كبسولة عم فؤاد| الشجاعة
خلينا متفقين أن الشجاعة من الصفات المرغوبة اللي لازم الشخص الطبيعي يتحلى بيها، فهي حالة العقل اللي بتمكن الشخص من مواجهة الصعوبات والخطر أو الألم أو أي ظرف تاني يمر عليه، من غير لاي تردد في فعله أو الخوف منه..
الشجاعة مش بالضرورة يكون معناها القتال أو الدخول في المعارك لكن معناها الحقيقي هو أن الشخص يقوم بمحاربة العوائق والوصول للأهداف مهما كانت العواقب..
خلي بالك من حاجة مهمة مش عشان يتقال عليك شجاع تقوم تبقى مفتري ولا قاسي وصوتك عالي ترهب وتخوف به خلق الله، وافهم كويس أن الشجاعة بتتمثل في الفضيلة وقول الحق والثبات ومواجهة المشكلات والصعاب والثبات على المبادئ والأخلاق، الشجاعة بتظهر أفعال وقت الشدة ومش أي حد يقدر عليها عكس الكلام فهو متاح للجميع.
ومن أنواع الشجاعة اللي بنحتاجها في حياتنا هو شجاعة القدرة على مواجهة المواقف الصعبة والتحديات لكن بيختلف مفهوم المواقف الصعبة أو الأوقات القاسية من شخص للتاني، ودا بيعتمد على وجهات النّظر وقدرة الشخص نفسه على الاحتمال والمواجهة بمعنى أن مش ممكن توحيد معنى التعرض لموقف صعب بشكلٍ عامٍ ودا لاختلاف الآراء بين الناس، كمان لا يمكن المقارنة بين المواقف المختلفة وردود الأفعال.
فمثلا مواجهة تحدي واحد لكذا شخص هيختلف باختلاف الشخصية نفسها، لأن فيه شخص هيقدر يقف ويواجه بكل شجاعة وحكمة وكمان هياخد قرارات وخطوات صحيحة، وفي شخص تاني هيعتبره صعب ومستحيل مواجهته ومش هيحاول حتي يتعرض له ويعمل زي النعامة كل اللي يقدر عليه أنه يدفن رأسه في الأرض ويتعامى ويتجاهل.
وبين ده وده هيظهر نوع تالت أنا عن نفسي بعتبره مش مواجهة خالص لأن هيكون فيها قدر كبير من الخسة والميوعة والتردد، وأكيد هتكون مواجهته بطريقة غلط.
فاكرين المثل اللي مش بحبه اللي بيقول ادبح القطة
ودا على أساس هدف السيطرة ولان الشخص قام بمواجهة مخاوفه والخطر واخد خطوة إيجابية من البداية، ايه رايكم أن الكلام دا كله غلط وضعف وقلة حيلة وإسقاط ضعف وعشان تتأكدوا من كلامي احكي لكم حكايته..
كان فيه زمان ملك عنده بنت جميلة ووحيدة بس عندها مشكلة وهي أن مافيش جوازة ليها بتعمر ولا فيه أي راجل يقدر يستحملها، ودا لأن طبعها حاد ولأن الملك أب ونفسه يشوف بنته زي أي بنت متجوزة وسعيدة مع جوزها، فأعلن عن مسابقة للي هيتزوج بنته وهي لو قعدت معاه فترة طويلة هيكون له مكافأة كبيرة ومال وفير وفي نفس الوقت لو فكر اللي هيتزوجها فى تطليقها هيدبحه.
واتقدم لها رجل من الريف فقير واتجوزها، وخدها معاه، تعيش في الكوخ الصغير وفي ليلة الدخلة أول ما اتقفل عليهم باب الكوخ، قام جوزها ومسك قطته وقال الأميرة دي أغلي مخلوق عندي ورفيقتي في عيشتي على الحلوة المرة وقعد يمجد في قطته، وبعدين بص للقطة وقال لها إنه عطشان وعايز يشرب وطبعا القطة معبرتوش ولا جابت له يشرب ولا حاجة، فقام ماسك سكينة ودبحها، فخافت الأميرة منه ولما طلب منها هي أنه يشرب قامت جري وجابت له يشرب، ومن ساعتها بقى أي أمر منه لازم يتنفذ ولا تقدر تعلي صوتها عليه ولا ترد له كلمة.
طب أنا راضي ذمتكم دا اسمه مواجهة موقف، أنا بسميه حسه وفشل وضعف وقلة حيلة، والتجبر على اللي أضعف منه لو كان عايز يواجه كان واجهها هي مش دبح الغلبانة دي، كل اللي عمله اسقاط لعيوبه ونقصه ورغبته أنه يطاع في اللي عارف أنه هيفشل فيه بسبب ضعف شخصيته وقلة إمكانياته.
ونرجع لكلامنا من تاني ونقول لازم نتعلم ازاي نعرف نواجه المواقف، ونعرف أن الشجاعة مش بنتولد بها ولكن هي من الحاجات اللي بتزيد مع الأيام بالمواقف اللي بنتعرض لها، والإنسان العاقل يعرف امتى تكون المواجهة وامتى يلجأ للحلول الوسط، في مواجهة الظواهر والمعضلات بشرط ما يأذيش غيره.
لازم تتأكد أنه لو اتخلى عن المواجهة من البداية هيجي عليه اليوم اللي يكون فيه الخوف هو المتحكم فيه، وعشان كدا لازم يعود نفسه من البداية على مواجهة مواقفه، وبكدا هينمي جواه شجاعة مواجهة المواقف..
مش كدا ولا اييييييييييييه؟