هل صادفت يوما خريطة كنز؟! هل إذا صادفت ذلك ماذا تفعل؟! أتتبع ما ذكر بالخريطة لتحصل عليه؟! أم أنك لن تصدق الأمر؟! أتظن الأمر مجرد مزاح؟! أم أن تلك الخريطة خدعة؟! أم أن الكنز مزيفا؟! وماذا إذا اتبعت الخريطة، ووجدت الكنز؟! وماذا إذا وجدته مزيفا؟! أتتمسك به؟! أم أنك ستلقي به بعيدا؟! أم أنك سوف تحتفظ به وأنت تعي جيدا أنه مزيف؟! وماذا إذا علمت بوجود كنز حقيقي؟! أتسعى من أجله؟! أم ستتمسك بذلك المزيف وتبذل من أجله الكثير؟!
إن كلمة كنز لها وقع إيجابيا وشيقا لدى سامعها، فلها تصغي الآذان، وبها تفكر العقول، فما هو أول شيء يخطر ببالك عند سماع كلمة “كنز”؟ ربما يخطر ببالك أموال لا حصر لها، بينما يراها هذا ذهبا، أما ذاك فيظنها جواهر نفيسة، وآخرون يرون أن الكنز هو أثمن شيء يريده الإنسان، فمنهم من يراه الصحة، ومنهم من يراه الأهل، وغيرها الكثير والكثير.
ولكن تخيل معي عزيزي القارئ أنك وجدت كنزا ضخما من ذهب وفضة وجواهر، أبهرك بريقها الأخاذ، ثم علمت بأن كل ذلك مزيفا، فماذا تفعل؟! ولكن إعلم أن هناك كنز حقيقي قيم أكبر من ذلك بكثير، ولكنك لن تحصل عليه الآن، بل في وقت محدد لن تعرف متى هو، ولكي تحصل عليه لابد ألا تتقاتل من أجل ذلك المزيف، فهل تقنع؟! أم أنك تظل متمسكا بكنزك المزيف وتريق من أجله الدماء، وتقطع الأرحام، وتسلب وتنهب؟!
إن الدنيا هي ذلك الكنز المزيف الذي من أجله يتصارع البشر، فقد أخذهم بريقها الخداع فلم يرون أفضل منها، وأما الكنز الحقيقي هو الفوز بالجنة في الأخرة، ومن أجله لابد من طاعة الله، وتنفيذ أوامره.
فأنت الآن ترى الدنيا وبريقها، ولكنك لا ترى الجنة، ولكن الله عز وجل أخبرنا وهو الخبير العليم بأن الدنيا فانية، والآخرة هي الباقية، ثم ترك لك الإختيار، فأيهما ستختار، أتختار الزائف الزائل؟! أم تختار الحقيقي السرمدي؟! إنه قرارك وحدك، ففكر مليا قبل ضياع فرصة الاختيار.
فهنيئا لمن أدرك عقله الأمر، وملأ قلبه الإيمان، ورأى بقلبه قبل بصره، فأدرك قيمة الأشياء، فهنيئا لمن أحسن الاختيار، فنال رضا الله عز وجل، ونال الكنز الحقيقي.
اقرأ أيضًا: دار في خاطري| إنسان بلا ذيل
نبذة عن الكاتبة:
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل:
