ليست إسرائيل وحدها .. هؤلاء حاولوا احتلال طابا
رضا الشويخي:
لماذا نحتفل بتحرير طابا؟
كثير من الشباب قد لا يعرف أصلا أننا نحتفل برفع العلم المصري على طابا التي تبعد نحو 240 كم من مدينة شرم الشيخ، في 19 مارس من كل عام، بعد استردادها بالتفاوض والقانون، والقصة بدأت بعد نكسة 1967، مع سيطرة العدو الإسرائيلي على شبه جزيرة سيناء، وبدأ الزعيم الخالد جمال عبد الناصر حرب الاستنزاف التي كبدت العدو خسائر فادحة بدءا من النكسة وحتى مصر أكتوبر 1973، الذي أعاد لمصر كل شبر احتلته الكيان الإسرائيلي، ما عدا منطقة طابا
والتي دخلت مصر في مفاوضات لاستردادها، استمرت حتى عام 1989، مع قيام وفد مصري من رجال القانون بإعداد مذكرات رسمية توضح حق مصر في كل أرض سيناء، ومن بينها طابا.
طابا.. الغزو والانتصار:
لا تستغرب إذا عرفت أن النزاع مع الكيان الإسرائيلي لم يكن الأول من نوعه بالنسبة لمصر؛ ففي عام 1906، شهدت طابا، نزاعا بين مصر وسلطة الاحتلال البريطاني وتركيا، وهذا يوضحه المؤرخ الكبير يونان لبيب رزق، في كتابه ” الأصول التاريخية لمسألة طابا – دراسة وثائقية”، حيث يقول: “إن مشكلة طابا الأولى، بدأت مطلع القرن الماضي بين مصر وسلطة الاحتلال البريطاني كطرف أول مع الدولة العثمانية كطرف ثانٍ في يناير/كانون الثاني 1906 بأن أرسلت تركيا قوة لاحتلالها مخالفة بذلك ما جاء بفرمان 1841 و 1892 الخاصين بولاية مصر والحدود الدولية الشرقية لها، والممتدة من رفح شمالاً على ساحل البحر المتوسط إلى رأس خليج العقبة جنوباً شاملة قلاع العقبة وطابا”.
ويتابع رزق أنه مع تدخل بريطانيا لمنع تكريس الأمر الواقع على الحدود، حفاظا على مصالحها، ازدادت المشكلة تعقيدا وتعدت أزمة طابا، وامتدت إلى منطقة رفح في أقصى الشمال، حيث قامت الدولة العثمانية بإرسال قوة من جنودها باحتلال مدينة رفح، وإزالة أعمدة الحدود الدولية بها.
ويضيف رزق أنه بعد تهديد متبادل باستخدام القوة العسكرية، بين بريطانيا والباب العالي في تركيا، عادت القوات العثمانية إلى ديارها، وتم تعيين لجنة مشتركة مع الجانب المصري والبريطاني لإعادة ترسيم الحدود إلى ما كانت عليه مع تدقيقها طبقاً لمقتضى القواعد الطبوغرافية لتحديد نقاط الحدود الطبيعية،
حيث بلغت عدد العلامات الحدودية من رفح شمالاً إلى طابا جنوباً 91 علامة، كانت آخرها على رأس طابا، وهي العلامة التي لها قصة تاريخية لا بُدّ أن يعرفها شبابنا، نذكر تفاصيلها تباعا.