كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| البنت زى الولد ماهيش كمالة عدد

ماكدبش عمنا صلاح جاهين لما قال “البنت زى الولد ماهيش كمالة عدد”.. ودا حقيقي جدا فالمرأة هي نص المجتمع ومش أي نص كمان دا النص الحلو، فزي ماهي الدفا والحب والحنان والحضن الكبير لكل عيلتها فهي الأم والأخت والابنة والزوجة والصديقة، هي بير الأسرار و العقل المدبر لحل كل الأزمات والمشاكل والضحكة اللي بتوزيعها على كل مكروب من أهلها وحبايبها..

دا غير إنها السند والضهر بالكلمات والأفعال والسد القوي اللي بيتسند عليه كل أسرتها، ومع ذلك هتلاقي كذبة كبيرة للأسف الشديد تم اختراعها وترويجها لدرجة أن فيه للأسف ناس صدقتها الكذبة زي بتقول أنها عاطفية وضعيفة وهشة بيسيطر عليها مشاعرها المرهفة والحاجة الوحيدة اللي بتبقي قوية فيها لما تعرف عشان كده هي ضعيفة بقى وقوتها لما تستغل ضعفها..

عايز أقول أن دا قول مجحف في حقها وكذبة كبيرة، أصلا لو فكرنا هنلاقي أن ربنا خلق الله آدم عليه السلام الأول وبعدين خلق من ضلعه زوجة مش بس عشان تسعده، وتقضي على وحشته، وتكثر نسله لكن عشان يتم إعمار الأرض بالسعي فيها منه ومنها أيده بإيدها، وفيه مقولة بتأكد الكلام اللي بقوله دا (المرأة التي تهز المهد بيمينها تستطيع أن تهز العالم بيسارها)، وطبعا دي ماجتش من فراغ دا دليل على قوة المرأة على مر الزمان..

فكتير منهن قدرت إنها تحقق إنجازات وكمان أوقات قدروا إنهن يغيرو مجرى التاريخ، مش هتكلم على ملكات ولا حد من زمان هتكلم على اللي موجودين قصاد عنينا وشايفينهم، وهنروح بعيد ليه ماهو قصاد عنينا الست روحية اللي ربنا رزقها بأربع ولاد سبحان الله في حكمته واحد فيهم بس سليم والتلاتة الباقيين من أصحاب الاحتياجات الخاصة أكبرهم 40 سنة وأصغرهم 27 جوزها سابها وسافر ولحد النهاردة مرجعش يعني بالبلدي كدا طفش..

الست روحية عندها دلوقتي 70 سنةورغم كبر سنها إلا أنها بتعتني بيهم بتأكلهم بتشربهم حتى هي اللي بتتدخلهم الحمام وطبعا نومها قليل ويمكن نادر عشان محدش فيهم يسرح ويتوه وميرجعش، 40 سنة والحال هو الحال والشقا بيزيد يوم عن يوم وهي المعيل الوحيد لأسرتها بعد ماسابهم جوزها وبمعنى أصح هرب من مسؤولية ولاده..

يعني ست بمليون راجل والست محدش يعرف قصتها ولا سمع بيها إلا أهل قريتها منشأة السادات لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية ولا هي حتى عايزة حد يعرف فكل اللي يهمها إنها تعيش مراعية ولادها وهي راضية كل الرضا برزق ربنا، ست بتشتغل بإيدها ولا عمرها مدتها لحد قدرت تصمد وتجاهد مع ابنها السليم برغم كل مشاغلها وواجباتها ناحية ولادها المرضى وقفت في ضهره لحد ما كمل تعليمه وبقى المهندس محمد، ست تشرف أي حد يعرفها من قريب أو بعيد..

ولا حكاية بهية الست الصعيدية الجدعة، ست بمليون راجل اتخلت عن أنوثتها واتنكرت في لبس الرجالة عشان لقمة العيش الحلال عشان تقدر تصرف على جوزها المريض وولادها، في الصبح بتشتغل في مهنة المعمار، والتوكتوك في المسا، تخيلوا ست تشتغل في مهنة المعمار وتشيل طوب ورمل وتساعد عمال البناء وترجع لبيتها بسرعة تطمن على جوزها وعيالها وتأكلهم وترجع للشغل تاني في المسا بس المرة دي على توكتوك جوزها تسوقه غيرت شكلها وهيئتها عشان تحمي نفسها من القرف اللي ممكن تشوفه من أصحاب النفوس المريضة.

أقولكم مثل كمان ممثلة الكومبارس المصرية برنسة عبدالغني باعت كليتها عشان تنقذ أمها وتعمل لها عملية قلب مفتوح وبعلو حسها بتقول لو أمي كانت طلبت عينيا كنت أديتها ليها، لأن أبويا مات وأنا عندي سنتين، وامي هي اللي شقيت عليا، ولو طلبت أكتر من كده كنت اديتها..

مين قال إن زمن ناعسة وصبرها مع أيوب انقضي خلاص،  فيه زيها كتير يمكن محدش عارفهم لكن إيمان البرغوثي مرات أقدم أسير في العالم ومعتقل من 43 سنة، تخيلوا عاش في السجون الفترة دي كلها وعاش معاها بس سنتين ونص ودلوقتي عمره بقي 66 سنة وهو جوا السجن كل السنين دي بعيد عنها بجسمه اه لكنها هي قريبة منه بتجاهد وتعرض قضيته وبتتفاوض عشان ترجعه مازهقتش ولا كلت..

وحكايات كتيرة غيرهم لستات قوية بتحفر في الصخر بتتحدى كل الظروف عشان تقوي ولادها وتكبرهم وتقف جنب جوزها، أظن كدا نبصم بالعشرة على أنها ماهيش كمالة عدد، وفي الاحتمال والجلد مذكورة في المعجزات.
مش كده ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى