ما بين الأدب والدراما.. كلمتنا تجري حوارًا خاصًا مع السيناريست “أحمد صبحي”
في بعض الأحيان قد تحمل نسختين من ذاتك، إحداهما تمثل واقعك، والأخرى هي من تحمل حلمك فتكون ملاذك الذي ينتشلك من الحياة نحو عوالم أخرى تتصافح فيها مع نفسك وحقيقتك الإنسانية، ولهذا إذا نظرنا للسيناريست أحمد صبحي نجده اشتهر بأعماله الدرامية التي تلامس واقع المجتمع المصري، ولكن إذا نظرنا عن كثب إلى حياة أحمد صبحي، فهو ليس مؤلفًا وسيناريست محبًا للدراما فقط، وإنما روائي عشق الكتابة منذ أعوامًا طويلة حتى أصبحت ملاذه الأعظم، الأمر الذي جعله يترجم ما يحمله قلبه من مشاعر وعقله من أفكار إلى حكايات وقصص تلامس فؤادك دون شك.
وفي إطار ذلك أجرت منصة “كلمتنا” حوارًا شيقًا مع السيناريست أحمد صبحي حول الأدب والدراما، نسرده لكم في السطور التالية.
• السيناريست أحمد صبحي.. أيهما يفضل أكثر كتابة الروايات أم السيناريو والحوار؟
بالتأكيد السيناريو والحوار، فالسيناريو يُترجم في عدد كبير من الحلقات التي تستغرق وقتًا يجعل المشاهد يندمج ويتفاعل مع أحداثها ويتابعها.
• هل يوجد حلقة وصل بين الأدب والدارما فيما يخص القضايا أو الموضوعات المطروحة؟
يوجد حلقة وصل واضحة وهي الحكاية، فكلما كانت الحكاية ذات معنى وتحمل رسالة وفكرة مؤثرة، كان العرض التليفزيوني قويًا جدًا، فالعديد من المسلسلات التي تركت تأثيرًا في الدارما المصرية كانت فكرتها الأساسية مأخوذة عن روايات وأعمال أدبية، وبعد تحويلها لأعمال درامية أصبح يتعايش معها المتلقي بصورة أكبر، لذلك كلما كان العمل الأدبي جيدًا وله حكاية مؤثرة كان السيناريو والحوار قويًا للغاية وله تأثيره على المشاهد.
• من وجهة نظرك أيهما يؤثر أكثر في المتلقي، خاصًة أن في الفترة الأخيرة لاحظنا أن الدراما تناقش قضايا ومواضيع مجتمعية شائكة؟
لكل منهما تأثيرًا خاصًا، فالأدب منذ قرون له أهميته وطابعه المتميز، وخير مثال على ذلك أعمال الأدباء نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس التي تناولت قضايا مهمة جدًا في المجتمع، كما كانت تعرض الأفكار الفلسفية آنذاك، أما الدراما فلها أيضًا أهمية كبيرة، فرسالتها تصل لكل من يشاهدها وتجعلهم يتفاعلون معها، لذلك كلما كانت حبكة الفكرة أو الرواية مقدمة بصورة جيدة وملائمة في الدراما كلما أثرت في المتلقي بشكل كبير.
فعلى سبيل المثال مسلسلي الأخير “حي السيدة زينب” كان له تأثيرًا كبيرًا في مصر وخارجها، فكان يناقش دور الفلسفة بشكل عام وأهمية دراستها، وقبل انتهاء المسلسل بفترة قصيرة بالفعل تم حرق الكتب الفلسفية في المغرب مما أثار غضب وحنق الكثير الذين أكدوا أهمية الفلسفة ونددوا بحرق تلك الكتب، وبالفعل ذلك ما ناقشه المسلسل قبل حدوثه.
• حدثنا عن بداية تجربتك في كتابة الروايات.
بدأت رحلتي في عالم الكتابة منذ أكثر من عشرين عامًا، ففي عام 1996 أصدرت روايتي “أرجوك لا تنظر إلى ثوبي”، ثم أصدرت بعدها رواية “وداعًا أيها الوهم الجميل” و”السفينة”، كما كنت اكتب في جريدة في السعودية، وكذلك قدمت العديد من القصص القصيرة المتنوعة وأيضًا قصص قصيرة للأطفال أبرزها “مملكة النباتات”.
• ما تفاصيل روايتك الجديدة “أوهام الكهف” التي تصدر عن دار “شهرزاد” في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد أيام؟
رواية “أوهام الكهف” تسلط الضوء على الأفكار المسيطرة على الإنسان والتي لا يستطيع بسببها رؤية أي أفكار أخرى، وكأنه في كهف لا يستطيع الخروج منه وبالتالي لا يستقبل أي أفكار من الخارج أو التواصل والتفاعل مع أحد، فالرواية تناقش فكرة الأوهام والخرافة وسيطرتها على العقل البشري وكيف تجعله يرى الأشياء والحقائق بمفهوم خاص لدى كل فرد فهو يفسر الظواهر التي تحدث حسب معتقده العقلي.
وتلك ليست مشاركتي الأولى مع دار “شهرزاد” للنشر والتوزيع فلقد صدرت لي معهم روايتين من قبل هما “بردية العشق والخوف” و”إيجو”.
• ما هي نوعية الروايات التي تفضل أن تقدمها للقارئ؟
أفضل التنوع في كتابة وتقديم الروايات وعدم الاقتصار على نوع معين، وبالفعل ذلك ما أفعله فلقد قدمت الرواية الرومانسية في “بردية العشق والخوف”، والجانب النفسي في رواية “إيجو”، والرواية الفلسفية في “أوهام الكهف”.
• برأيك كيف نستطيع تشجيع الشباب على القراءة والثقافة ودعمهم لتنمية مهاراتهم الكتابية؟
عن طريق دراسة الفلسفة، لأن من خلال دراستها يمكنك بسهولة فهم واستيعاب ما يدور حولك، كما أنها تساعدك على التفكير بطريقة صحيحة وعلمية بعيدًا عن التفكير الخرافي، فالكلمة تحمل الكثير من المعاني التي يجب أن تكون على القدر الكافي من العلم لإدراكها.
• من وجهة نظرك كيف يمكن لمعرض الكتاب أن يكون فرصة ذهبية لتنمية الوعي الثقافي للشباب؟
بالتأكيد معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد فرصة جيدة للغاية لتنمية الوعي الثقافي للشباب، وذلك لأنه يضم جميع أنواع الأعمال الأدبية العربية والمترجمة، وأيضًا يعرض مختلف الأفكار مما يسهل على القارئ اختيار الفكرة التي تناسبه والتعرف على الأفكار الجديدة التي تساعده على المعرفة، ولكن من المهم أيضًا أن يكون على استعداد تام للقراءة.
• في ختام حديثنا.. ما هي أعمالك في الفترة القادمة سواء كانت درامية أو أدبية؟
العمل الدرامي القادم هو الجزء الثاني من مسلسل “طلقتك نفسي”، أما الأعمال الأدبية فالمحطة القادمة هي الجزء الثاني من ثلاثية “أوهام الكهف”.
يذكر أن الكاتب والسيناريست أحمد صبحي، كتب مجموعة من المسلسلات المصرية من بينها “البيت الكبير، السبع وصايا، المطلقات، تماسيح النيل، ورق التوت، فتيات صغيرات، وطاقة حب، ومسلسل الرسوم المتحركة فطوطة وتيتا مظبوطة”، كما شارك في كتابة سيناريو مسلسل الزوجة الثانية، وعُرض له مؤخرًا مسلسل “حي السيدة زينب” عبر شاشات القنوات الفضائية.
اقرأ أيضًا: الروائية ريم بسيوني في حوارها مع كلمتنا: “علينا تقديم أعمال تحمل الصدق والجمال للشباب”