ريم السباعي
هل أنت شخصا تعترف بأخطائك؟ هل تعتذر حين تخطئ؟ هل تقبل إعتذار المخطئين؟ أتعتقد أن الاعتذار عند الخطأ يرفع من شأن المرء؟ أم تظنه يحط منه؟ في اعتقادك أن خطأ فرد في المجموعة يتحمله الفرد وحده؟ أم يتحمله جميع أفراد المجموعة؟
كلنا يخطئ لأننا بشر لسنا معصومون من الخطأ، ولكن الخطأ كل الخطأ أن نتمادى في الخطأ، أو نأبى الاعتراف به، فعندما يأبى الإنسان الاعتراف بخطئه يترتب على ذلك سلسلة من الأخطاء لا نهاية لها، ولكن عند الاعتراف بالخطأ ينتهي الأمر وتتوقف سلسلة الأخطاء.
فمثلا عندما يخطئ فرد في مجموعة لابد أن يتحمل هذا الفرد خطأه، ولكن هناك عواقب تؤثر على بقية الأفراد داخل هذه المجموعة، فهل يتحملها جميع الأفراد؟ في رأيي نعم! لابد أن يتحمل جميع أفراد المجموعة خطأ فرد بداخلها حتى يتم إصلاح ذلك الخطأ ويستمر ترابط المجموعة، وهنا تستطيع تحقيق النجاح.
ولكن حين يتحمل الفرد وحده هذا الخطأ فذلك يخلق في نفوس الأفراد الخوف من الخطأ، والذي يترتب عليه خشية الإقدام نحو الأفعال، والتعامل، خشية الحديث، خشية التعلم، خشية اقتحام المجهول، ولكن ماذا عن شخص يعي جيدا أن المجموعة التي هو فرد فيها ستتحمل أخطاءه ولن تحمله هو وحده المسئوولية الكاملة؟! إن ذلك الفرد يعتبر شخصا مستهترا غير مسئوول، لا يعي قيمة العمل الجماعي، لا يبالي بالخطأ مادام لا يتحمله وحده.
اعتقد أن السر وراء عدم قدرتنا على العمل الجماعي هو أمران، أولهما: تحميل الفرد المخطئ المسئوولية الكاملة لخطئه، وإظهاره أمام الجميع بأنه المخطئ المتسبب في فشل العمل الجماعي، والأمر الثاني: هو أن يوجد فرد أو أكثر لا يبالي بالأخطاء مادام جميع الأفراد يتحملون الخطأ، وهنا أيضا يفشل العمل الجماعي.
وهنا يجب على كل فرد قبل الإقدام في عمل جماعي أن يعلم جيدا حجم مسئووليته، ويتحمل هو نتيجة أخطائه بعد أن يعترف بها أمام نفسه قبل أن يعترف بها أمام الآخرين.
“جل من لا يخطئ” وصدق رسولنا الكريم حيث قال: “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”.
نبذة عن الكاتبة:
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: