دينا شحاتة
انتهيت لتوي من قراءة كتاب” أحلام فترة النقاهة” لنجيب محفوظ قراءة متصلة فى يوم واحد وأدون مشاعري الأولى بعد الانتهاء مباشرة.
الكتاب عبارة عن أحلام تبلغ 239 حلم، القراءة الأولى نبهتني أنه لابد من قراءة ثانية بشكل أكتر ترويا للتمعن فى تلك الأحلام بشكل هادئ، فهذا الكتاب من الكتب المليئة بالأسرار، فى كل قراءة يكشف لك عن المزيد.
كل حلم يمكن أن يتضمن العديد من التفسيرات، و لعلمي بأن ذلك العمل هو اخر كتابات نجيب محفوظ، فقد تناولته بشئ من التهذيب والتروي وقد شعرت انه فى معظم أحلامه يرى إناس يتتبعونه، ورد ذلك فى الحلم 45، 46، 54، 56 وغيرها، لا أعرف هل ذلك من تأثير محاولة اغتياله أم ماذا.
هناك شعور مسيطر فى الأحلام وهو اشتياقه للأحبة وخوفه من الوحدة فقد ورد فى الحلم 7:
“اريد العودة إلي بيتي على الرغم من أنه لا ينتظرني أحد”.
فى الحلم 25:
“واصلت سيري وأنا مشفق مما ينتظرني فى مسكني من وحشة”.
الحلم 97:
“وجدت نفسي وحيدا فى حجرة خالية”.
فى أحلامه أيضًا ترى انشغاله بالطريق ونهايته.
ففى الحلم 20:
“نستطيع ان نسبح حتي الشاطئ فقالت (سنكون عاريين على الشاطئ) فقلت : فليؤجل التفكير فى ذلك.
حلم 45:
” قلت إنه عند الشاطئ تتضح حقيقة الموقف للمواجهة بكل قوة”.
الحلم 67:
” سرعان ما اكتشفت بأنه لا سبيل إلى الفرج إلا بالعودة الا الطريق”.
الحلم 85:
“ولكن أنا فى رحلة لا مفر منها كأنها قضاء وقدر والحق أنها رحلة شاقة ومرهقة وأطول مما تصورت”.
الحلم 161:
“وسألت الفتاة : إلى أين؟ فأجابت : إلى المكان الذي تخور فيه قوى الحمار فيتوقف.
الحلم 181
“فسألني أستاذي هل وجدت هدفك ؟ فأجبته سأجده هنا بين الآلام والأمال”.
بينما ذكرى أصدقائه الراحلين تملأ أحلامه، يتجلي ذلك بقوة فى الحلم 57:
“ووقفت خافق القلب منتظرا لقاء الأحبة بلهفة وشوق”.
الحلم 104 يوضح جمالية ذلك الأمر
“فقالت ان الذي منعها عن الحضور الموت فلم يقبل هذا الاعتذار وقال ان الموت لا يستطيع أن يفرق بين الأحبة ”
كما أن الظلم وغياب العدل يحتل جزءا كبيرا من أحلامه.
وذلك يظهر جليا فى الحلم 100:
“فصرخت منبها إياه بأننى خارج القضية وإني جئت بمحض اختياري لأكون مجرد متفرج ولكن لم يعبأ احد بصراخي ”
الحلم 147:
” إنه لم يعقد هذا الاجتماع للبحث عن العدل والرحمة ولكن للتأكد من مطابقة القرار للقانون”.
هذا كتاب ملئ بفلسفة نجيب محفوظ عن الحياة وعن مخاوفه منها وعن رؤيته النهائية تجاهها ربما يلخص نهاية الحلم 144 جزءًا من رؤيته عندما كتب.
” ولكنها لاحظت ان الخط الذي كتبت به ينم عن إصابة كاتبه بداء الخوف من الحياة وبخاصة من الحب “.
صدر الكتاب عن دار الشروق.
نبذة عن الكاتبة
دينا شحاتة
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
طبيبة بيطرية حاصلة على بكالوريوس طب بيطري دفعة 2009 وكاتبة روائية
صدر لها ثلاث أعمال روائية
رواية غفران 2018
رواية ثلاثاء آخر 2021
رواية رحيل وغربة 2021
للتواصل :