أحمد رجائي عطية”مؤسس الفرقة 777 بالصاعقة”.. حكاية بطل
كتب: رضا الشويخي|
رحل عن دنيانا اللواء أحمد رجائي عطية، مؤسس الفرقة 777 بالصاعقة المصرية، تاركا خلفه رصيدا من البطولات لا يقدر بثمن.. نموذج نحتاج أن يدرسه شبابنا، بداية من تخرجه من الكلية الحربية فى عام 1958 ضابطا للمدفعية وحتى رحيله في 4 مارس من العام 2021.
ولد اللواء أحمد رجائي عطية بمحافظة الشرقية، عام 1938م، وشارك في حرب الاستنزاف، حيث كبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في الجنود والعتاد، ونجح في عشرات العمليات خلف خطوط العدو، بالتعاون مع أبطال القوات الخاصة، وبدو سيناء، الذين قدموا لها المساعدات في الإرشاد والتخفي والاستطلاع في عدد من العمليات، بحسب مذكراته للمجموعة 73 مؤرخين.
وفي سنة 1977 كلف الرئيس الراحل أنور السادات البطل أحمد رجائي بتأسيس أول فرقة عسكرية مصرية لمكافحة الإرهاب الدولي وهي الفرقة 777 قتال لمكافحة الإرهاب الدولي في مصر وخارجها.
يتحدث البطل عن نفسه، ضمن وثائق المجموعة 73 مؤرخين، موضحا التحاقه بسلاح المدفعية؛ حيث كان يتم اختيار ضباط المدفعية من الحاصلين على أعلى الدرجات فى مادة الرياضيات لاعتماد أعمال المدفعية على الحسابات الرياضية والهندسية وخاصة الهندسة الفراغية ذات الحسابات والمعاملات والجداول.
ويضيف اللواء رجائي: “بعد حوالى عام ونصف وبعد حصولي على فرق معلمي الصاعقة ثم عملت بمدرسة الصاعقة فإني خدمت بها حتى تركت القوات المسلحة عدا فترة معارك الاستنزاف والتى خدمت بالمخابرات الحربية ولكن فى العلميات الخاصة خلف الخطوط أى ضباط صاعقة أيضًا”
برع اللواء رجائي عطية في فنون القتال، وهو أحد أبطال عملية لسان التمساح الأولى يوم 19/4/1969؛ والتي جاءت ردا على استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة يوم 9/3/69، حيث أصدر الزعيم جمال عبد الناصر أوامره بالرد على عملية اغتيال الفريق عبد المنعم رياض؛ ردا لحقه ولرفع معنويات الجيش والشعب.
وعن هذه العملية يقول اللواء رجائي عطية: “أحب أن أنوه إلى أن هذا الهجوم كان أول أمر هجوم لقوات مصرية بعد عشرين عامًا..حيث كان آخر أمر هجوم لقوة مصرية كان عام 48 على التبه 68 بمنطقة بئر سبع حيث دمروا العدو فى هذه الموقعة أيضا واستولت القوات المصرية على بئر سبع ولكن للأسف جاءت الهدنة ومن ثم الأوامر بالانسحاب من بئر سبع.
لم يكن اللواء رجائي ضابط قوات خاصة عادي؛ بل كان مبتكرا لطرق القتال والاستطلاع، وتطوير الأسلحة واستخداماتها؛ فهو صاحب فكرة استخدام الهليوكوبتر في الهجوم على المدفعية، حيث نشرها موقع “المجموعة 73 مؤرخين”، بعنوان “المدفعية
الطائرة فرصة مصر الضائعة في حرب أكتوبر”، من واقع مذكرات اللواء أحمد رجائي عطية، أن الفكرة كانت سابقة لزمانها، سابقة لامريكا ولروسيا؛ ففي عام 1970 لم يكن هناك ما يعرف بالهليكوبتر المضاد للدبابات في العالم؛ مجرد تجارب لحمل صواريخ حرة غير موجهة، لكن قرب نهاية حرب أكتوبر ظهرت بعض الطائرات الهليكوبتر الاسرائيلية أمريكية الصنع (ضمن الجسر الجوي) تحمل الجيل الأول من صواريخ تاو المضاد للدبابات، وقامت بنتائج ممتازة ضد المدرعات المصرية.
الفكرة المصرية سابقه لأوانها وغير مكلفة ومتاحة، وطبقا لما قرأنا وشاهدناه من عمل رجال المقذوفات المضادة للدبابات في حرب أكتوبر والمسلحين بصواريخ مالوتكا، والتي تم استخدامها في أيام أكتوبر 1973، لحماية صفوف المقاتلين خلال عودتهم من العمليات الخاصة.
لم تنته الرحلة، فاللواء أحمد رجائي عطية، الذي حاز على العديد من التكريمات والنياشين والأنواط العسكرية، بداية من الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس السادات ثم الرئيس حسني مبارك، هو أيضا مؤسس وحدات الصاعقة بعدد من الدول العربية، وله العديد من الكتب والمقالات، بجانب الشعر والندوات التثقيفية.. رحم الله اللواء أحمد رجائى عطية.