كلام رجالة

أمير الشعراء شوقي.. كيف أفاده المنفى ولماذا حزن من ثورة 1919؟

نشأ شوقي في قصر الخديوي إسماعيل مع جدته التي كانت إحدى وصيفات القصر، مما جعله من المقربين للخديوي “عباس” فكان الخديوي شديد التعلق بشوقي، ليصنع جزءا مهما من تكوين شوقي الإنسان والشاعر غير العادي، فكان أحمد شوقي أسطورة الشعر في ذلك الوقت.

من خلال منصة كلمتنا نتعرف على أهم محطات حياة أمير الشعراء أحمد شوقي.

كرمة ابن هانئ

كرمة ابن هانئ هو منزل شوقي بمنطقة المطرية، واختار شوقي المنطقة البعيدة آنذاك ليكون بقرب قصر الخديوي، فكان المنزل يضم عشرات الغرف وتحيط به الحدائق من كل جانب، بالإضافة إلى الكثير من الحيوانات كالقردة والغزلان والطواويس، كما كان شوقي مولعا باقتناء الكثير من التحف والأنتيكات النادرة لدرجه أنه خصص لهم مكانا في القصر بجانب مكانه مع زوجته وأولاده.

الجانب الآخر من حياة شوقي العائلية

كانت شخصية شوقي مركبة، فيذكر ابن شوقي متحدثا عن أبيه، أنه عندما توفيت أخت شوقي لم يستطع حضور الجنازة ولم ينتقل إلى هناك إلا بعد انقضاء ليالي المأتم، لم يكن جحود من شوقي بل حساسية مفرطة وخوف من مواجهة مواقف الموت، ويذكر أنه كان يهرب من البيت عندما يمرض أحد أولاده ولا يعود إلا بعد التأكد من شفائه.

اقرأ أيضًا: جبران خليل جبران.. طفولة الشاعر البائس وقصة الحب العذري

هل كان شوقي يتصف بالأنانية؟

يرجع هذا الوصف إلى ابنه حسين في وصف أبيه بأنه كان يتمتع بأنانيه شديدة لدرجة أنه لا يقدر أحد بالمنزل أن يتناول طعام الغداء في أي وقت وذلك لانتظار شوقي أن يأمر بتجهيز الغداء عندما يشعر بالجوع في وقت متأخر لقيامه من النوم متأخر.

ويذكر أنه عند السفر إلى أوروبا فكان يطلب لأولاده أطعمة غير مألوفة لدرجة أن ابنه تناول ضفدع أثناء تجربته للأكل وكان ذلك بناء على رغبة شوقي ليتناول الطعام بعد أسرته.

حياته في المنفى

عاش شوقي خلال خمس سنوات في المنفى مع أسرته حياة سعيدة لا ينقصها شئ، كان يرسل له وكيله مبلغ 200‪ جنيه شهريا من مصر، وقام شوقي أثناء المنفى برحلات كثيرة إلى المدن الإسبانية التي كانت مصدر إلهام له في هذه الفترة، فكتب العديد من القصائد والروايات مثل “أميرة الأندلس”.

وفي النهاية ‪رجع شوقي إلى الأراضي المصرية، حيث استقبله آلاف الشباب استقبال تاريخيا محمول على أكتافهم ويهتفون له، مما هون عليه حسرته الشديدة عن عدم مشاركته في ثورة 19، وعبر شوقي عن حسرته في عدم حضور للثورة قائلا: “يوم البطولة لو شهدت نهاره لنظمت للأجيال ما لم ينظم لولا عوادي النفي أو عقبانه والنفي خالي من عذاب جهنم”، وتعد هذه القصيدة من أهم قصائد شوقي بجانب الأعمال العظيمة الأخرى.

أشهر أعماله

أمير الشعراء، لقب أطلق على شوقي لما قدمه من دور أساسي في النهضة الأدبية والسياسية، بجانب مجال الشعر وديوانه البديع” الشوقيات” الذي يحتوي على مديح ورثاء وحكايات وطنية وسياسة وتعليم، فكان شوقي يمتلك موهبة فذه وذكاء لغويا متميز فتشعر عند قراءة شعر شوقي بأنغام رائعة لم يستطع الوصول إليها معظم شعراء عصره.

وتعد مسرحيات شوقي الشعرية “قمبيز، مجنون ليلى، علي بك الكبير” من أهم المسرحيات في ذلك الوقت، وعن روايته معمل عذارى الهند، لادياس “آخر الفراعنة”، ورقة الآسى، وغيرها كثير من الخواطر والحياة التي كانت تدور أغلبها حول الحياة والموت، ومن أهم أعماله الشعرية عظماء الإسلام، كما للشاعر مطولة شعرية عن السيرة النبوية الذي لم يتم طباعتها إلا بعد وفاة شوقي.

وفاته

كان معروفا عنه أنه يخاف دائما من الموت ويشعر بالاكتئاب عند سماع موت أحد المقربين، لكنه الموت في كل الأحوال، فقد أفلتت شمس الأمير أحمد شوقي 14 أكتوبر 193‪2

اقرأ أيضا: النجيب.. قصة إبداع بلا نهاية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى