من اغتال عالمة الذرة سميرة موسى؟.. وما سر آخر عبارة كتبتها؟
استطاعت أن تترك بصمتها في الحياة العلمية، وتعد من أهم العلماء الذين يحضرون مؤتمرات تتحكم في مستقبل الطاقة النووية في العالم، حتى أصبحت من أهم رموز العلم النووي في العالم، وكان من الممكن أن تغير الكثير من الأشياء ولكن جاء حادث اغتيالها ليعلن رحيل واحدة من أنبغ العلماء المصريين في العالم، إنها سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية وأول معيد في كلية العلوم جامعة فؤاد الأول “جامعة القاهرة حالياً”.
وفي ذكرى وفاتها التي تحل في الـ 15 من أغسطس، ترصد «كلمتنا» أهم المراحل العلمية والاجتماعية والثقافية في حياة سميرة موسى، وتفاصيل اغتيالها في ظروف غامضة.
كانت سميرة موسى متفوقة علمياً في كافة مراحل تعليمها فكانت دائماً ما تحصل على الجوائز، فقد كانت الأولى على الشهادة التوجيهية عام 1935، ذلك الوقت الذي لم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفاً، كما أن بسبب نبوغها وتفوقها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في الصف الأول الثانوي، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ثم وزعته بالمجان على زميلاتها.
مس كوري الشرق
حصلت سميرة على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، واستطاعت أن تنهي رسالتها في عامين فقط، لتصبح أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراة، كما أنها حصلت على منحة “فولبرايت” لدراسة الذرة بجامعة كاليفورنيا، وبعد حصولها على الدكتوراة قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية، ولقبت موسى بـ “مس كوري الشرق”، وذلك نسبة إلى عالمة الفيزياء البولندية ماري كوري.
إسهامات اجتماعية وثقافية
لم تقتصر إسهامات سميرة موسى على العلمية فقط، بل كانت لها العديد من الإسهامات الاجتماعية والثقافية أيضاً، فقد شاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة والتي تهدف إلى محو الأمية في الريف المصري، وجماعة النهضة الاجتماعية والتي تهدف إلى تجميع التبرعات ومساعدة الأسر الفقيرة، إلى جانب انضمامها إلى جماعة إنقاذ الطفولة المشردة، وإنقاذ الأسر الفقيرة.
كما كانت سميرة مولعة بالقراءة، ذلك الأمر الذي جعلها تحرص على تكوين مكتبة كبيرة متنوعة، تضم العديد من المجالات مثل الأدب والتاريخ وأيضاً الكثير من كتب السير الذاتية للشخصيات القيادية المتميزة، وقد تم التبرع بالمكتبة إلى المركز القومي للبحوث.
غموض الاغتيال
في عام 1952 سافرت سميرة موسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء الأبحاث، وقد تلقت وقتها عروضاً مغرية للبقاء في أهم المراكز في الولايات المتحدة، ولكنها رفضتها وتمسكت بالعودة إلى مصر، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا، وأثناء زيارتها ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها وتلقي بها في واد عميق، لتلقى حتفها في حادث أليم في الولايات المتحدة، وقفز سائق سيارتها واختفى إلى الأبد، وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسماً مستعاراً، وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد.
ويرجح بعض المراقبون أنه يوجد احتمال اغتيالها من قبل الموساد الإسرائيلي، وذلك لمحاولتها نقل تكنولوجيا الذرة من أمريكا إلى مصر والعالم العربي في تلك الفترة المبكرة، وتشير جميع الاتهامات إلى أن اغتيال عالمة الذرة المصرية تم عن طريق عميلة الموساد “راقية ابراهيم” وشركائها، وأن آخر ما فعلته سميرة الذهاب لحفلة تقيمها لها الجامعة ويحضرها أصدقاؤها ومنهم راقية، وأن قصة سقوط سيارتها لم تكن حقيقة.
وجمعت صداقة بين سميرة وراقية في لندن، ويُقال أنها كانت تنقل أخبارها للموساد الإسرائيلي، والعديد من الوثائق أكدت أن راقية إبراهيم هي من أرشدت الموساد عن منزل موسى، ونقلت لهم مواعيد وجودها، وسهلت لهم خريطة بتفاصيل المنزل، حتى يمكنهم الهرب بمجرد انتهاء مهمتهم.
بعد وفاة سميرة موسى أرسل إلى والدها بعد الأشياء الخاصة بها، وكان من بينها مفكرة سوداء صغيرة كانت تسجل بها خواطرها اليومية، وكانت آخر ما كتبته فيها عبارة غامضة: “ثم غربت الشمس”، فماذا كانت تقصد؟.