التي كرمها الله عز وجل بأن جعلها لغة القرآن الكريم.

 

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى