ريم السباعي
أقبل الليل فتناثرت النجوم وتلألأت في السماء، وتساقطت الثلوج كحبات لؤلؤ فوق القمم وفوق البناء، واشتد الصقيع فكل الكائنات تلوذ بسكناها في ذلك المساء، ولكن تلك الليلة ليست كسابقاتها من الليال، فقد بدد ظلمتها الأنوار البراقة، وبدد سكونها تداخل الأصوات، والأطفال ساهرون، ينتظرون، يترقبون، وفي فرح يلعبون ويمرحون، والجميع بالتهاني يتبادلون، وبالأمنيات السعيدة يتمنون.
إن هذه الليلة هي الليلة الأخيرة، نعم! إنها الليلة الأخيرة في هذا العام، فهو الآن يلملم أذياله ويعد عدته للرحيل، ليوعدنا بعام آخر جديد وجميل، فيترك لنا الذكريات، ويتمنى لنا تحقيق الأمنيات، وها هي الدقائق تمر وتحملنا معها فتنقلنا من عام مضى إلى عام جديد، وكما كانت في الماضي تنقل بين عصر وعصر، فتفصل بين زمن وزمن، إنها الدقائق نفسها التي تمر علينا طوال العمر.
ولكن في هذه اللحظة أصبحت دقائق فاصلة، فقبل الثانية عشر بدقيقة واحدة تكون هذه نهاية عام، وبعد الثانية عشر نصير في عام جديد، بل عندما تمر الثواني فعند الثانية عالستين في تلك الدقيقة الفاصلة، وتليها الثانية الأولى من الدقيقة الفاصلة الأخرى ينتهي عام ويبدأ عام، فيصبح أمس في العام الماضي، كما كان غدا هو العام الآتي.
وفي ذلك الوقت الفاصل بين عام وعام تعلو دقات الساعات، معلنة بأنه الميعاد، فتعلو الصيحات والهتافات، ونتبادل التهاني والأمنيات، فيقول بعضنا البعض في سعادة وسرور “كل عام وانتم بخير، عام جديد عام سعيد “.
نبذة عن الكاتبة:
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: