كاتب ومقال

دار في خاطري| أشياء لا تطلب

بقلم: ريم السباعي

هل تعلم جيدا من يهتم بك؟! هل تثق بأنه يهتم بك حقا؟! هل فكرت يوما لماذا يهتم بك؟! هل سألته يوما لماذا يهتم بك؟! ألأنه يحبك؟! هل كل من يهتم بك يحبك؟! هل كل من يحبك يهتم بك؟! هل الاهتمام درجات؟! وهل الحب درجات؟! هل طلبت يوما من أحدهم أن يعيرك اهتماما؟! هل طلبت من أحد يوما أن يحبك؟!

إن كل إنسان بحاجة إلى الاهتمام، فالاهتمام يشعر المرء بأهميته في هذا الكون، فعندما تشعر بأنك خارج نطاق اهتمام الجميع فهذا يعني أنك وحيدا، بعيدا عن الجميع، منفصلا عن المجتمع، وكأن المجتمع من حولك آلة متشابكة التروس يعمل كل ترس بها بمساندة الآخر بينما أنت ترس منفرد تدور بمفردك دون هدف أو فائدة ، وعندئذ تخور قواك، فتتثاقل وتسقط دون أن يراك أو يشعر بك أحد.

ولكن ماذا إذا وجدت يد حانية تقترب منك؟! تشد على عضدك لتقوى من جديد!! تساندك لكي تستمر حياتك مادام قلبك مازال ينبض!! أجل! إن هذا هو الاهتمام الآتي من شخص يحبك.

إذن فالاهتمام مرتبط بالحب، فمن يحبك لابد أن يهتم بك، يهتم بك عند ألمك وحزنك، يهتم بك في سعادتك وفرحك، إذن فكل حب يتبعه اهتمام، فقد تجد الأم تهتم بأبنائها لأنها تحبهم، وتجد الأخت تهتم بأختها لأنها تحبها، وتجد الصديق يهتم بصديقه لأنه يحبه وتجد الطالب يهتم بدراسته لأنه يحبها ويحب أن يتميز في المستقبل، وتجد العامل يهتم بعمله لأنه يحبه، وتجد المتعبد يهتم بعبادته لأنه يحب الله عز وجل.

ولكن ليس كل اهتمام يرافقه حب مباشر للشخص أو الشيء، فمثلا تجد طالبا لا يحب تلك العلوم التي يدرسها لكنه يهتم بها لأنه يحب التفوق، وتجد هذا العامل لا يحب عمله ولكنه يهتم به لأنه يحب أولاده ويحب أن يحقق لهم حياة مستقرة، وتجد ذلك الشخص لا يحب جاره لكنه يهتم به لأنه يحب إرضاء ربه وهكذا.

وهنا يتبادر إلى ذهني سؤالا ألا وهو هل من حق المرء أن يطلب الاهتمام ممن حوله؟! أو يطلب الحب ممن يحبه؟! في رأيي الإجابة هي لا! فعلى الرغم من أن الإنسان بحاجة إلى الاهتمام إلا أنه لا يجب عليه طلبه، لأن ذلك إذا حدث فلا يكون اهتماما حقيقيا نابعا من القلب، سيكون مجرد اهتماما شكليا آليا خاليا من الحب، مجرد أقوال وأفعال صلبة جامدة تفتقر إلى الشعور الطيب، وكذلك الحب.

فالحب شعور نابع من داخل الإنسان فلا يستطيع أحد أن يرغمك على حبه، وانت بالتأكيد لا تستطيع أن تجبر من تحبه أن يحبك، فعندما لا تجد الاهتمام والحب في من حولك ومن تحبهم فالأفضل لك أن تنسحب بهدوء دون أي طلب، فهذه أشياء لا تطلب.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| تفاؤل

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى