صديقي العزيز.. ابدأ الآن
كتب: رضا الشويخي|
التردد يقتل صاحبه؛ فكم من مرة خسرنا فيها لا لشيء إلا لأننا لم نحاول، ولعل آفة الكثيرين تكمن في التلكؤ والتأخر عن المحاولات، فإذا سألت أحدهم متى ستبدأ، سيجيبك بثقة مفرطة: غدا سأبدأ، غدا سأحاول، سأقوم بذلك في الوقت المناسب، وغيرها من العبارات المائعة التي لا تقتل صاحبها.
عالم ينطلق كالصاروخ:
في وسط ركام التكنولوجيا ينطلق العالم من حولنا بسرعة الصاروخ، ونحن نقف مكاننا في انتظار حدوث معجزة تجعلنا نتعلم منها، ولكن هيهات أن يحدث.
بقدر ما نشفق على هذا الجيل من تطور العالم من حوله بسرعة مذهلة، بقدر ما نراه محظوظا أن يجد فرصا للتعليم وتطوير معارفه بصورة مستمرة، ولكن الذكي فعلا من يقتنص الفرصة، فيجد طريقه مبكرا سواء في علوم الحاسب أو لغة الآلة وتحليل البيانات وغيره من العلوم التي تستجد، فلغة العضلات في العمل باتت لغة قديمة جدا، والبقاء لمن يتمكن من شق طريقه والتعامل مع الذكاء الاصطناعي، كما ينبغي.
التعليم أولا وأخيرا:
في وقت يحرص العالم على تطوير المعارف باتت لغة المناهج الدراسية بعيدة بعض الشيء عن ذلك التطور، ولكن.. انتظر قليلا، فهذه لا تصلح شماعة لتعلق عليها أخطاءك، فهناك عشرات المواقع التي تقدم لك تدريبات مجانية أو مدفوعة من أكثر جامعات العالم تطورا، ما عليك إلا حسن إدارة وقتك، والاستفادة منه بتعلم شيء مفيد، وثق دائما أن كلمة السر في كل نجاح أن “تبدأ الآن” لا تتأخر، فمن سبق فاز، وكلنا يشاهد سباقات الجري أو السيارات، التي يفوز أبطالها بملايين الدولارات لأنهم سبقوا بأجزاء من الثانية، أنت أيضا في هذا السباق، لأن الكون لا ينتظر المترددين.
أصحابي.. أخواتي:
لا تضحك وتقوم من مكانك مرددا كلمات المهرجان الشعبي الشهير: “أصحابييي.. أخواتيييي”، فليس هذا ما أعنيه مطلقا، ما أقصده أن تنتقي أصحابك وتحسن اختيارهم، كما لو كنت تختار الجواهر واللآليء، فعليهم جزء كبير من نجاحك أو فشلك، يكفي أن تدرك أن الدائرة الصغيرة المقربة منك تشبهك بشكل كبير، فأغلب الناجحين يبحثون عمن يشجعهم أو يرشدهم أو يحفزهم لتعلم شيء جديد في حياتهم.
العالم لا ينتظر المترددين:
اترك الدائرة المحبطة، الذين يقللون من قيمتك أو محاولاتك، وانطلق فالعالم لا ينتظر المترددين.