كيف يؤثر اضطراب الرهاب الاجتماعي على أحلام الشباب؟
يواجه عدد كبير من الشباب مشكلة في التواصل، فإذا صادف الأمر، وكنت متواجداً في مكان ما مزدحم يعج بالناس من حولك، فقد تشعر بخجل واختناق شديد وسرعة في ضربات القلب، وإذا اضطررت إلى محادثة أحد الغرباء يوماً، أو ربما إلقاء خطاب ما، فستشعر لا إرداياً بألم في المعدة، وسيلاحظ من حولك وقوفك باستقامة مفرطة متصلب القوام، فضلاً عن تجنب التواصل البصري مع الآخرين والتحدث بصوت منخفض جداً.
يفسر علماء النفس هذه الأعراض بأنها مؤشر على «الرهاب الاجتماعي»، وهو اضطراب يبدأ غالباً في سن الطفولة، أو يظهر في بداية سن المراهقة، في سن الخامسة عشرة في أغلب الحالات، ويُعد هذا «الرهاب» عائقاً بين الشباب وأحلامهم ومستقبلهم.. لذلك في السطور التالية تقدم منصة «كلمتنا» بعض النصائح للتغلب على هذا الاضطراب.
تأثير الرهاب الاجتماعي على الشباب:
الخوف والذعر الذي يصيب الشباب عند مخالطتهم للأشخاص الآخرين في المجتمع، هو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، وهو الأمر الذي يولد أزمة في التواصل قد تعيق هؤلاء الشباب من المضي قدماً نحو أحلامهم، فضلاً عن مواجهة بعض المشاكل في مكان العمل والتعليم والجامعة، وذلك خوفاً من تلقي الأحكام ممن حولهم، أو نظرة الأشخاص لهم بطريقة سلبية.
كما يخاف أغلبية هؤلاء الشباب من شعور الرفض الذي قد يتلقوه من الأشخاص الآخرين، وهو الأمر الذي يحتل قائمة هذه المخاوف، وبالتالي وحسب رأي علماء النفس، فإنك بالتالي تعاني من أزمة عدم الثقة بالنفس.
وإذا نظرنا للأمر نظرة اجتماعية، فإن الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي قد يصعب عليه تكوين صداقات حقيقية، بسبب خوفه الدائم من الاقتراب من الأشخاص، بل ومقابلتهم حتى في أماكن عامة، لأنه ببساطة يهاب الناس، كما يؤثر الأمر على أوقات العائلة السعيدة.. ولكن قبل الحديث عن كيفية التعافي من هذا الاضطراب، لماذا لا نتحدث عن أسباب الإصابة به؟
اقرأ أيضًا: هل تعاني من اضطراب القلق؟.. إليك كيفية مواجهته
لماذا قد تصاب بالرهاب الاجتماعي؟
إذا تحدثنا من الناحية العلمية، فإن الجينات الوراثية تشكل عاملاً أساسياً في الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي، أي أمر وراثي عائلي، أما السبب الآخر فهو بنية الدماغ، فهناك جزء معين في الدماغ يسمى «لوزة المخيخ»، مسؤول بشكل مباشر عن تنظيم الخوف في دماغ البشر، فإذا كنت تعاني من فرط نشاط هذا الجزء من المخيخ، فإن شعور الخوف والقلق سيكونان مضاعفين لديك.
أما السبب الآخر وراء الإصابة بالرهاب الاجتماعي، فهو العامل البيئي، أي قد يكون هذا الاضطراب ولد داخلك بسبب التعرض لموقف سيء أو محرج بشكل كبير، وقد يُصاب الشخص أيضاً بالرهاب الاجتماعي، بسبب معاملة الأبوين الخاطئة له منذ الطفولة، التي تتلخص في التحكم الزائد، أو الخوف المفرط عليه، وهو الأمر الذي يستمر برفقة الطفل حتى ينضج، ويسبب له مشاكل مجتمعية.
هل يمكن التخلص من الرهاب الاجتماعي؟
في الآونة الأخيرة، ازداد الوعي المجتمعي بفكرة الاضطرابات النفسية، فقد تغيرت بنسبة كبيرة نظرة الوصم التي يتلقاها المريض النفسي من المجتمع، لذلك فإن الحل الأمثل والأصح لعلاج الرهاب الاجتماعي هو المتابعة مع طبيب نفسي.
وبالإضافة إلى العلاج النفسي، فإن الطبيب قد يستخدم أيضاً العلاج السلوكي، وهو مساعدة المريض على مواجهة المواقف الاجتماعية، وذلك من خلال منحه الثقة بالنفس وحب الذات، فضلاً عن تغيير وجهة نظر المريض تجاه المجتمع المحيط به، وذلك من خلال التدريب على القيام ببعض المواقف التي من شأنها أن تسهم في تخفيف وطأة القلق والتوتر، ومن ثم تعزيز التواصل المجتمعي لديه.
وبسبب الأهمية البالغة للصحة النفسية، تم إطلاق المنصة الوطنية الإلكترونية لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان بالمجان، وهي الأولى من نوعها بمصر وإقليم شرق المتوسط، وذلك تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتعاون بين الأمانة العامة للصحة النفسية، ومنظمة الصحة العالمية.
تهدف هذه المنصة إلى توفير خدمات حكومية مجانية للصحة النفسية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حولها، إضافة إلى تقديم معلومات سليمة للجميع، وذلك لمختلف الفئات العمرية من المصريين وغير المصريين المقيمين في مصر، ولعل استخدام الخدمات الإلكترونية في مجال الصحة النفسية، سيسهم بشكل كبير في الحصول على الاستشارات والدعم النفسي بجودة عالية، فضلاً عن السرية التامة.
يتبقى في النهاية القول: إذا كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي أو أية اضطرابات نفسية أخرى، أو إذا كنت بحاجة إلى استشارة نفسية صحية، يمكنك زيارة المنصة النفسية من هنا.
اقرأ أيضًا: هل تهاب تناول عقاقير العلاج النفسي؟.. إليك أشهر الخرافات حولها