كاتب ومقال

أصل الأسطورة| من الذي قتل الراهبة؟.. وسر الظل

حكاية اليوم عن واحدة من أشهر الأساطير “المكسيكية” ليست رعبًا بل حزنًا، تم تحريف أسطورتها في فيلم the nun.

خلال فترة الغزو “الفرنسي” كان هناك دير في حدود ولاية “دورانجو” تعيش هناك فتاة في غاية الجمال تدعى “بياتريس”.

قررت أن تصبح راهبة على الرغم من رغبة جميع شباب “دورانجو” الزواج بها، ولكنها كانت قليلة الاهتمام بالرجال، وحينما حدث الغزو “الفرنسي” حدث شيء عجيب لها، أحبت أحد الجنود على الرغم من أنهم يحاربون بلدها.

لكن قلبها خفق له وأحبته، كانت تراقبه كلما كان يسير بجوار زملائه من الجيش، ومن حسن حظها تم وضع الكتيبة المتواجد بها أمام الدير، وعلى الرغم من أن جنود الكتيبة كانوا يخشون النظر إلى الراهبات خوفًا من القتل، إلا أنه لم يستطع منع نفسه من النظر إليها.

سحر جمالها لا يستطيع أحد مقاومة النظر إليه، وفي يوم عندما كانت تؤدي صلاتها داخل الدير، سمعت صوت طرقات على الباب، وبمجرد أن فتحت وجدت أمامها الجندي الذي تحبه.

تغيرت نظرة ابتسامتها إلى نظرة قلق عندما رأت دمه على بدلته، حيث إن الجيش “المكسيكي” أطلق عليه وعلى زملائه النيران، أدخلته وبدأت تعالج جرحه برقه وحنان، وأخفته في الدير وأحضرت له الطعام والشراب وأعدت له سريراً كي يستريح عليه، ومرت الأيام ووقع بينهما حب عميق لا يفرقه غير الموت.

ولكن بعد أن تعافى الجندي غادر بعد أن ودعها ليبحث عن جيشه، وقبل أن يغادر وعدها أنه سوف يعود من أجلها ذات يوم وسوف يتزوج منها ويذهب بها بعيداً، ولكن كانت هذه هي المرة الأخيرة التي تراه فيها.

استطاع الجندي الوصول إلى زملائه الذين بقوا على قيد الحياة، وبعد دقائق تمكن الجيش “المكسيكي” من محاصرة المكان، وأطلقوا عليهم النيران بلا رحمه، فسقطوا جميعاً قتلى، ظلت “بياتريس” تنتظره أيام، فكانت تجهل مصير الجندي الذي أحبته.

وكان في كل يوم في المساء، تذهب إلى برج الأجراس، الموجود في كاتدرائية قريبة من الدير، وذلك لتطلع على أخبار الجندي وتعرف هل عاد أم لا، لكنها لم تعرف عنه شيء وتتابعت الأشهر والأعوام وهي تنتظر قدومه.

كانت تعيش على أمل في أعماقها أنها ستقابل حبيبها مرة أخرى، وذات صباح وحينما فتح القس، أبواب الكاتدرائية، عثر على شخص ممدد على الأرض، جسداً بلا روح، لقد أنهت “بياتريس” حياتها بعد عذاب من الانتظار، بالسقوط من أعلى برج الأجراس.

كانت تعتقد أن حبيبها خدعها لكن المسكينة لم تكن تعلم أنه قد قتل ولم يخدعها، بل ظل يحبها حتى الرمق الأخير من حياته، ومنذ ذلك الحين يرى أهل الولاية “بياتريس” تتجول أمام الدير، حزينة بوجه شاحب تنتظر قدوم حبيبها.

كما يظهر أيضًا ظل بالخارج حيث يختفي بين الجدران، ويقال إنه ظل الجندي الفرنسي الذي أحبته الراهبة، وكأنه يتجول في انتظار رؤيتها.

بقلم
أحمد الرفاعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى