الأعلى للثقافة يختتم فعاليات مؤتمر آليات البناء الثقافي للشباب المصري
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم؛ وزيرة الثقافة، وبحضور الدكتور هشام عزمي؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، اختتم المجلس الأعلى للثقافة فعاليات مؤتمر: (آليات البناء الثقافي للشباب المصري في ظل الجمهورية الجديدة.. الفرص والتحديات)؛ الذي نظمته لجنة الشباب بالمجلس بحضور مقررتها الدكتورة منى الحديدي؛ حيث شهد ظهر اليوم الثلاثاء الموافق 24 مايو 2022 افتتاح فعالياته وتتابعت جلساته على مدار اليوم.
دارت جلسات المؤتمر الثلاث حول عدة محاور، تندرج جميعها ضمن آليات بناء الشباب المصري فى ظل تشييد الجمهورية الجديدة، وما يتبع ذلك من تحديات وفرص؛ حيث جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان: (السوشيال ميديا وثقافة الوعى لدى الشباب المصري.. التعاملات والمحاذير)، وأدارتها الدكتورة منى الحديدي مقررة لجنة الشباب، بالتعاون مع الإعلامى حسين حسني عضو اللجنة.
شارك فيها كل من: الدكتورة غادة فؤاد؛ العضوة بالجمعية الأفريقية، والمنسقة للعلاقات الخارجية بنادي المرأة الأفريقية، والدكتور فتحي شمس الدين؛ أستاذ مساعد الإذاعة والتليفزيون بجامعة بنها وخبير الإعلام الرقمي.
فيما حملت الجلسة الجلسة الثالثة عنوان: (الشباب المصري وثقافة العمل التطوعي.. الفرص والتحديات)، وأدارها مؤمن ممدوح؛ عضو لجنة الشباب بالمجلس، وشارك فيها كل من: المستشار أيمن فؤاد؛ رئيس محكمة الاستئناف، وعضو لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، والدكتور إبراهيم عز الدين، العميد السابق للمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بمدينة السادس من أكتوبر، وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد مدارس الخدمة الاجتماعية في أفريقيا، ومحمد مصطفى النحاس، مستشار الحوكمة بالمنظمة العالمية للحركة الكشفية.
تحدثت الدكتورة غادة فؤاد مشيرة إلى أهمية الموضوع الذي الجلسة: (السوشيال ميديا وثقافة الوعي لدى الشباب المصري.. التعاملات والمحاذير)، موضحة أن تطبيقات التكنولوجيا تمثل شريك أساسي لنا جميعًا فى مختلف جوانب حياتنا، خاصة بعدما اجتاحت العالم جائحة كورونا، باتت وسائل التواصل الاجتماعى هي الأداة الأساسية المستخدمة فى التواصل بين البشر.
كما تابعت موضحة أن وسائل التواصل الاجتماعي أشبه بمرآة، تعكس من خلال محتواها الواقع المجتمعي؛ حيث صارت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة كأداة لخلق توجهات سياسية، بالإضافة إلى استخدامها في نشر أخبار خاطئة تارة ومفبركة تارة أخرى.
هنا تظهر مسؤولية الصحفيين والإعلاميين بالوكالات الإخبارية العريقة في عدم نقل الأخبار من بعض الصفحات المجهولة الهُوية، بدون تحقق من مصدر الخبر، للحيلولة دون حدوث حالة من البلبلة وعدم اليقين وافتقاد الثقة بشكل عام.
ثم تحدث الدكتور فتحي شمس الدين موضحًا أن شبكات التواصل الاجتماعى تُعد بلا خصوصية، وأشار إلى أنها في مقابل تقديمها للعديد من الخدمات المجانية للمستخدمين، تطلع على معلوماتهم الشخصية بهدف تحقيق المكاسب المالية الضخمة.
كما أكد أن شبكات التواصل الاجتماعي تكاد تعرف كل شىء عن مستخدميها أكثر مما يعرفوه عن أنفسهم، مثل توجهاتهم الفنية والرياضية والسياسية إلخ، حتى الأماكن التى يزورها مستخدميها ورفقائهم فى هذه الزيارات والأنشطة المختلفة، وبالتبعية تستغل شبكات التواصل هذه المعلومات الخاصة بمستخدميها وتخضعها لعملية تحليل بيانات متقدمة نحو معرفة المزيد عن خصوصياتهم، وتُعد هذه النقطة هي الأكثر خطورة، بجانب نشر المعلومات وإشاعة الأخبار المغلوطة على لسان مؤسسات إعلامية ذات مصداقية بواسطة تقنيات التزييف الحديثة المتعددة.
ثم عقدت الجلسة الثالثة في ختام المؤتمر؛ فتحدث المستشار أيمن فؤاد مؤكدًا أهمية رفع مستوى الوعي الثقافى لدى الشباب، وأوضح أن هذا الأمر له عدة سبل، من أهمها استغلال حماس الشباب إيجابيًا، من خلال توجيههم نحو العمل الجماعي التطوعي، الذي يُعد أيسر طرق اكتساب مهارات القيادة، بفضل تحلى الشاب المتطوع بإمكانية تعلمه أن يتوافق أكثر مما يختلف، وأن يقترب أكثر مما يبتعد، وأن يساهم فى البناء أكثر مما يهد، وأن يعطى أكثر مما يأخذ،
وفي مختتم كلمته أوضح أن العمل الجماعي التطوعي يفيد شخصية الشاب المتطوع، ويعزز من انخراطه نفسيًا في مجتمعه، مما يترك له شعور بالسعادة والرضا نتيجة لنجاح هذا العمل الذي تطوع فيه، وما قدمه خلاله من عطاء.
فيما أكد الدكتور إبراهيم عز الدين أهمية غرس ثقافة العمل التطوعي خلال المرحلة الجامعية بشكل خاص، وأوضح أن أبرز هذه القيم تتمثل في التنظيم الجماعي للجهود، واكتساب روح الفريق مما يدعم بدوره المجتمع ويجعله في أحسن حال، وفي حقيقة الأمر يقدم التطوع مساعدات مباشرة مثل المساعدة في جمع الأموال أو إنجاز الأعمال الإدارية، بهدف دعم المؤسسات باختلاف تخصصاتها من رعاية للأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من أنشطة مجتمعية خيرية.
أما المساعدات غير المباشرة؛ فلها عدة أمثلة مثل عمل الدراسات التحليلية لأسباب المشكلات التي يعانيها المجتمع؛ فتساهم هذه الدراسات التخصصية في حل تلك المشكلات مما يعود بالنفع على المجتمع بشكل عام، وفي مختتم كلمته أشار إلى أهمية تطوع الشباب المصريين، خاصة أن قوة مصر الضاربة تُعد من الشباب؛ فيبلغ تعداد الشباب ما يزيد عن 25 مليون؛ فلنتخيل إذا تطوع كل شاب منهم في مشاريع محو الأمية والدعم المجتمعي، بالتأكيد سيتحسن الوضع بشكل كبير.
ختامًا تحدث محمد مصطفى النحاس، موضحًا أن مفهوم التطوع المتعارف عليه، يصفه بالنشاط الإرادي الذي لا ينطوي على مكافأة أو أي مصلحة شخصية، كما يتم تنفيذه بواسطة منظمة رسمية أو مجموعة من الأفراد، ولا يتضمن أى علاقة مشتركة بين المتطوعين والمستفيدين، وفي مختتم كلمته أكد أن أبرز ما تفتقده مصر فى مجال العمل التطوعى يتمثل فى عدة نقاط مثل:
ماهية الفوائد الشخصية المتحققة للمتطوعين نتيجة قيامهم بالأعمال التطوعية، كم المهارات والمعارف المكتسبة للمتطوعين جراء المشاركة في العمل التطوعي، ومدى إمكانية تعزيز الأعمال التطوعية من فرص المتطوعين في الحصول على عمل مدفوع الأجر، قياس نسبة فعالية المتطوعين في تقديم الأعمال التطوعية وفقًا لما يتناسب مع كل منهم.