ماذا تعني لك كلمة “لا”؟ هل تسمعها كثيرا؟! أم لم تعتد سماعها؟! هل تقولها كثيرا؟! أم أنك لم تعتد قولها؟! بل أنك لم تجرؤ على نطقها؟! هل تستطيع أن تقول “لا” للظلم؟ للحقد؟ للبغض؟ للقسوة؟ للعنف؟ هل تستطيع قول “لا” بصوت عال؟! أم أنها تظل حبيسة قلبك؟! سجينة عقلك؟!
“لا” كلمة مكونة من حرفين هما الـ “ل” والـ “ا”، أو حرف واحد وهو “لا”، تظهر بعدة أشكال كـ “لا” الناهية و “لا” النافية، تلك الكلمة العجيبة التي باستطاعتها تغيير الأمور، فكلمة “لا” لها وقعها على الأشخاص يختلف مع كل موقف، ومع طبيعة كل شخص.
فإذا نظرنا إلى الإنسان الذي إعتاد من صغره على سماع كلمة “لا” يعني أن كل طلباته مرفوضة، كل الأفعال منهي عنها، فهل بإمكانك تخيل أو معرفة شخصية ذلك الإنسان؟! هل تعلم ماذا يفعل عندما يصبح مسئولا؟! بالتأكيد لن يكون قادرا على اتخاذ قرارات سليمة، أما بالنسبة لمرؤوسيه فإما أن يسمعهم دائما “لا” التي طالما أرقته، وإما ألا يعترض على أي شيء خشية من قول تلك الـ “لا” المؤلمة.
وعلى العكس من ذلك فإذا نظرنا إلى الإنسان الذي لم يعتد سماع كلمة “لا” فهو إنسان كل طلباته مجابة حتى وإن كانت صعبة أو لا تناسبه، كل أفكاره مقبولة حتى وإن كانت خاطئة، ولك أن تتخيل كيف يكون سلوكه وردود أفعاله حيال كافة الأمور، فأمثال هذا الإنسان تزعجه كلمة “لا” فإنه يكره سماعها، ويأبى أن تقال له، وعندما تقف بوجهه هذه الكلمة فيصبح باستطاعته التحول من إنسان إلى وحش كاسر مدمر، يفعل ما لا تحمد عواقبه مع قائل تلك الـ “لا” أياً ما كان، المهم أن يمحو تلك الكلمة التي يرى من وجهة نظره أنها لا يصح أن تقال له.
أما بالنسبة لمن يقولون “لا” أو لا يقولونها فهناك من يأبى أن يقول “لا” خوفا إما على نفسه من بطش من تقال له، وإما خشية غضبه، فتظل تصرخ الكلمة بداخله بصوت مختنق حتى تلقى حتفها وهو مصيرها المحتم.
وهناك من يستطيع قول “لا” بصوت عال مسموع، يتردد صداها في كل مكان، يقول “لا” لكل مخطئ، يعي جيدا متى وأين وكيف ولمن تقال، لا يخشى شيئا مادام يقف مع الحق، يوقن بأن الحق لن يضيع حق من وقف بجانب الحق.
اقرأ أيضًا: دار في خاطري| الألقاب وما تعنيه
نبذة عن الكاتبة
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: