«زينة رمضان».. متى ظهرت في الشوارع ومن بدأها؟
يعد الفانوس واحدا من أبرز المظاهر الرمضانية، ولا تجد شارعا في مصر يخلو من فانوس كبير، أو زينة من أوراق ملونة، تبعث على البهجة، وخيوط ممتدة بين البيوت، وكأنها ترسل رسالة بالوصل والمحبة، في عصر “السوشيال ميديا”.
وتكتمل السيمفونية بأشكال الخيامية المصرية، لتضيف حبة جديدة إلى سلسلة التفرد المصري والبهجة التي تملأ البيوت، متحدية أي شئ.
تشير بعض الكتابات إلى أن زينة رمضان تقليد رسمي في الأساس، في عهود الدول الإسلامية التي حكمت من الفاطمية والمماليك وغيرهم، ويعد العهد الفاطمي هو الأكثر ارتباطا بالاحتفاء بالمظاهر الدينية، حيث كانوا يعلقون الفوانيس في الشوراع، بجانب الزينة المختلفة.
ليالي الوقود:
بحسب دراسة تاريخية تاريخية لعضو اتحاد المؤرخين العرب، إبراهيم عناني، ترجع أصول زينة رمضان إلى الليالي الدينية في الدولة الفاطمية، وكانت تسمى “ليالي الوقود”، ويقوم الناس برفع القناديل والفوانيس فوق المآذن ساعة الإفطار ويتم إنزالها يوميا عند ساعة الإمساك.
كما ذكرت العديد من الدراسات أن الزينة تطورت في العصر الحديث بعد دخول الكهرباء في نهاية القرن التاسع عشر، كما يرجع الاحتفال في مصر بشهر رمضان مع بداية الدولة الفاطمية فقد كانوا يحتفلون به من خلال فتح أبواب الأزقة والشوارع والمدينة كلها حتى صباح اليوم التالي، ويتم تزيين الشوارع بلافتات عليها شعارات الدولة واسم الحاكم مع إنارة المساجد بالمسارج ثم اتخذت شكلا جديدا مع الفانوس الذي تم اختراعه لاستقبال المعز على أبواب القاهرة وهو قادم من تونس عام 262 هجرية.
عادات رمضانية:
فكرة الزينة اعتمد عليها الصحابي وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب الذي أمر بتزيين كل مساجد الدولة احتفالا بقدوم شهر رمضان وإضاءة جميع المساجد لتمكيين المسلمين في شتى بقاع الدولة من أداء صلاة التراويح بسهولة، ومن هنا أصبحت تلك العادات «رمضانية» دائمة ومستمرة، أما الزينة في الشوارع فبدأت في عهد الدولة الطولونية، حيث أمر خلفاؤها بتزيين الشوارع بالقناديل إلى جانب المساجد احتفالا بقدوم شهر رمضان واستمرت خلال العصور التي تلت عهد الدولة الطولونية لكن الموضوع أخذ شكل أكبر وأشبه بالشكل الموجود في شوارع مصر حاليا، وكان هذا في عهد الدولة الفاطمية التي انتشر فيها كثير من عادات المصريين في الاحتفالات مثل حلاوة مولد النبي والفوانيس وزينة الشوارع وغيره.