كبسولة عم فؤاد| السيرك.. معسكرات للاعتقال والسادية

شفتوا منظر الحيوانات في السيرك؟
هل مناظرهم دي بتخليك مبسوط من جوه على انتصار الإنسان على الحيوان وترويضه في السيرك، مش كده؟
نفسي الناس تحس وتفهم إن السيرك مش عرض… ده جريمة بتتكرر كل ليلة… إنت بتروح عشان تنبسط وتفرح.. آه فيه عروض الناس بتصفق لها، لكن برضه فيه كائنات بتصرخ جواها ومحدش سامع.
الناس بتدخل السيرك علشان تضحك… بس الحيوان اللي جوه القفص مش بيضحك، ولا بيفهم الضحك… هو واقف قدامك… موجوع، مقهور، متعذب.
بص لوشوشهم… ويمكن تحس… هتلاقي أما واحد نام من التعب وقت العرض والتاني مقهور مكسورة نفسه.
الفيل… بطل العرض؟ ولا عبد مربوط بالسلاسل؟
الناس بتصفق لما يشوفوا الفيل بيقف على رجل واحدة… بس محدش شافه وهو بيتربط بالسلاسل من صغره… ولا سمع صريخه وهو بيتضرب علشان يسمع الكلام…
كل حركة هو بيعملها قدامك، وراها ألف لحظة خوف، ووجع، وكسر نفس.
الأسد… ملك الغابة؟ ولا عبد العصا؟
الأسد مش بيطيع مدربه حبًا فيه… هو بيسمع الكلام علشان مافيش بديل… اتضرب، وجاع، واتكهرب، واتهدد بالنار.
كل مرة مغلطش كانت علشان يتفادى الألم، مش علشان اتدرب كويس.
القرد… مهرّج؟ ولا ضحية؟
قرد صغير بيلبس لبس إنسان وبينط على المسرح… الناس بتضحك ومبسوطة بس هو مش بيضحك ولا يعرف الضحك… هو اتعلم بالخوف، بالضرب، بالعزل…
بيعمل العروض وهو جواه طفل صغير بيتعاقب لأنه مش فاهم.
طب ليه في حيوانات بتهاجم مدربيها زي ما حصل من كام يوم… وحصل قبله عشرات الحوادث… وعلى فكرة ده مش غدر زي ما الناس بتقول… الحيوانات دي بتتحمل… لحد ما بتنفجر.
الأسد اللي قتل مدربه… كان بيرد الدين. كان بينطق للمرة الأولى. بصراخ بدل الكلمات… هو شاف العصا والكرباج كل يوم… شاف الكهربا، الجوع، الضرب والمهانة…
ففقد السيطرة.
الإسلام وكل الأديان السماوية قالت نفس الكلمة… الرحمة مش بس للبني آدم… الرحمة لكل كبدٍ رطبة… يا ناس، دخلت امرأة النار في هِرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا سبْتها تأكل من خشاش الأرض.
يعني الحيوان له حق… وليك ذنب لو أذيته… ليه نسمّي الإهانة تسلية؟
وليه تربّوا أولادكم على إن تعذيب كائن حي شيء مضحك؟
إيه المتعة في إنك تشوف كائن بيتعذب علشان يسليك؟
دي قمة السادية… فعلاً الإنسان هو أسوأ مخلوق على وجه الأرض.
بلاد كتير منعت السيرك… وأتمنى ده يتم تطبيقه وتعميمه دوليًا ويتجرّم.
إرحموهم…
علموا ولادكم إن السيرك فكرة سادية ومقرفة ومريضة… علموهم يبقى عندهم رحمة بأي كائن حي.
وارجعوا تاني بصوا كويس لأي صورة حيوان في السيرك، والصورة دي ترضي مين؟
مين إنسان سوي ممكن يستمتع بحاجة زي دي؟
السيرك من أقدَر اختراعات البشرية.
فيه ضحك بيبني جدران من وجع حوالين روح مش بتتكلم.
الحيوان مش ممثل… مش أداة… مش بلياتشو… هو روح، وبيتألم.
مش لازم تشتري تذكرة علشان تبقى شريك في الألم… مش لازم تضحك ابنك على حساب كائن بيتقهر… لو بتحب الحيوان بجد… سيبه يعيش، ما تسجنوش.
اللي ساكت على تعذيب الحيوان، بيشارك فيه… حتى لو بتذكرة.
اللي بيصفق لقفزة من طوق نار، عمره ما شاف النار اللي جوا الحيوان ده.
واللي بيقول إيه يعني؟ هما اتعودوا… نرد عليه:
طب متيجي نربطك كده، ونخليك تتنطّط بالكرباج والكهربا، ونقول اتعود.
لو المقال ده وجعك… يبقى الحمد لله إنت لسه فيك خير… يبقى خلي غيرك يحس.
شير، اتكلم، امنع، قاوم…
الرحمة مش بوست. الرحمة فعل.