خروجتنا

عاش هنا| 80 عاماً على ترجمة الأفلام.. كيف بدأت رحلة أنيس عبيد؟

رائد ترجمة الأفلام الأجنبية بالشرق الأوسط وكانت ترجمته هي نافذة المصريين والعرب إلى العالم الآخر هو أنيس عبيد المؤسس الأول لذاكرة السينما الأجنبية في مصر والعالم العربي ومخترع أول آلة لطباعة الترجمة بمصر، وأول من بدأ بطبع الترجمة على الأفلام الأجنبية، وفي سلسلة عاش هنا تواصل منصة كلمتنا عرض تفاصيل حياة المشاهير والفنانين والأدباء وكبار الكتاب، ونكمل اليوم السلسلة بالمهندس أنيس عبيد صاحب أشهر جملة في نهاية الأفلام الأجنبية وهي “تمت الترجمة بمعامل أنيس عبيد بالقاهرة.”

البداية

ولد أنيس عام 1909 في أسرة مصرية راقية وثرية، وكان واسع الثقافة ومحب للأفلام الأجنبية التي كانت تعرض دون ترجمة، ودرس الهندسة وتخرج عام 1932، وسافر بعد ذلك في بعثة إلى فرنسا للحصول على درجة الماجستير في الهندسة.

تغيير المسار

أثناء تواجده بفرنسا قرأ إعلانًا بالصدفة عن دورات تدريبية لكيفية دمج الترجمة المكتوبة على شريط السينما، وخطر في ذهنه فكرة استخدامها في الأفلام السينمائية للمصريين، وعاد تاركًا الماجستير وراءه ودخل أولًا مجال المونتاج السينمائي، وعمل مونتير لفيلمي “كله إلا كده” و”الغندورة” عام 1934 وكف عن ممارسة المونتاج للتركيز في مشروعه الأول وهو الترجمة، ووجد في طريقه الجديد مدخلًا لعمل جديد يجمع بين هوايته السينمائية ونوع من البيزنس غير موجود في مصر.

المعركة

وبدأ أنيس في إقناع صناع السينما في مصر بالفكرة، والذين كان لديهم تخوف من التكلفة التي ربما لا تلقى نجاحًا لدى جمهور غير مهتم بأفلام الغرب، وطبق مشروعه على أكثر من فيلم قصير وقدمها في عروض خاصة مجانية حتى تأكد الصناع من احتمالات نجاحها.

أول ظهور

شهد عام 1944 عرض أول فيلم مترجم وكان “روميو وجوليت” والذي حقق إيرادات غير مسبوقة، وانفرد عبيد بعدها بهذه المهنة على مدى أكثر من 40 عامًا، وبدأ نشاطه بنفسه عن طريق آلة من صنع يديه قام من خلالها بطبع الترجمة على الشريط السينمائي، وكان من أوائل من دمجوا الترجمة على فيلم 16 مللي بالعالم وهي تقنية لم يكن معمولًا بها فيما قبل بالمنطقة، فقد كان سائدًا أن تتم ترجمة الفيلم على شريط منفصل يتم تحريكه يدويًا وهو أمر كان يعيق المشاهد.

مقالات الاهرام

وأصدر مجلس الوزراء المصري قرارًا بإلزام جميع دور العرض بعرض ترجمة عربية مصاحبة لكل الأفلام الأجنبية عام 1939، وكان ذلك ثمرة لمقالات أنيس عبيد بجريدة الأهرام للمطالبة بذلك، وأنشأ عام 1950 شراكة مع معامل خوري للترجمة في بيروت وانتهت هذه الشراكة عام 1979.

40 عامًا

وعلى مدى اكثر من أربعين عامًا انفردت معامل أنيس عبيد بترجمة الأفلام الأمريكية والهندية والأوروبية في مصر وتمكنت من تعريف المصريين بروائع السينما العالمية، وأصبحت عبارة “طبعت الترجمة في معامل أنيس عبيد بالقاهرة” العبارة المميزة التي تثير أسمى معاني الامتنان لرجل كان مخترعًا وحالمًا ومبادراً شجاعًا في مجاله.

معامل أنيس عبيد

وكان أنيس يسكن في فيلا ومعامل أنيس عبيد في 17 شارع نجيب باشا شكور بحدائق القبة في القاهرة.

اقرأ ايضاً: عاش هنا| إحسان عبد القدوس.. قصة 600 رواية من الزمالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى